السلطانة
مي إبراهيم الهويش /والدة راكان العجروش

رحمك الله يا سلطانة الغالية البارة الحبيبة العزيزة الوفية الصديقة ..
منذ ثلاثة أشهر عندما فجعت بخبر وفاة صديقتي الحبيبة سلطانة التويجري لم أستطع أن أجيب أفراد أسرتي من خلال دموعي وعبراتي عن الصلة التي تربطني بهذه الإنسانة الرائعة التي عرفتها منذ حوالي ثلاثين عاماً، فلم أستطع أن أجيب سوى أنّها اسم على مسمى سلطانة في كلِّ تصرُّف يصدر عنها .. في بشاشتها، في حسن تعاملها، في براعتها .. في إقناع محدثيها بوجهة نظرها التي كانت دائماً في مصلحة الجميع، في صراحتها الشديدة المقبولة حتى لو كانت في الصميم.
أم سهل الغالية معطاءة جادت بالكثير في زمن شح فيه العطاء، أصيلة لم تغيِّرها التطوُّرات الزائفة.
رحمك الله يا سلطانة لقد حباكِ الله بأجمل وأروع صفات جزيرتنا .. بأصالة الوسطى وكرم الشمال وشهامة الجنوب ولطافة الشرقية والغربية، وقبل كلِّ ذلك بقوة الإيمان والورع الشديد والتمسُّك القوي وكلها صفات يشعر بها كل من حولك.
إني أرجو من العلي القدير أن يسبغ عليك من رحمته وعفوه وغفرانه.
يا أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين ومجيب السائلين .. أسألك أن تبدِّد لوعة حزني بغاليتي التي اخترتها إلى جوارك وهي في قمة العطاء.