Monday 21st August,200612381العددالأثنين 27 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الطبية"

خلع الورك الولادي إذا لم يعالج قد ينتج عنه مشاكل مستديمة في المستقبل خلع الورك الولادي إذا لم يعالج قد ينتج عنه مشاكل مستديمة في المستقبل

يعتقد الكثيرون خطأً أن سبب خلع الورك الولادي لحديثي الولادة ناتج عن الآلات المستخدمة في التوليد أثناء عملية الولادة كحالات (الشفط) مثلاً، ولكن الأطباء يؤكدون أن السبب الأكيد للخلع الولادي غير معروف, ولكن هناك أمور قد تساهم في حدوث الخلع، مثل ارتخاء الأربطة المحيطة بالمفصل ووضعية الطفل في رحم الأم وقلة السائل في رحم الأم وربما وضعية الطفل بعد الولادة التي قد تساهم في تطور المشكلة من عدم استقرار في المفصل إلى خلع كامل، كما أن هناك احتمال أن يلعب العامل الوراثي دوراً في الإصابة بالخلع الولادي حيث أن حوالي 60% من الأطفال المصابين بالخلع الولادي يكون أول مولود للعائلة، ولكن يجب أن نعرف أن الأطباء دائماً يؤكدون أن العلاج المبكر أفضل وأسهل طريقة للحصول على نتائج جيدة في كل الأمراض لذا علينا أن نبادر في ذلك فور اكتشاف أي مرض -لا سمح الله.
* ما هو الخلع الوركي وهل هو أنواع، وما هي نسبة انتشاره؟
- يتكون مفصل الوركي من عظمتين: التجويف المسمى بالتجويف الحقي والطرف العلوي لعظمة الفخذ المسمى برأس عظمة الفخذ، في الوضع الطبيعي يكون هذان العظمان ملتصقين ببعضهما البعض ويزيد استقرارهما ومحافظتهما على ذلك الوضع الأربطة والعضلات المحيطة بهما، أما في حالة الخلع الولادي فيخرج رأس عظمة الفخذ من التجويف الحقي، وهناك نوعان من الخلع الولادي, الخلع الشائع والذي تفوق نسبة حدوثه 98% وغالباً ما يحدث في الفترات الأخيرة من الحمل، وإذا حدث في فترة الولادة أو ما بعدها فيكون الورك في الغالب غير مستقر في فترة الحمل وينتج الخلع بعد ذلك، والنوع الثاني الخلع المعقد ونسبته ضئيلة جداً ويحدث في الفترات الأولى من الحمل وتصاحبه غالباً تشوهات عظمية بالجسم مثل العمود الفقري والأقدام وغيرها، ونسبة حدوث الخلع الولادي هي 1: 1000 حالة ولادة طبيعية، كما انه من نصيب الإناث أكثر من الذكور نسبة 1:6 وهو يحدث أكثر عندما يكون الطفل في وضعية الجلوس ورجلاه ممدودتان أثناء فترة الحمل والولادة, ويكثر الخلع في الناحية اليسرى أكثر من الناحية اليمنى ويحدث في الجهتين بنسبة 20%.
* ما هي أسبابه وما هي المشكلات التي قد تؤدي إليه إذا لم يعالج؟
- إذا لم يعالج خلع الورك الولادي ينتج عنه مشاكل مستديمة مثل العرج وقصر الرجل وربما قلة في حركة الحوض وألم في الظهر، والسبب في الخلع الولادي الأكيد غير معروف، ولكن هناك أمور قد تساهم في حدوث الخلع، مثل ارتخاء الأربطة المحيطة بالمفصل ووضعية الطفل في رحم الأم وقلة السائل الأمينوسي في رحم الأم وربما وضعية الطفل بعد الولادة (المهاد) التي قد تساهم في تطور المشكلة من عدم استقرار في المفصل إلى خلع كامل، وهناك احتمال أن يلعب العامل الوراثي دوراً في الإصابة بالخلع الولادي فحوالي 60% من الأطفال المصابين بالخلع الولادي يكون أول مولود للعائلة.
* كيف يتم التشخيص للخلع الولادي، وهل يختلف حسب عمر الطفل؟
- خلع الورك الولادي صعب التشخيص أحياناً لأنه لا يسبب ألماً ولا تيبساً بالمفصل, ولا يمكن للوالدين اكتشافه إلا بمساعدة الطبيب أو الأشعة الصوتية أو بهما معاً، لذلك يقوم أطباء الأطفال بفحص جميع المواليد في اليوم الأول من الولادة لتأكد من عدم وجود خلع ولادي لمفصل الورك، وتشخيص الإصابة يختلف حسب عمر الطفل، فالتشخيص خلال أول شهرين بعد الولادة يتم عن طريق الفحص السريري للورك.
وفي الآونة الأخيرة بدأ التوجه لإجراء فحص بالأشعة الصوتية لمفصل الورك وذلك لاحتمالية عدم قدرة الطبيب على اكتشاف جميع المواليد المصابة عن طريق الفحص السريري فقط (خوالي 25% من الحالات المصابة لا يستطيع الطبيب اكتشافها عن طريق الفحص السريري فقط).
أما إذا كان عمر الطفل فوق السنة ولم يكتشف الخلع قبل ذلك فتكون أول علامة وجود خلع في أحد المفصلين وجود عرج عندما يبدأ الطفل في المشي، وقد يتأخر اكتشاف الأهل لوجود مشكلة في مشيت الطفل إذا كان الخلع في كلا المفصلين, لعدم وجود عرج واضح في المشية وقد يلاحظ الأهل فقط أن هناك شيء ما غير طبيعي وقد لا يذهبون لطبيب حتى يبدأ الشك لديهم يصل إلى حد اليقين أن هناك مشكلة في مشية الطفل، وعند زيارة الطبيب في هذا العمر يمكن التأكد من وجود الخلع بإجراء أشعة سينية للحوض ومفصل الورك، وهذه الأشعة متوفرة في جميع المراكز الطبية وبشكل سهل.
* بعد أن عرفنا كيفية تشخيصه بودنا أن نعرف كيف يتم علاجه؟
- دائماً نقول إن العلاج المبكر أفضل وأسهل طريقة للحصول على نتائج جيدة, ونسبة كبيرة من الحالات يكون الورك في وضع عدم الاستقرار عند الولادة وليس خلعاً كاملاً وهذا النوع لا يحتاج لعلاج معين سوى المتابعة الطبية من دون علاج إلا الهم بتوجيه الأم تفادي تمهيد الطفل - كما هو شائع بين النساء في السعودية - ووضع حفاظتين لطفل بدل الواحدة لوضع الفخذين في وضع مفتوح ليعود الورك ليستقر بصورته الطبيعية ويعود رأس عظمة الفخذ مرة أخرى في التجويف الحقي ليتسنى للأربطة والعضلات المحيطة بالمفصل أن تقوى لكي تحافظ على وضعية المفصل الطبيعي، كما يتم فحص الطفل من أسبوع إلى شهر لتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام.
وقد يوجه الطبيب في هذه المرحلة وحتى ستة أشهر من العمر بوضع جهاز عبارة عن أربطة لفتح الفخذين بشكل أكبر وربما ينصح بوضع الجبس ليضمن أن الفخذين مفتوحين بشكل ثابت وان رأس الفخذ داخل التجويف الحقي.
ويُلبّس الطفل عادة الجهاز لمدة تتراوح بين شهرين إلى أربعة أشهر، وبعد ذلك يلبس الجهاز في أوقات النوم في الليل لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، وفي العادة تتكون الإجراءات السابقة كافية في حوالي 90% من الحالات.
وقد يتطلب الأمر في الحالات التي لم ينجح علاجها بالطرق السابقة إلى علاجهم (بنطلونا جبسيا) أو بأجراء عملية جراحية لتثبيت المفصل بشكل أقوى، أما علاج الحالات التي تكتشف بين ستة أشهر إلى 18 شهرا من العمر ففي هذه الحالات يحتاج الأمر إلى محاولة إرجاع رأس الفخذ إلى التجويف تحت التخدير الكامل مع أشعة ملونة للورك للتأكد من الأمر، ومن ثم وضع (بنطلون جبسي) لمدة ثلاثة أشهر، ويغير الجبس خلال هذه الفترة مرة أخرى تحت التخدير الكامل مع التأكد مرة أخرى من وضعية الورك بالأشعة الملونة.
بعد هذه المدة يزال الجبس في العيادة مع التأكد من وضعية الورك بالأشعة السينية، أما علاج الأطفال الذين أعمارهم فوق 18 شهرا فالعلاج يستلزم التدخل الجراحي وقد يتطلب الأمر قطعاً في عظمة الحوض أو الفخذ لوضع الورك في أحسن حال، ومن ثم وضع بنطلون جبسي لمدة تتراوح بين ثلاثة أسابيع.
وفي هذا السن يتفاوت نسبة النجاح في ترجيع المفصل لشكله الطبيعي وفي بعض الأحيان يستلزم القبول بالنتائج التي يصل إليها التدخل الجراحي مع الجبس لعدم وجود طرق أخرى ناجحة أو سهل تنفيذها في هذه المرحلة من العمر.
* هل هناك مخاطر محتملة أثناء العلاج، وماذا بعد الشفاء؟
- هناك مشاكل متوقعة أثناء العلاج والطبيب في العادة يأخذ جميع الاحتياطات اللازمة ويتوخى دائماً الحذر للحصول على أفضل النتائج ولكن هناك بعض المشكلات قد لا يمكن تجنبها وهي كما يلي: تيبس في مفصل الورك (عدم القدرة على حركة المفصل كاملة) تكرر الخلع مرة ثانية، نخر في رأس عظمة الفخذ بسبب توقف في الدم الواصل له، كسر في الرجل بسبب ضعف العظم في فترة الجبس وما بعدها، تباعد في مفصل الورك، احتكاك في مفصل الورك، عرج في المشي، ويجب أن يعرف الجميع أن خلع الورك الولادي من الإصابات الشائعة في مجتمعنا وعادة يكون استشاري العظام ذا خبرة كبيرة في مثل تلك الإصابات، لذا يجب أن يسأل الأهل ويناقشوا الطبيب في المشكلة وعلاجها عند تبين الإصابة، كما يجب أن يعلم الوالدان انهما جزء من العلاج بالعناية بالطفل أثناء شفائه من السقوط والتعرض لصدمات والمحافظة على وضعية الجهاز أو الجبس ونظافتهما والحضور في المواعيد المحددة للطفل حتى يأخذ الوقت الكافي مع الطبيب والتأكد من خطوات العلاج.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved