لم تتجاوز (فئة) من الوعاظ والدعاة- المشايخ
- جزاهم الله خيراً - الأطر العامة
لقضايا كالطلاق - ليس بفلسفته ومعطياته
وآثاره الاجتماعية طبعاً - ولكن بتحقق
وقوعه، وكذا النفاس والرضاعة وزواج المسيار
والمتواليات (النوعية) لهذا الفلك الوخيم؛
كالتدخين وسماع الأغاني
واقتناء الدشوش وإسبال الثياب
وحلق اللحى - أعاذنا الله وإياكم-
** شطر طويل من (العمر) ألفينا فيه
أسماء عديدة (ملتزمة) بما يشاع ويقال ويتردد
ويتكرر.. حول هذه (الحزمة) من القضايا
(المهمة جداً) في حياتنا اليومية..!!
(قضايا) يقتضيها الواقع.. وتفترضها
بإلحاح (المتغيرات) التي يشهدها العالم
الذي نعيش فيه..!!
وتبرزها الأولويات وتُراتبُ استحقاقها الحتمي..
** ومن ثم فلابد من الاستجابة لها والانشغال
بها.. و (تفصيل) القول والحكم فيها.. حتى
نستبين (نهاراً).. في حلكة ليل مدلهم..!!
كما أن ثمة (قضايا) موسمية أشبعها
أهل (الوعظ والإفتاء) نقاشاً ودرساً
وتمحيصاً.. كالاحتفال بالمولد النبوي
الشريف.. وعمرة رجب وصيام عاشوراء
وست من شوال..!!
** هكذا كانت همة العلماء والمشايخ الأجلاء
وذلك كان (همهم) وشغلهم الشاغل
- بارك الله في علمهم.. وجزاهم عن الأمة
خير الجزاء - ينفقون جهدهم
ووقتهم التزاماً بهذا (النطاق النوعي)
من القضايا.. التي لا تفتأ تحتم
حاجتنا إليها حاضراً ومستقبلاً..
وإلى من يفصِّل القول فيها.. ويعرض
لنا (الأقوال) الراجحة والمرجوحة حولها
ومن ثمَّ يوجهنا إلى (الأحوط) و (الأسلم)..
** لكن ما (فاجأنا).. وأقضَّ مضاجعنا..
انزلاق بعض علمائنا - بارك الله فيهم -
إلى قضايا (خارج النطاق).. حيث غمسوا
أيديهم النقية في إناء (الآخر)..!!
وحشروا أنوفهم الأبية.. في قضايا (الغير)..
التي (لا تعنينا).. ولم يكن من اللائق بهم
إثارتها في هذا الوقت على الأقل..!
ليعكروا صفو (وداد) نتمناه.. ووحدة
-على ما نتفق عليه - نتغياها، وعمل
(الصادقون) منا على إرساء دعاماتها
وتهيئة (العقول والضمائر) للقناعة بها
والتسليم بمبادئها واشتراطاتها..
** لتنبثق فتنة (الفرقة الطائفية).. والتنابذ المذهبي
مسيئين إلى جهود بذلها علماء (أخيار) آخرون
- لا نزكيهم على الله - في سبيل
الوئام والالتئام.. ووحدة الأمة ولم شتاتها
إزاء العدو الظاهر البين..!
** كم هو مؤلم - إخوتي في الله - أن ينطلق
من بين (ظهرانينا) صوت يدعو إلى
تبيئة الطائفية، والحمية للتصنيف ونشر خروقهما
وتشوهاتهما ومزالقهما
ومصادرة (حق الآخر) باعتناق مذهبه
والالتزام بمبادئ طائفته.. وحرية معتقده..
** ولا سيما نحن للتو.. نستشرف مرحلة جديدة
تشي بمتطلبات (التعددية المذهبية)
و (الشراكة) في عصمة الوطن العظيم..
والولاء له.. قيمة للإجماع والاجتماع
على لا إله إلا الله محمد رسول الله
من قالها عصم ماله وعرضه
ونستدبر - أو هكذا أراه واجباً -
عقم الرؤى الجدباء.. وإكراهات
القطيعة وثبورها الحالك..
|