|
|
انت في |
استيقظ أهالي حائل الكرام صبيحة يوم الأحد الموافق 12-7 -1427هـ ليتلقوا النبأ الصاعقة والخبر الفاجعة الذي سيل دموعهم وجرح قلوبهم وشل أركانهم، فقد بلغهم نبأ وفاة الأستاذ الفاضل إبراهيم بن سليمان العيد عضو سابق بمجلس إدارة نادي الجبلين ومدير النشاط الثقافي وعضو مجلس إدارة النادي الأدبي ورئيس تحرير مجلة رؤى، وتوفي معه في هذا الحادث الأليم عائلته المكونة من زوجته وابنتيه وحفيدته بعد تصادم سيارتهم بسيارة أخرى وشاحنة على طريق حائل المدينة قادمين من مكة المكرمة بعد أن أديا جميعاً مناسك العمرة (ما أجمل الخاتمة)، رحم الله أستاذي الفاضل في ثانوية حائل.. فكان إبراهيم العيد نعم المربي ونعم الإنسان ونعم الأستاذ، حمل الأمانة على أكمل وجه، كان بشوشاً وخلوقاً يتحمل مشكلات الطلاب ويقف إلى جانبهم ويساعدهم في كل ما يحتاجونه حتى لو طلبت منه أي معلومة خارج المدرسة لا يتأخر لحظة في تقديم كل ما تحتاج إليه من معلومات؛ لأنه كان يتمنى أن يرى كل طلابه في قمة توهجهم العلمي، وظل هذا المربي صديقاً لكل الطلاب والكل كان يتمنى أن يكون في الصف الذي يدرسه الفقيد الغالي إبراهيم بن سليمان العيد لإدراكهم التام بقدراته وأسلوبه الجذاب في التعليم وإيصال المعلومات لأذهان الطلاب بطريقة سلسلة ومقنعة، لقد غيب الموت أستاذنا الفاضل إبراهيم العيد، وقد خرج كل أهالي حائل لتشييع الفقيد الغالي وزوجته وابنتيه وحفيدته، احتشد الكثير في المقبرة ممن أحبوا الفقيد وأسرته الكريمة في منظر مهيب يسوده الصمت ويخيم عليه الحزن.. أربع جنائز محمولة على الأعناق في وقت واحد، فيما انتقلت ابنة الفقيد الراحل ذات الأحد عشر عاماً بعد مغرب يوم دفن والدها لتلحق بأهلها.. نسأل المولى - عز وجل - أن تكون شفيعة لوالديها في الدار الآخرة، فكلما نظرت إلى شخص في المقبرة أثناء الدفن وكما نقل لي تجد عينيه وقد غرقت بالدموع ألماً وحسرة على فراق أسرة كاملة ذهبت ضحية لتهور القيادة وسوء الطرق ذات المسار الواحد التي ما زالت تحصد أرواح الأبرياء، والكل يعلم ويعاني من سوء طريق حائل المدينة ذي المسار الواحد، وكم من شخص وأسرة ذهبت ضحية لضيق وسوء هذا الطريق المدجج بالشاحنات التي كانت وما زالت خطراً يهدد حياة الجميع ما لم تتم معالجة هذا الخطر الذي يهدد حياة المواطنين والمعلمات اللاتي يقطعن مسافات تصل إلى مئة كيلو يومياً من أجل الوصول إلى مدارسهن؛ بمعنى أن حياتهن ستظل في خطر طالما أنهن يسلكن هذا الطريق ذا المسار الواحد، فكما فقدنا أستاذنا الغالي إبراهيم العيد سنفقد المزيد من المواطنين الأبرياء سواء من أهل حائل أو من غيرها من المدن؛ لأن هذا الطريق يعد معبراً دولياً، ولكن للأسف طريق أعوج طالما أنه بمسار واحد، بل إنه قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت، خصوصاً إذا اقتربت منك شاحنة وقود أو غاز. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |