Wednesday 9th August,200612368العددالاربعاء 15 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

دور المواطن في المحافظة على الأمن والتصدي للفكر الإرهابي المتطرف (14- 15) الآلية المقترحة لتفعيل دور المواطن السعودي دور المواطن في المحافظة على الأمن والتصدي للفكر الإرهابي المتطرف (14- 15) الآلية المقترحة لتفعيل دور المواطن السعودي
أ.د عثمان بن صالح العامر

مع تنوع الاحتياجات الأمنية في العصر الحديث، وتعمق أبعادها وشموليتها، لم تعد - في نظر المنظرين والساسة والمفكرين ورجال الأمن المختصين - أجهزة العدالة الجنائية (الشرطة - القضاء - السجن) قادرة وحدها على تحقيق الأمن والتصدي للجريمة ذات الألوان المختلفة، والأبعاد المتعددة خاصة أن بعض هذه الأبعاد لا يدخل في نطاق عمل الشرطة المسؤول الأول عن حماية الناس كما هو معروف، الأمر الذي جعل المفكرين والمتخصصين بهذا الجانب الهام في حياة الناس يبحثون عن البديل الأمثل. ولإيمانهم بأن الجريمة ظاهرة اجتماعية تتطلب حلاً اجتماعياً مشتركاً ظهرت فكرة إشراك المواطنين في هم الأمن الوطني، ويرجع أول ظهور لمسمى الشرطة المجتمعية كأسلوب حديث لتحقيق الأمن كما يذكر الباحث الدكتور خالد بن سعود البشر في دراسة المتخصصة الموسومة ب(الأمن مسؤولية الجميع - نموذج تطبيقي) إلى كل من بيرفيت (1977) وجلبربون ميزون (1980) من فرنسا، وسكارما (1981) من بريطانيا، والانطلاقة الفعلية للشرطة المجتمعية كانت من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990م نتيجة التأثر بأفكار هرمان غولدشتين.
ويعرض الباحث البشر في هذه الدراسة القيمة لأبرز النماذج المطبقة لمفهوم الأمن مسؤولية الجميع دولياً وعربياً، وأبرز هذه النماذج:
أ- النماذج الدولية: (النموذج الياباني - الفرنسي - الأسترالي - الإنجليزي - الهولندي - الأمريكي).
2- النماذج العربية، وعرض فيه لنموذج شرطة دبي، والنموذج الأردني، وناقش هذه النماذج جميعاً، وخلص إلى نموذج مقترح لتطبيق مشاركة المواطن الشرطة المحافظة على الأمن والتصدي لفكر الفئة الضالة، ويعتمد ما قدمه من مقترح على:
- أسس وضوابط تحقيق النموذج.
- تكوين الجمعيات الأهلية.
- تكوين مجالس للوقاية من الجريمة.
ومع أنني أتفق مع الباحث في جل ما ذكر إلا أنني اعتقد من وجهة نظر شخصية أن (مراكز الأحياء والنوادي القروية والاجتماعية) هي النموذج الأمثل لتوعية المواطن وتفعيل دوره أمنياً، وقد سبق أن نوقش هذا المقترح في لقاء أمراء المناطق ما قبل الأخير وعرضت بعض التجارب لبعض المناطق والمحافظات في المملكة العربية السعودية كما ذكرت ذلك بعض الصحف المحلية في حينه. مع العلم أن مراكز الأحياء فكرة أعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة آنذاك عن ميلادها في طيبة الطيبة عام 1410هـ، ثم انتقلت إلى منطقة حائل حيث أسست جمعية الملك عبد العزيز للخدمات الاجتماعية لهذا الغرض عام 1419هـ، والمحطة الثالثة لهذه الفكرة الرائدة والرائعة منطقة مكة المكرمة إذ أعلن عن إنشاء (جمعية مراكز الأحياء بمنطقة مكة المكرمة) عام 1424هـ، وحسب علمي أن هناك جهوداً حثيثة ومدروسة دراسة علمية عميقة من قبل القائمين على العمل الأهلي التطوعي في المنطقة الشرقية لتطوير الفكرة ومن ثم تطبيقها بصورة أفضل وأكثر فاعلية.
وأعتقد من وجهة نظر شخصية أن هذه المراكز ما زالت في مراحلها الأولية وليس فيها تركيز مباشر على الجانب الأمني والفكري، وهي بحاجة إلى مراجعة شاملة من قبل القائمين عليها والمهتمين بالعمل الاجتماعي في بلادنا، كما ناقش فكرة (النوادي القروية) وبتوسع مجلس منطقة حائل في دورته السابقة وعلى وجه التحديد في جلسته المنعقدة في صالة اجتماعات مبنى إمارة المنطقة يوم الأحد 6- شوال 1426هـ التي ترأسها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير المنطقة، وشرفها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب. وكانت المبادرة بطرح هذا الموضوع من قبل رئيس المجلس رغبة في أن تتضافر الجهود الرسمية والمجتمعية الأهلية الخيرية في منطقة حائل حتى تصبح هذه المراكز والأندية واقعاً مفعلاً بالصورة التي تجمع بين الترفيه والتوعية وضمان سلامة الفكر والمنهج والسلوك.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved