Wednesday 9th August,200612368العددالاربعاء 15 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

دفق قلم دفق قلم
السياحة والنظافة
عبدالرحمن العشماوي

قالي لي صاحبي: لماذا لا تكتبون عن النظافة في الأماكن السياحية في المملكة؟ ولماذا لا تطالبون الجهات المشرفة على السياحة في المملكة بضرورة إيجاد أساليب ناجحة للمراقبة الصارمة التي لا تعرف الإهمال والمجاملة لقد تجوّلتُ بين عشرات الفنادق الصغيرة والشقق المفروشة فهالني ما رأيت من عدم العناية بالنظافة، وأزعجني ما شممت من الروائح الكريهة المنبعثة من (سطول القمامة) القابعة في أماكنها أمام الشقق حتى يتمكن خادم واحد فقط من إخراجها، وآلمني ما رأيت من أذواقٍ سقيمة في دهانات وأثاث كثير من الشقق التي كتب الله عليَّ أن أزورها باحثاً عن مسكن لي ولأسرتي نشعر فيه بجمال الصيف، لماذا لا تكتبون عن أعمدة دخان السجائر المنبعث من مكاتب الاستقبال في كثير من الشقق المفروشة، حتى إن بعض موظفي الاستقبال يقابلك بدخان سيجارته قبل ردّه السلام، وقبل الترحيب بك؟ لماذا لا تكون هنالك عقوبات صارمة على المخالفات التي تجلب للسائح التعاسة، ولا تحقق له الراحة؟ ولا شك أن ذلك يحتاج إلى أن يكون هنالك نظام مكتوب تتم المحاسبة وفق شروطه وبنوده؟
كان صاحبي مغضباً وهو يتحدّث عن (فقدان أدنى مستوى مطلوب من النظافة) في كثير من المواقع السياحية في المملكة، وقد تحدّث طويلاً عن سوء استخدام كثير من السائحين للسكن أو لأماكن النزهة العامة، مؤكداً أن ذلك لا يسوّغ للمستثمرين في مجالات السياحة ما يحدث من إهمال في جانب التنظيم والاستقبال، والنظافة، وحينما طلبت من صاحبي أن يذكر لي أهم السلبيات التي ينصح بعلاجها قالي لي:
1- غلاء الأسعار بالنسبة للإيجار مع عدم توفّر عناصر الراحة في تلك الأماكن الغالية، ويضرب مثلاً على ذلك بأجهزة التكييف، حيث يؤكد أن أردأ أنواع المكيفات المزعجة هي التي تستخدم.
2- عدم وجود المستوى المطلوب من النظافة، نظافة الأثاث، ونظافة الفراش، ونظافة الأواني.
3- تفاوت كبير في مستوى ذوق المستثمرين، فهنالك ألوان قاتمة (تسدّ النفس) تستخدم في جدران السكن وأثاثه، وهنالك إهمال واضح في العناية بالخدمات المهمة كدورات المياه والمطابخ، حيث لا تخدم نظافة المكان.
4- عدم وجود مكاتب سياحية واضحة المعالم لإرشاد السائح ومساعدته.
5- عدم تدريب موظفي الاستقبال على حسن الاستقبال للناس.
قلت لصاحبي: أنا أصدّقك فيما تقول من حيث الصورة العامة، ولكن التعميم لا يجوز، فلا بد أن يكون هناك أماكن ممتازة تحقق ما تريد، قال لي مقاطعاً: أنا أتحدث عما رأيته في حدود مستواي المادي المتوسط، أليس من حقي أن أجد مكاناً نظيفاً وخدمات ممتازة؟
قلت له: بلى، وإني لأضم صوتي إلى صوتك مطالباً الجهات المعنية بالسياحة الداخلية بسرعة وضع الأنظمة المناسبة ومتابعة تنفيذها، شريطة أن تكون أنظمة مستوعبة لواقع السياحة في بلادنا، وأن نبتعد عن شروط التعجيز التي يصعب تنفيذها، كما أدعو الناس إلى ضرورة المحافظة على المواقع السياحية، والقيام بواجب العناية بالمكان الذي ينزل فيه الإنسان.
إشارة:
شتان بين الماء يُشرب صافياً والماء يُشرب بالقذى والطحلبِ

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved