** ما زلت أذكر مجموعة نصائح أسداها لي مقربون ومقربات في مراحل مختلفة من حياتي.. وأصبحت بعد اقتناعي بجدواها أشبه ما تكون بخريطة طريق صادقة لا تخون ليس فيها أدنى شبه بخريطة طريق أمريكا في الشرق الأوسط.. تلك الخريطة التي أعلنت إسرائيل على أن تحاصر الفلسطينيين بجدارها الشهير وتجعل بينها وبين لبنان منطقة أمان امتدت إلى عمق بيروت الشرقية..!
** المهم لندع السياسة وصداعها!
النصائح التي تُهدى إليك بأسلوب جميل تنضح منه بشائر المحبة والحنو تعينك على الاستفادة من خبرات الآخرين وتعلم دروس مجانية بدون الحاجة إلى طريقة التعلم بالصح والخطأ.. فالمخلصون يجنبونك وعورة الطريق ووعثاء التجريب الانتحاري أحياناً الذي يقودك إلى التعثر..
** قد تظن لأول وهلة أنهم يمارسون وصاية.. وأنهم يحرمونك من متعة الاكتشاف والتجريب والمغامرة والاقتحام لمناطق جديدة..
وأنت ولا شك بحاجة لكل هذا في حياتك.. فتجربتك الخاصة التي تصنعها باجتهادك أنت واكتشافك أنت للحقيقة هو خلاصة نجاحك الشخصي الذي يلزمك أن تفخر به ولن تشعر بالسعادة الحقيقية إلا حين يداخلك الفخر بما تصنع ويغمرك الشعور بالحبور بأهمية وجودك مع الآخرين تماماً مثلما يرى (غاندي)!
** لكن النصح صدق.. ومحبة.. وهو إرث الأجيال الذي تتناقله وعبره تنتقل الخبرات الحياتية وتبقى الملامح الخاصة للشعوب عبر السحنة الأولى التي يهبها الكبار للصغار ويبثون عبرها رائحة الناس الخاصة التي تبقى رغماً عن أنف العولمة!
ويكفيك أن تجوب الشرق والغرب لتعرف أن رائحة الناس والأرض الخاصة تبقى رغم كل التداخل والملامح المشتركة وتعرف السر حين ترى هذه الأجيال تتبادل الحوار والنقاش والنصح والتوجيه دون وصاية أو أغلال.. بل هي أقرب إلى انسياب النهر.. ينحت في الصخر.. بهدوء وبطول أمد!!
** النصيحة التي ما زلت أقدر من أهداها إليَّ هي.. لا تؤجل.. هكذا ببساطة..
فلا تؤجلوا أي خطوة جميلة في حياتكم..
مجرد أن تضيء ومضة بيضاء في قلوبكم نحو أي عمل لمستقبلكم الخاص.. في علاقاتكم.. في مبادراتكم مع من تحبون.. مع أطفالكم.. مع أهلكم.. مع أصدقائكم.. مع عملكم الإنساني مع قراءاتكم.. مع مشاريعكم كلها.
لا تؤجلوا.. بادروا بالتنفيذ.. ولا تصدقوا كثيراً المقولات التي تثبط من عزائمكم من مثل كل تأخير فيه خير..
وعن كراهة التأخر والبطء في التنفيذ..
تقول أهل نجد.. (يا ليتها رفلا ولا هي مهينة)
ورفلا: أي ناقصة المهارة في العمل ومهينة.. أي كثيرة التسويف والتأجيل والتأخير مع وجود المهارة!
** فلا تسوفوا إذا كنتم تمتلكون أدواتكم جيداً!!
|