جئت الرياض اليوم لا لزيارة
أو نزهة وتفسح بمكان
جئت الرياض إذا الوجوه كئيبة
تبكي تكاد تثور كالبركان
هل مات (عمي) لن أراه مجددا
لن ترتوي بسماعه آذاني
هل مات (عمي) لن ألثم كفه
لن أحتويه فليس في إمكاني
هل مات من آتيه دوما أمتطي
شوقي فيغمرني بكل حنان
ويضم أطفالي بحب صادق
يتهاتفون إليه بالأحضان
ودخلت بيتا عاش فيه حياته
والقلب يشكو لوعة الفقدان
فرأيت أول ما رأيت مكانه
مذياعه يتلو من القرآن
ودخلت مجلسه.. ضممت (بناته)
وبكيت في حب وفي تحنان
ورأيت (عماتي) ففاضت عبرتي
وتشرقت بدموعها أجفاني
هذي أنا؟! فكيف حالة والدي
نور العيون.. ودرة الأكوان
بعد المغيب أتى إلينا صابرا
راض بحكم الواحد الديان
والسهد بان بمقلتيه.. وعزمه
نور يمثل منهج القرآن
قال (الحبيب) فداه روحي حكمة
إن البقا والملك للرحمن
والله إني قد رأيت صفاءه
وبياض بشرته كما الأكفان
العم حتما راحل.. لكنه
في القلب ذكراه.. وفي الوجدان
وله المحبة والدعاء بسجدة
بالعفو والجنات والغفران
وله بنوه وبناته قد ترجموا
عن حبهم بدعاء ذي الإحسان
وله أياد في الورى آثارها
سطعت تحلق عن مديح لساني
يا رعشة الدمع السخين بمقلتي
كفي عن العبرات والهذيان
لولا الرضا فيما طوت أقدارنا
ما فادني صبري ولا سلواني