Thursday 27th July,200612355العددالخميس 2 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

رحم الله سعد الحيدر رحم الله سعد الحيدر
خالد بن عبد الله بن محمد الحمزان(*)

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه القائل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}والقائل: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله القائل: (ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم تركها) وبعد:
فبالأمس القريب وفي عصر يوم الجمعة الموافق 13-5- 1427هـ فجعت بخبر هز كياني وأدمع عيني وأبكاني وآلمني أشد الألم، جاءني الخبر المؤلم عن طريق رسالة في الجوال تحمل لي خبراً مؤلماً وصدمةً قومية وفاجعة كبيرة نزلت علي مثل الصاعقة، إنها خبر وفات أخ عزيز وصديق حميم عرفته منذ سنين طويلة، فعرفت فيه الصدق والأمانة والدين والاستقامة، إنه ذاك الصديق العزيز الشيخ سعد بن إبراهيم الحيدر، ذاك الرجل الذي عرف الله فخافه، فقد نشأ منذ نعومة أظفاره في طاعة الله - عز وجل - وفي إمامة المساجد والجوامع وإمامة المصلين في شهر رمضان وفي غيره، فكم صلى خلفه من المصلين الذين يشهدون له بالخير والاستقامة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (أنتم شهداء الله في أرضه) إن الفقيد الغالي الشيخ سعد الحيدر - رحمه الله - قدم أعمالاً جليلة في مجالات شتى، فقد عمل في مجال التعليم سنين طويلة مربياً للأجيال ومعلما، فقد كان بحق نعم المربي والمعلم، فهو قدوة في أخلاقه ومعاملته، نقي السريرة طيب القلب محب للجميع، لا تفارق الابتسامة محياه، كريم اليد صاحب طرفة مهذبة تزيل عبوس المحتقن، له أيادٍ بيضاء في مساعدة المحتاج وإرشاد الجاهل وتعليمه، كما أنه - رحمه الله - له جهد آخر في مجال الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن، وفق ما شرعه الله - عز وجل - وبينه الرسول الأمين عليه الصلاة والسلام، فهو يدعو إلى الله على بصيرة بكل رفق ولين، مجسداً بذلك أروع الأمثلة في الإخلاص والبذل والتضحية والعمل الدؤوب، وبحق إن رحيل الشيخ سعد الحيدر - رحمه الله - له أكبر الأثر في نفوس كل من عرفه ولازمه وصاحبه وعايشه، وفي نفوس محبيه وأصدقائه وسيترك رحيله فراغاً كبيراً لن يسده أحد إلا أن يشاء الله، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
إن جميع الأعمال الخيرة التي قدمها الفقيد الغالي لدينه ومجتمعه وبلاده ستخلد له الذكرى العطرة إن شاء الله إلى أبد الآباد بإذن ال،له وإنه وإن غاب عنا بجسده فسيبقى ذكره بيننا إن شاء الله.
لقد رحل عنا أبو إبراهيم لافظاً أنفاسه في عصر يوم الجمعة الذي هو أفضل أيام الأسبوع الذي فيه ساعة استجابة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئاً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه، وهذا إن شاء الله دليل على حسن الخاتمة، نسأل الله أن يجزل لفقيدنا الأجر والثواب من عنده وأن يرزق أهله وذويه وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان، وإن العين لتدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا أبا إبراهيم لمحزونون {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
وفي الختام أسأل الله جل في علاه أن يغفر للفقيد الغالي وأن يسكنه فسيح جناته وأن يمطر على قبره شآبيب رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يجعل ما أقبل عليه خيرا مما أدبر عنه، وأن يجعل الآخرة خيرا له من الأولى، وأن يرفع درجته في عليين، وأن يخلفه في عقبه في الغابرين، وأن ينزله منازل الشهداء والأبرار، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين.

(*)إمام وخطيب مسجد والدة صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن بمحافظة الحريق

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved