Monday 11th September,200612401العددالأثنين 18 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

لما هو آت لما هو آت
اليوم معكم
د. خيرية إبراهيم السقاف

**** من ذرة التراب إلى جلمدة الصخر، ومن نسمة الهواء إلى عتو الريح...
كيف يجد الإنسان قدرته....؟
**** سأفترض أن اليمامة التي تعشش في زاوية نافذة حجرتي اختيارها أن أكون صديقتها..
فهل ستفترض هي حاجتي ألا تغادر النافذة أبداً....؟
*** كل الأصداء تتلاشى لكنها لا تزول
ثمة ما يعيدها لتقرع في لحظة....
هذا لكم.. أمَّا ما هو لي فأقول:
يكتظٌ بريدي كما تفعل بصندوقها رسائل الهاتف...
أجمل المشاعر أن يتّحد الإحساس بأنَّ ثمَّة رمضان قادم... لنمنح أنفسنا تنظيماً من نوع خاص..
لعلَّ أوَّله أن يظهر فجاءة رقمٌ لعزيز دوَّمت الحياة به في مشاغلها فنسيك لفترة...
والأكثر إحساساً بالندى أن تمطرك حروفٌ من سحاب قرَّائك الذين تتعرَّفهم عن جسر الحروف بعد غيبة ليست كلّ الأحوال لراحةٍ أو دعةٍ...
والأبلغ حيرةً حين تردك رسائل بلا أسماء... أو عناوين... أو مهاتفات بلا هويَّة...
وتقع في حرج الإجابة فيكون من خلف الصوت مستهتر ذو عبث.. أو لا تجيب ويكون من خلفه جاد ذو حاجة...؟
وتعود لتعتصر فكرك... لتستلهم ذاكرتك: كم من المداد قد شكَّل قيمك التي تتعامل معها..؟
وأكد على منظومة المشاعر الرَّاقية التي تنمو بين الكاتب ومريديه...؟
ثم تأتيك على ركائبها الأفكارُ لتنوخ ههنا عند مصبِّ بوحك.. لتعيد النهل.. ومن ثم الإفضاء لتقول ما تؤمن به هو.. إنّ الكاتب هو عامل المحطَّة في الصباحات الفجرية.. والمساءات الرَّاحلة.. حيثُ يشحذ قطارات أفكارك... ويلم شتات حقائبك... ويمهّد لك مقعداً مريحا في المقطورة.. ثمَّ يلوِّح لك بالسلامة.. ليمضي بك القطارُ من محطِّة لأخرى...
وقد شحذت همم خيالك.. واسترخت سلامات اطمئنانك....
حتى إذا ما جاءتك محطَّة أخرى في طريق سهلٍ.. أو آخر وعر....
توقفت لتتزود.. أو لتفرغ....
فتجده على المحطَّة الأخرى... ينتظرك....
ليعدَّ القطار لك بما ترتشفه لحظة عطش أو تلتقمه عند جوع....
وليعيد شحذه بما يؤود قوته.. ويمكِّن قدرته على
السيِّر... ومواصلة الرِّحلة الطويلة التي لا تتوقف إلا في المنتهى....
وكذلك تنسبط لك أمام جسر التواصل مع مريديك روافد المحطات...
وتعود أنت تستلهم القوة منهم.. والصُّمود من أجلهم...
فعامل المحطة الذي هو أنت لا بد لك من يشاطرك وحدة المحطَّات حين غسق...
أو زحمتها حين رهق...
=== كنتم أولئك....
أنتم الرّوافد....
أنتم حداء العيس في طرقات المحطات كلما حلّت غفوة تيقَّظ عامل المحطة على نشيدكم ونشيجكم...
شكراً أنَّكم معي وأنَّني بكم مخفورة مطمئنة.. الزَّاد أنتم والمداد لكم...
عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص.ب 93855
****
ملاحظة: أعتذر لورود خطأ طباعي في مقال الأمس؛ فالعنوان (لا تقولي لماما) والاعتذار للكاتبة هالة القحطاني صاحبة العنوان.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved