Friday 28th July,200612356العددالجمعة 3 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الثقافية"

مسلسل الاختبارات مسلسل الاختبارات

(1)
أمسكت يدي تلك الورقة التي كتب فيها العديد من الأسئلة التي أحتاج إلى من يقوم بمسائلتي بها لكي أتأكد من مدى حفظي لها..
فكرت بمن يمكنه مساعدتي..
ذهبت إلى أختي الكبرى، فقالت لي: أنا بعد أبي أحد يسمع لي...
ذهبت إلى أختي الصغرى، فأعادت نفس الجملة..
فكرت.. فكرت مرة أخرى..
فما وجدت سوى أمي هي الأمل الأخير لي...
ذهبت إليها، ولم أكن أتوقع أن ترد عليَّ بالموافقة، ولكنني ذهبت بلزوم المحاولة..
سألتها.. فوافقت وعيني تكاد تخرج، وقلبي أخشى عليه أن يسقط، ولساني ربما يكاد ينقطع من شديد فرحتي..
جلسنا، وبدأت بالأول فأجبت، والثاني فأصبت، والثالث فأخطأت..
حتى انتهت الأسئلة..
هكذا كانت أول ليلة من ليالي الاختبارات التي لا أعلم كيف ستنتهي، ولكن آمل نهاية مشرفة لي ولكم بإذن الله..
(2)
الساعة السادسة والنصف صباحاً.. الكل يهم بمحاولة مراجعة سريعة لكل المنهج في تلك الدقائق الأخيرة قبل الدخول إلى الاختبار..
والآن هاهو جرس السادسة و45 دقيقة يدق، وبدأ الجميع سحب أقدامه رغماً عنه نحو القاعات.. يذهبون إلى القاعة يبحثون عن مقاعدهم.. هاهم يجدونها.. يجلسون عليها ثم يبدؤون في الدعاء، لن نسمع من أي طالبة سوى الدعاء وقراءة بعض الآيات من القرآن الكريم..
نسمع أصواتاً صغيرة مرتعبة تقول: (يا الله، الساعة السابعة)..
نلتفت فنجد الأوراق وهي توزع على الطالبات، فتبدأ ضربات القلب في الازدياد سرعة، وتنهيدات الخوف تعلو..
نستلم الأوراق، فنبدأ باسم الله وقراءة الأسئلة ومن ثم الإجابة عنها..
هكذا حتى تنتهي فترة الاختبار..
انتهى الجميع من حل الأسئلة ومن إعادة المراجعة عدة مرات..
هاهو السكون يحل بأرجاء القاعة، وأسدل الهدوء أستاره، ووضعت الأقلام على الأخشاب، وطبقت الأوراق.. لا تسمع سوى طقطقة أقدام المراقبات وهمسات تفجر مللاً دام دقائق لعلها قصيرة، لكن اصطلاء النفس بها طويل.

غادة فهد الصنيدح

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved