Thursday 27th July,200612355العددالخميس 2 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"نادى السيارات"

يأكل أبدان السيارات لكنه لم يعد كذلك الآن يأكل أبدان السيارات لكنه لم يعد كذلك الآن
تقنيات جديدة تجعل الصدأ في ذمة التاريخ

على مدى عقود من الزمن كانت مشكلة صدأ أو تآكل بدن السيارات من المشاكل المهمة التي تعاني منها صناعة السيارات، فقد كانت حتى أفضل السيارات عرضة للصدأ آجلاً أم عاجلاً بغض النظر عن نوع الطلاء المستخدم ومدى جودته.. ولم يكن الصدأ حكراً على صناعة أو علامة تجارية معينة فجميع السيارات كانت عرضة لذلك سواء كانت أمريكية أو يابانية أو إيطالية أو غيرها.. لكن السنوات الأخيرة شهدت تغييرات ملحوظة بطريقة مقاومة مصنعي السيارات للصدأ في مركباتهم بطرق أخرى غير استعمال المواد المركبة أو الألمنيوم.. وتعود محاولات هذه الشركات لتصنيع مركبات خالية من الصدأ إلى الثمانينيات من القرن الماضي.. ووفقاً لشركة فورد لصناعة السيارات فإن مسألة التخلص من الصدأ باتت الآن مسألة (لا بد منها) في المركبات المعاصرة.
واحد من الاختراعات الأولى الرئيسة للحماية من التآكل نتيجة الصدأ في صناعة السيارات كانت طبقة من الطلاء سُميت (بطبقة الطلاء الكهربائي الآنودي)، التي يعود ظهورها إلى الستينيات.. وهذه الطريقة تتضمن وضع طبقة من الطلاء المشحون كهربائياً على بدن السيارة غير المطلي داخل خزان كبير.. وفي نهاية السبعينيات بدأ مصنعو السيارات استعمال الطلاء الكهربائي الكاثودي، وكانت شركة فورد من بين الشركات الأولى التي اتجهت نحو هذه الطريقة.. وقد تحولت جميع مصانع الشركة في أمريكا الشمالية نحو الطلاء الكهربائي بحلول منتصف الثمانينيات وأحد أسباب ذلك هو تخفيض الأثر البيئي للمعادن التي تحتوي على عنصر الرصاص.
وقدمت هذه الطريقة الكثير على مدى سنوات لكن خلال التسعينيات بدأ الكثير من الشركات التفكير في استعمال طريقة الجلفنة (galvanizing) لجعل المركبات أكثر مقاومة للتآكل.
وعملية الجلفنة هي عملية يمكن أن تستغل لتلطيف الفولاذ الصلب (كما يحصل عند صنع معظم أبدان السيارات) وحديد الصب وسبائك الفولاذ.. وبغية جلفنة أجزاء بدن السيارة يتم أولاً تنظيفها، ومن ثم غمسها في خزان من الزنك السائل بدرجة 500 درجة مئوية.. وهذه العملية تطلي صفائح البدن أو الصفائح المصنعة بطبقة من الزنك المعروف بمقاومته العالية للتآكل.. ويمكن لصفائح البدن أيضاً أن تشكل حسب التصميم عن طريق كبس الصفائح الجاهزة التي كان قد تم طلاؤها مسبقاً بالزنك على أحد جانبيها أو جانب واحد منها.. لكن بغية التأكد من بقاء بدن السيارة متيناً مدى الحياة وفي مختلف الظروف، فإن فورد تستخدم تقنية تُدعى (التجميع الرقمي المسبق) ففي المراحل الأولى من عملية تصميم السيارة بمساعدة الكمبيوتر فإن فورد تقوم بدراسة متأنية حول الأماكن التي يكون فيها التآكل أكثر احتمالاً أو التي تؤثر فيها أملاح الطرق بشكل أكبر.
كبداية، فإن مصنعي السيارات مثل فورد كانوا يقومون بجلفنة الصفائح التي من المحتمل أن تتعرض إلى الضرر أكثر من غيرها، لكن في الوقت الحاضر يقوم مصنعو السيارة بجلفنة المركبة بالكامل.
ومن ضمن خطوات شركة فورد للحماية من التآكل استعمال أدوات الهندسة بمساعدة الكمبيوتر لعمل وتنظيم أفران كبيرة ومعالجة الطلاء الكهربائي.. وليست ألواح البدن الخارجية وحدها التي تحصل على الحماية من التآكل بعملية الطلاء، حيث يقوم مصنعو السيارات بحماية مركباتهم بشكل شامل ضد تضرر الطلاء نتيجة الحصى أو الحجر وغيرها من مخلفات الطرق، ولذلك تستخدم مواد البولي فينيل كلورايد والبوليورثانات تحت المركبة وكذلك عند مناطق البدن المنخفضة.. وإذا ما تحققت من سيارتك الجديدة بتأنٍ ستجد أن ألواح الجانب السفلية ذات سطح غير مستوٍ وناعم قليلاً.
وكما هو حال المصنعين الآخرين فإن فورد تضع مركبات اختبار في أكثر ظروف التآكل صعوبة وهي ولاية أريزونا الأمريكية بدلاً من وضعها في أماكن أخرى إلى الشمال لأن التآكل يكاد لا يحدث بشكل مؤثر عند درجات الحرارة الأقل من الصفر المئوي.
وتقول الشركة إن أسوأ شيء يمكن أن تفعله لمركبتك في ليلة متجمدة، هو أن تركنها في كراج دافئ حيث يتحول الثلج إلى ماء يصل إلى كل زاوية وشق.
بالتأكيد إن نوع الحماية التي تقدمها هذه الشركة والشركات الأخرى تجعلك لا تفكر في الصدأ بعد الآن، لكن السيارات الأقدم ستكون صيداً سهلاً للصدأ في مثل هذه الظروف.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved