بدء اللقاء التحضيري للحوار الوطني السادس في نجران

* نجران - صالح آل ذيبة - حسن آل شرية:
افتتح صباح أمس الأحد أول لقاءات المرحلة الثانية التحضيرية للقاء الوطني السادس للحوار الفكري بمنطقة نجران، وذلك تحت عنوان: (التعليم.. الواقع وسبل التطوير)، وحضر اللقاء نائب رئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني معالي الدكتور عبدالله بن عمر نصيف بحضور ستين مشاركاً ومشاركة من أبناء منطقة نجران.
وناقش المشاركون والمشاركات عدة محاور حول التعليم، أولها (متطلبات النظام التعليمي بما في ذلك السياسات والأهداف والخطط والمباني والتقنيات والتجهيزات التعليمية، إضافة إلى مصادر التمويل وآلياته)، والمحور الثاني: (الممارسات والتطبيقات التعليمية، بما في ذلك أداء المعلم عضو هيئة التدريس، والمناهج وطرق التدريس والإدارة وأساليب التقويم)، والمحور الثالث: (الشراكة بين النظام التعليمي والمجتمع وما تتضمنه من تطوير العلاقة بين المؤسسة التعليمية ومؤسسات المجتمع المختلفة، القطاع الخاص- الإعلام - إلخ.....)، والمحور الأخير (نواتج النظام التعليمي وما يتضمنه ذلك من تقويم مستوى الخريجين في ضوء الأهداف العامة للتعليم ومعايير الجودة ومتطلبات التنمية الشاملة).
وخلال اللقاء أكد المشاركين والمشاركات على أهمية تفعيل التوصيات والنتائج في اللقاء الوطني السادس للحوار الفكري التي تشتمل على أفضل السبل لتطوير التعليم بالمملكة، وكذلك تنفيذ السياسات التعليمية والخطط والدراسات الخاصة بالتطوير والتغيير التي رسمتها وزارة التربية والتعليم.. وأكدوا على أهمية توفير بيئة تعليمية متكاملة لضمان سير العملية التعليمية بالشكل الصحيح بدءا من المعلم والطالب والوسيلة والبيئة والتجهيزات، وأن المباني المستأجرة أو الحكومية القديمة لا تخدم العملية التعليمية بسبب سوء الخدمات وانعدام التجهيزات بالمدارس وعدم وجود بنية تعليمية جيدة.
وذكر المشاركون والمشاركات أن واقع التعليم بالمملكة بحاجة إلى إعادة هيكلة تعليمية شاملة تبدأ من وزارة التربية والتعليم ثم المدرسة والتجهيزات التعليمية والمناهج والطالب والمعلم والعلاقة بينهما، وأشاروا إلى قلة الوحدات المدرسية الصحية وعدم وجود مستشفى خاص لمنسوبي وزارة التربية والتعليم، وأشاروا إلى أهمية فكرة إسناد مهمة بناء المدارس ومرافقها إلى المستثمرين ورجال الأعمال واستلامها بنظام التأجير المنتهي بالتمليك.
من جهة أخرى وضمن اللقاء التحضيري للحوار الفكري الوطني المقام في منطقة نجران استضافت إدارتا التربية والتعليم (للبنين والبنات) ورش العمل المقامة على هامش الجلسة التحضيرية التي جاءت تحت عنوان (دور المعلم في نشر ثقافة الحوار)، حيث شارك الدكتور فهد بن سلطان السلطان نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والدكتور خالد الحذيفي عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود في ورشة عمل حوارية بمبنى تعليم البنين بنجران، وكذلك قامت الدكتورة نوال العيد استاذة بكلية التربية للبنات بمنطقة الرياض بالمشاركة أيضا في ورشة حوار مفتوح مع عدد من المعلمات والطالبات والمشرفات بتعليم بنات نجران، وقد حضر كلتا الورشتين الحواريتين أكثر من 500 معلم ومعلمة وطالب وطالبة.. بعدها فتح باب الحوار للمعلمين والحضور الذين ناقشوا مع ضيوف اللقاء أساليب الحوار المنطقي والتقبل الواقعي وليس التنظيري للرأي الآخر وبناء الثقة في النفس لدى الطلاب والناشئة الذين لم يكن لديهم المجال اللازم للدخول في مناظرات حوارية نتيجة الأسلوب القديم الذي كانت تقوم عليه العملية التعليمية والمبنية على التلقين من طرف واحد. كما ناقش المعلمون مع ضيوف اللقاء دور المناهج ومرونتها بطابعها الحالي للحوار، واتفقوا على ان المناهج بحاجة الى ان تتواءم مع طبيعة الحوار بدون الإخلال بالقيم والمثل الايجابية الاساسية التي تتبناها والتي تكون في غالبها قابلة للتطويع الحواري، كما يجب ألا يتم الخلط بين المناهج والمقررات لأن المناهج أشمل وأعم وفيها من المميزات ما يجعلها داعمة للحوار متى ما أحسن المعلم تطويعها.
هذا وقد تطرق اللقاء على الجانب الآخر - تعليم البنات - إلى نفس الأفكار والقضايا، وتحدث عن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وتاريخه وانجازاته، وتم الحديث عن الحوار ودوره الايجابي في دفع العملية التعليمية إلى الأمام وكذلك تم التطرق إلى قضايا التعليم واحتياجاته.. والكثير من الأمور المهمة التي تخدم مسيرة التعليم و تطويره.