* واشنطن - الخرطوم - وكالات:
رفعت مجموعة تجارية أمريكية كبرى قضية أمام محكمة اتحادية بهدف الغاء عقوبات فرضتها ولاية ايلينوي على السودان بسبب العنف الدائر في دارفور. والمجموعة التي رفعت الدعوى هي مجلس التجارة الخارجية الوطني، وتضم شركات عالمية كبرى، مثل: بوينج وكيتربيلر وشيفرون وإكسون موبيل ومايكروسوفت وفورد موتور وجنرال موتورز ودايملر كرايسلر.
وتقول المجموعة: إن القضية تستهدف ما تصفه باتجاه متنام بين الولايات والحكومات المحلية لإقرار عقوبات خاصة بها بهدف ممارسة ضغوط اضافية لدى التعامل مع حكومات دول اجنبية مثل السودان. وقال بيل راينش رئيس المجموعة في بيان (يدعم مجلس التجارة الخارجية الوطني جهود ادارة بوش لاحلال السلام في السودان وإنهاء الأعمال الوحشية التي تجري في دارفور).
وأضاف (لكن عقوبات التي تفرضها ولايات مثل ايلينوي تتعارض أهدافها مع السياسة الاتحادية) وغير دستورية. وقال مسؤولون: إن هذا يصعب مهمة الرئيس جورج بوش في إدارة السياسة الخارحية، كما هو الحال بالنسبة للقانون الذي اصدرته ايلينوي إذ يضيف عقوبات غالباً ما تتمادى لأبعد مما ذهبت إليه الحكومة الاتحادية.وحظر الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون التجارة والاستثمار في السودان في عام 1997 ونظم الكونجرس هذه العقوبات في عام 2002 في اطار (قانون السلام في السودان). ويحظر قانون ايلينوي الذي أصبح سارياً في يناير كانون الثاني على صناديق معاشات التقاعد التابعة للولاية الاستثمار في شركات ومؤسسات مالية يجري مودعون أو مقترضون أو شركاء تجاريون فيها أي معاملات مع السودان. وقالت متحدثة إن رود بلاجوجيفيتش حاكم الولاية الذي وقع على القانون في يونيو حزيران 2005 متمسك بقراره. من جهة أخرى قالت وكالات إغاثة أمس الثلاثاء إن شهر يوليو تموز كان الأخطر بالنسبة لعمال الإغاثة الانسانية في منطقة دارفور بالسودان وإن توصيل المساعدات لمن يحتاجونها خلال هذا الشهر كان في أسوأ حالاته منذ بدء الصراع قبل ثلاثة أعوام ونصف العام.وقال البيان المشترك الذي أصدرته أربع وكالات مساعدات كبرى: إن وتيرة العنف في مخيمات النازحين التي تأوي 2.5 مليون شخص في دارفور تصاعدت منذ وقع اتفاق سلام لم يحظ بشعبية في مايو آيار وهو ما يهدد أكبر عملية إغاثة في العالم.وقال البيان الذي وقعته كل من منظمة كير الدولية واوكسفام ووورلد فيجين ولجنة الإنقاذ الدولية إن (يوليو كان أسوأ شهر في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات من حيث الهجمات على عمال وعمليات الإغاثة. قتل ثمانية من عمال الإغاثة الانسانية بعنف في دارفور خلال يوليو). وجميع من قتلوا سودانيون، وهناك 14 ألف عامل إغاثة بينهم الف من الموظفين الدوليين يحاولون مساعدة سكان دارفور الذين فروا من ديارهم للافلات من الاغتصاب والسلب والقتل وهي الحوادث التي تنتشر في المنطقة منذ حمل متمردون السلاح ضد الحكومة في عام 2003م، وتم تجنيد ميليشيات لإخماد التمرد. وقال البيان (تصاعد التوتر داخل الكثير من المخيمات المقامة لنازحي المنطقة بشكل منتظم نتيجة المعارضة لاتفاق سلام دارفور). ولم يوقع إلا فصيل واحد من ثلاث فصائل متمردة كانت تخوض مفاوضات على الاتفاق الذي أبرم بوساطة من الإتحاد الأفريقي في مايو ايار، واحتج عشرات الآلاف من سكان دارفور على الاتفاق في الخرطوم وداخل المخيمات قائلين إنه لا يلبي مطالبهم الأساسية.ويريد سكان دارفور مزيداً من الأمن والتعويضات لضحايا الحرب ولعب دور في مراقبة نزع سلاح الميليشيات ذات الأصول العربية المعروفة باسم الجنجويد والتي ينحى عليها باللائمة في معظم أعمال العنف التي تصفها واشنطن بالإبادة الجماعية. وسقط نصف قتلى شهر يوليو في مخيمات دارفور حيث صب ضحايا الحرب الغاضبون إحباطاتهم على عمال الإغاثة وقوات الاتحاد الإفريقي المنتشرة لحمايتهم.
|