في الشأن اللبناني وبالذات فيما يقدم للبنان من مساعدات لإغاثة المواطنين المتضررين وإعادة إعمار البلاد من قبل الدول الشقيقة والدول الصديقة، تشاهد وتسمع العجب في بعض الفضائيات التي تحمل أسماء عربية وتمول من جهات أجنبية تستعمل (غوغائية الكلمة) لتغييب المنطق والتحليل العلمي للأحداث لتجنيب الأمة مغامرة عشاق المكرفون.
الشعب اللبناني الذي يعد من أكثر الشعوب العربية وعياً وثقافة والذي لا يمكن أن تنطلي عليه روايات (أبطال الفضائيات) الذين يحاولون تزييف الحقائق ويغيبون الوقائع التي يعرفها الشعب اللبناني الواعي والقادر على التفريق بين أهداف ما يقدم له من مساعدات،خصوصاً أهل الجنوب وأبناء الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. فالأموال التي تأتي من الدولة المتهمة بأنها وراء إشعال الحرب والموجهة إلى جهة حزبية وحجبها عن الجهات الحكومية التي أنشئت لضبط عمليات إعادة الإعمار ومساواة توزيع الإغاثة وذلك بسبب تداعيات الحرب، فحزب الله الذي ينظر إليه كثير من المتضررين بأنه وراء ما نالهم من ضرر، يحاول وعن طريق الأموال الإيرانية المقصور تسليمها إلى أجهزته فقط إحداث تغيير في موقف الجماهير، ووقف التدهور في نظرته إليه خاصة بعد تدفق المساعدات العربية من الدول الخليجية التي لم تستثن أحداً ولم تصاحبها أية شروط.
وكون لبنان مقبلاً على انتخابات رئاسية واستحقاقات برلمانية، فإن هناك استغلالاً واضحاً للمساعدات والمال القادم من إيران التي تحاول استعادة موقعها بعد تزايد اللوم وإن لم يظهر بصورته المختزنة الآن لدى الجنوبيين وأبناء الضاحية واللبنانيين عموماً والذين ونتيجة للوعي والمتابعة الميدانية يرون أن المساعدات العربية وبالذات من المملكة والإمارات والكويت ومصر وقطر تفوق وبكثير ما كان يقوله (أبطال المكرفون) من أن (المال الحلال) القادم من إيران سيجعل اللبنانيين في غنى عن المال المشروط..!!
الآن وبعد وصول المساعدات والأموال وجد اللبنانيون أن المال العربي والمساعدات العربية تقدم لجميع المتضررين دون استثناءات ودون اشتراطات ودون دوافع انتخابية أو إبراز حزب على آخر مثلما تميزت بها الأموال الإيرانية. ليكون الواقع عكس ما كان يدعونه، فالمال القادم من إيران مال مشروط ومقصور على حزب الله وأنصاره فقط، في حين المال العربي يوزع على الجميع.
أيضاً لمس اللبنانيون تسارعاً من المواطنين العرب وبالذات رجال الأعمال الذين في سبيلهم إلى جمع أكثر من ملياري دولار أمريكي لتنفيذ حملة أعمال قد تعيد جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لعاصمة بيروت أفضل مما كانت عليه سابقاً، مثلما فعل المرحوم رفيق الحريري لوسط بيروت، ليؤكد الأشقاء العرب أنهم أكثر اهتماماً ومحبة للبنان وللبنانيين من الذين يجيرون آلام ومصاعب اللبنانيين لصالح أهدافهم السياسية والحزبية.
|