* جدة - خميس السعدي:
أكد السفير السابق للمملكة العربية السعودية في بيروت فؤاد صادق مفتي أن هناك محنة كبرى في لبنان وذلك بسبب أن تداعيات الحرب جعلت كل طرف يرغب بتجييرها لحسابه ويطلب التغيير المنشود سواءً في الحكومة أو الانتخابات النيابية الجديدة أو بتكوين نيابات زعامية جديدة، وأما بالنسبة للوحدة الوطنية فهي ممثلة في حزب الله وحركة أمل. وأن إيران متهمة بهذه الحرب التي دمرت لبنان والتحريض عليها، فالأموال التي تأتي منها على شكل إعانات كلها مجرد شكليات ترغب منها إيران أن تستعيد موقعها نتيجة اللوم والغضب من الشعب اللبناني، فكل ما تقدمه هذه الدولة لا تقاس بما قدمته المملكة العربية السعودية وبعض الدول الخليجية والعربية، فالمال العربي ليس نفعياً بحتاً إنما هو من أجل إعادة إعمار دولة هذا الشعب الأبي والكريم.
وطالب مفتي بتكتل المقاولين العرب لإعادة أعمار لبنان وذلك بالتنسيق فيما بينهم لعملية إعادة الأعمار مع الأخذ في عين الاعتبار الدوافع الربحية المشروعة، وأيضا الدافع الإنساني وهذا هو المهم، وأن يأخذوا بكل العواطف الأخوية بين البلدين وذلك بالاستفادة من جميع العمالة الوافدة والاستفادة من مواد البناء الخام الفائضة لدى الدول العربية وكذلك إعادة النظر في الأجهزة المسؤولة عن إعمار لبنان سابقاً كمجلس الإنماء والأعمار لأن الآن أمامهم مبالغ تقدر بالمليارات يجب التعامل معها بشكل جيد لمواكبة هذه العملية الضخمة عملية البناء التي تحتاجها لبنان في هذا الوقت. ويجب أن تعود المصانع وجميع المؤسسات اللبنانية إلى عملها من جديد كي تعود لبنان من جديد.
وقال: بما أننا إزاء عملية ضخمة من هذا الحجم فالمطلوب أن تقوم الدولة بتطوير آليات العمل هذه بحيث تستطيع مواكبة هذه المسؤولية الكبرى وتوسيع حجم الأطر اللازمة هندسياً وادارياً للقيام بعمليات المسح والتخطيط ومتابعة التنفيذ بكل كفاءة ومثابرة تتطلبها المرحلة. مع الأخذ في الاعتبار كل الجوانب التي ترافق هذه العملية من حيث الأولويات والشكل ومستقبل التوسع وازدياد عدد السكان والحاجة إلى المرافق اللازمة للأحياء الجديدة التي ستنشأ على أنقاض ما دمرته الحرب.
وأضاف مفتي قائلاً: لعل التجربة الفريدة التي شهدتها عملية إعادة أعمار الوسط التجاري ووسط بيروت التي تمت في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبإشراف مباشر منه، تعدُّ نموذجاً يحتذى به في عملية إعادة أعمار ما هدمته آلة الحرب الإسرائيلية خلال الثلاث والثلاثين يوماً، لا سيما الضاحية الجنوبية وقرى الجنوب ومدنه الكبرى. ونظراً لأهمية وخطورة هذه المهمة فإنه يجب إنشاء وزارة مستقلة للإنشاء والتعمير تشرف على هذه العملية وتكون مسؤولة عنها بعيداً عن أي انتماء طائفي أو حزبي، وتحت شعار واحد هو النزاهة والشفافية، ولكي تنجح هذه الدعوة، لابد لها أن تكتسي بظلاله من الأثرة والتضحية وتطبيق شعارات التضامن مع الشعب اللبناني الشقيق من هذه المشاركة من دون الوقوع في فخ الإغراء المالي أو الكسب المغالى فيه أو انتهاز الفرص.. مشيراً إلى أن المحور العربي يلقى ترحيب الشعب اللبناني واحترامه وتقديره وجميع الدول الأخرى ولكن هناك بعض وسائل الإعلام المدفوعة ببعض القوى السياسية في لبنان التي تلجأ إلى الفضائيات أو الصحافة إلى قلب الأمور وذلك بتفسير الأمور بعكس حقيقتها.
|