Monday 11th September,200612401العددالأثنين 18 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مقـالات"

الرئة الثالثة الرئة الثالثة
(لا تبقرطوا) الصالونات الأدبية!!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

اطلعت على ما نُشر في صحيفة (الوطن) بتاريخ 6-8-1427هـ عن الصالونات الأدبية التي تشهد نمواً في الكمّ والكيْف في أكثر من مكان عبر بلادنا الغالية، تضمّن اقتراحاً يدعو إلى إنشاء (جمعية أهلية) للإشراف على هذه الصالونات واحتواء سلبياتها، وأكد النصُّ المنشور أنّ بعض المنشئين لتلك الصالونات ينشدون من خلالها الوجاهةَ أو الشُّهرة أو الاثنين معاً!!
***
* واستأذن القارئَ الكريم في طرح فكرةٍ تخالف ما كُتب عن هذا الموضوع جملة وتفصيلاً، استناداً إلى الحيثيات والمسوغات الآتية:
أولاً- إن إيجاد إطار تنظيمي أو إشرافي أو تنسيقي أو رقابي (سمِّه ما شئْت) ليمارسَ دورَ (الشرطي) على هذه الصالونات أمرٌ لا يخدم الثقافة ولا المثقفين لسبب مهم، هو أنّ هذه الصَّالونات لم تغْزُ بلادنا من قارة أخرى أو تهبط عليها من كوكبٍ آخر، كي نخشى منها فتنة أو بأساً، إنما نشأت بمبادرات محلية وطنية لتكون قناةً للتعبير الحرّ ضمن ضوابط المجتمع وقيمه وأوامره ونواهيه، وهي بحقّ مؤشِّر ل (الصحوة الفكرية) التي نقطف ثمارها اليوم، ونتابع شواهدها في أكثر من زمان ومكان.
ثانياً- لا أرى ما يُوجب (تكبيل) نشاط هذه الصالونات بأغلالٍ تنظيمية وبيروقراطية، بحجّة أن بعضها أنشأها مَنْ أنشأها طمعاً في الوجاهة أو الشهرة، أو أن بعضها الآخر لا يملك صاحبُها (التأهيل) اللازم لممارسة هذا النشاط، وفي هذا القول ما يؤكد الاعتراض على فكرة إنشاء (إطار بيروقراطي) يحجّم تنظيمَ وحراكَ هذه الصالونات، بل إنّ فيها تجسيداً جميلاً لروح الحوار الوطني الذي يباركه ويدعو إليه هذا العهدُ الزاهرُ، وهو بعد ذلك تقليدٌ حميدٌ نعتزّ به، ونتمنّى أن يمضي (يتنفسُ) تحت مظلة الحرية المسؤولة التي تتعانق مع مصلحة هذا الوطن أولاً وآخراً.
***
ثالثاً- أمَّا إنْ كان هناك مَنْ قد يوظِّفُ منتداه إشهاراً لاسمه أو ترويجاً (لبضاعة) فكره، فتلك مسألة يمكن التعامل معها عبر الجمهور المستفيد من هذا المنتدى أو ذاك. وكلِّي ثقة أنَّ حصافة ذلك الجمهور ستكتشف ذلك إنْ عاجلاً أو آجلاً، فهو الشّاهد والخصْم والحكمُ. ولنتذكَّر في الوقت نفسه أن المدَّ الفكريَّ السويّ يقارع ويصارعُ بعضه بعضاً، فما استقام منه بقي، عقْلاً ومحتوىً وغايةً، وما لم يسْتقِمْ، ذاب كما تذوب الموجة في لجّة الإعصار!!
***
رابعاً- إنّ تعدّدَ (الصالونات الأدبية) ظاهرةٌ حضاريةٌ جديدةٌ تستحق التشجيع طالما عملتْ ضمن ضوابط ونواميس الحسِّ الوطني العام صدقاً في الطرح، وأمانةً في الرؤية، وإخلاصاً في النية والهدف.
***
* وبعد:
أقولُ مودِّعاً:
دعوا الفكر الوطنيَّ يتنفّسُ تنفُّساً حُراً عبر هذه الصالونات، وتحت رايتيْن من الثقة:
أولاً- إن جلَّ المبادرين بإنشائها فعلوا ما فعلوا بحسن نية، تهدف إلى خدمة الحراك الفكري، وإيجاد منبر تعبيرٍ لمنْ لا منبر له في المجتمع، ضمن الضوابط والقيم والأخلاقيات. أما الرديءُ من هذا الحراك، فسيكشف نفسه عبر آليات الحوار نفسه، ويغدو جفاءً كجُفاء السيل!!
ثانياً- إن إيجاد (إطار) لتنظيم هذا الحراك، مهما توافر له من نبل الغايات، لنْ يكون في مصلحته ولا مصلحة المستفيد منه.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved