Al-Jazirah

هكذا تعلمنا.. فأين البطولة؟! هكذا تعلمنا.. فأين البطولة؟!
عبدالله سليمان الطليان/ الخرج

تحرق قلوبنا المشاهد والأحداث فنهرب أحياناً إلى الأحلام أو استعادة الأمجاد فنصتدم بأسئلة الصغار الذين يقولون لقد تعلمنا سيرة الأبطال في تاريخنا العظيم؛ خالد بن الوليد، عمرو بن العاص، الغافقي، صلاح الدين لكننا نشاهد حالياً صورة العدو الذي يمعن قتلاً وتدميراً في شعبنا وأرضنا، أين تلك الأمة؟ لقد قرأنا سيرة الشجاعة والبطولة والتضحية التي أوصلتنا من الصين شرقا إلى مشارف روما غربا هكذا تعلمنا، لقد تعلمنا أن يد الله مع الجماعة وفيه قال الشاعر:

كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى

خطب ولا تتفرقوا أجنادا

تأبى القداح إذا جمعن تكسرا

وإذا افترقن تكسرت أفرادا

فماذا حل بنا؟ لم نجد إجابة لكي نروي عطش الأجيال المشتاقة لكي تعيش في عزة وكرامة وماذا سوف ندون؟ جراحنا مأساتنا هزيمتنا كلماتنا وخطاباتنا العنترية النارية التي تشتعل مع الحدث ثم نعود إلى الركون والكسل في انتظار حدث آخر يمزقنا ويشتتنا، الجسد العربي تائه مع الأحداث يبحث عن الأمل الذي يتعطل ويؤجل إلى ما بعد تطييب الخواطر والنفوس وتضميد الجراح الذي يطول في معالجة التفاصيل والفروع التي تستهلك لقاءاتنا ومحاوراتنا ونحن في انتظار، إلى متى؟ لا أدري! تراكمت مشروعاتنا العربية في الكتب والاجتماعات والندوات لكنها بقيت في دائرة الأحلام والتمنيات، عفوا يا أولادنا نريد أن نقرأ تاريخنا العظيم لكي يثبت الفؤاد وندرك أنه لابد لهذه الأمة أن تصحوا من سباتها فالصبر طال أمده والألم والظلم زاد غيه.
يقول الشاعر:

بني العرب فيم الصبر والحال ما نرى
ويأبى علينا الخسف تاريخنا قدما
وحتام نطوي العمر والليل دامس
ونحتمل الإجحاف والضيم الظلما

ولابد أن تشرق شمس الأمل وإن كان الواقع مرا وصعبا ويبعث المرارة والأسى فارجوا أن تسحقوا اليأس ولا تجعلوه يتسرب إليكم فأنتم أيها الصغار قادرون على صنع المستقبل قادرون على صنع تاريخ يعيد لهذه الأمة مكانتها وعزتها التي فُقدت في حاضرنا؛ ولن يتم هذا إلا بالعزيمة والإصرار والإخلاص والجد.

ولابد لليل أن ينجلي
ولا بد للقيد أن ينكسر