Wednesday 9th August,200612368العددالاربعاء 15 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

النفط السعودي للتنمية وليس للدمار النفط السعودي للتنمية وليس للدمار
فضل بن سعد البوعينين

أنعم الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد وأهلها بنعم فضيلة فوهب لها الرزق الوفير، وهيأ لها قيادة حكيمة تتصرف في مقدرات الأمة بحكمة وأمانة، وتنفق من خيراتها بسخاء على تنمية الوطن ورفاهية المواطن، وتمد يد الخير والعطاء نحو الأمتين العربية والإسلامية، تحقيقا لمبدأ التكافل الذي أمر به الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين. لم تتوقف الحكومة السعودية يوما عن البذل والعطاء، ولم تتقاعس عن تحمل دورها القيادي في دعم الأمتين الإسلامية والعربية، حتى باتت في مقدمة دول العالم الداعمة لتنمية الدول وإغاثة المنكوبين. إلا أنها، وبكل أمانة وتجرد، قد تميزت عن باقي دول العالم، ببذلها للأموال في سبيل الله ثم الإنسانية، ولا شيء غير ذلك، بعيدة كل البعد عن الأهداف السياسية والأيديولوجية.
تمتد يد الخير والعطاء السعودية، نحو دول العالم تخفف من آلامهم ومصائبهم، وتنفق مما أفاض الله عليها من خير، دون تحيز لعرق أو ديانة، متوكلة على الله سبحانه وتعالى، ومستغلة بعض مواردها النفطية في المجالات الإنسانية، وخدمة الشعوب العربية والإسلامية.
النفط السعودي هو أساس التنمية السعودية، وهو مصدر المعونات، وهو نبع الخير الذي يتفجر من الأراضي السعودية فيصل عطاؤه أقاصي البلاد العربية والإسلامية. النفط السعودي هو عصب الاقتصاد، وشريان التنمية الداخلية، وأحد مقومات الحياة، ومصدر المعونات الموجهة لتنمية الشعوب العربية والإسلامية، ولبنان في مقدمتها، ومن الخطأ القاتل أن يتم التعامل معه خارج نطاق الحسابات الاقتصادية، وهو ما حذر منه الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، في رده الحازم على المطالبين باستخدام النفط كسلاح في حال تطور الأحداث اللبنانية للأسوأ، والذي قال فيه: (نحن نستعمل سلاح النفط لأقصى درجة لأنه يشكل تنمية إمكاناتنا وتقوية بنيتنا الدفاعية والسياسية والاقتصادية، وهذا ما تفعله كل الدول التي تستثمر هذه المادة في الإمكانات التي لديها والسلاح معروف للإمكانات الاقتصادية ولا يجوز الخلط بين الاثنين فالنفط هو في الإمكانات الاقتصادية التي تحتاج إليها الدول ويحتاج إليها الوضع العربي عموما للقيام بواجباته تجاه أمن مواطنيه واستحقاقاتهم.. لا يجوز أن نخلط عن الرأي العام العربي الأمور بحيث إنه يرى بأن هناك مصلحة في التأثير في شيء هو أساس مصلحته إذا لا سمح الله حصل أننا تجاهلنا هذا الواقع وبدأنا نطالب بمقومات حياتنا ونغامر بمغامرات غير محسوبة، في هذا الإطار فأول من سيتأذى من هذا هو المواطن وهذا ما لا ترضاه الحكومة ولا ترضاه أي حكومة عاقلة ومدركة لمصلحة بلدها). نعم، من مصلحة الشعب السعودي والشعوب الأخرى أن يبقى النفط بعيدا عن التعقيدات الدولية، وحسابات الحروب، ومقامرة المقامرين.
لم تستأثر السعودية يوما بمواردها النفطية، بل إنها رضيت لنفسها أن تكون البنك التنموي الأوحد للدول العربية والإسلامية، فأصبحت كالشجرة المثمرة تظلل من حولها وتسقط عليهم من خيراتها، ولا منة في ذلك، بل هي الحقيقة المجردة التي يحاول البعض إخفاءها والتجاوز عنها من أجل تحقيق مكاسب سياسية وإعلامية مشبوهة.
لم يقف الدور السعودي عند بذل الهبات فحسب، بل إنها تحملت من أجل ذلك الكثير من الانتقادات والمضايقات الدولية، والاتهامات المباشرة بدعم الإرهاب نتيجة لمعوناتها الإنسانية في فلسطين والدول الشرقية، فلم تتوقف ولم تتنازل عن دورها الإغاثي في العالمين العربي والإسلامي.
النفط السعودي لم يعد المصدر الوحيد المحرك للعالم الصناعي، خصوصا بعد سيطرة الأمريكيين على حقول النفط العراقية، فهناك النفط الإيراني على سبيل المثال، وإيران هي الدولة المحركة لمن أشعل فتيل الحرب في لبنان، ونفط الدول العربية الأخرى كالجزائر ودول الخليج العربي، وهي دول لم يطالبها أحد بوقف إمداداتها النفطية. حقيقة لم أجد سببا مقنعا يبرر لنا الانتقائية المشبوهة التي تمارسها بعض القيادات العربية في الشأن السعودي العام، غير الهوى والأديولوجية المسيسة التي لا يتوانى أصحابها عن المتاجرة بقضايا الأمة، وحياة الأبرياء في سبيل تحقيق بعض المكاسب الدنيوية التي سيحاسبهم الله عليها في الدنيا والآخرة.
هناك حرب إعلامية قذرة تشن على الدولة السعودية ورموزها من خلال بعض قنوات الفجور الفضائية، وأزلام الأنظمة العربية وأعوانهم، وبعض القياديين والإعلاميين اللبنانيين، من أجل تشويه دورها الريادي الذي تقوم به على المستويين السياسي والمالي، ومحاولة تحميلها جريرة أخطاء المارقين. من المؤلم حقا أن ينتقص من الدور السعودي الموجه لأعمال السلام، والبناء، والإغاثة، في وقت توزع فيه أنواط الفخر والمديح على من أسقطوا لبنان واللبنانيين في ويلات الحرب والدمار.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved