ذاك هو عنوان برنامج أسبوعي، ينطلق من قناة - اقرأ - الفضائية.. وقد يسأل فضولي أو غير فضولي: إلى أي مدى تجاوز حدود الأسوار، بعد إزالتها؟.. وأكبر الظن أنني لست مطالباً بالإجابة عن هذا التساؤل، وربما مقدم البرنامج الأستاذ - جاسم المطوع - يقدم إجابة صريحة أو غير صريحة حسبما يتراءى له في الرد على سؤال كهذا، ولعله يحتاط قبل أن يجيب، أن إزالة الأسوار يعني التخلص من القيود إلى أي مساحة يريدها أو يحددها على نحو ما..
* في يوم الجمعة 8-8-1427هـ الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، شاهدت حلقة مسجلة في بلد عربي، تبحث في قضية نيل - العصمة - لتكون في يد المرأة.. وفي تقديري أن هذا الموضوع ليس بذي أهمية لدى الأمة المسلمة، لأن حسم أي قضية بين زوجين تنتهي على نحو ما، إذا رغبت الزوجة في الانفصال عن قرينها بالتي هي أحسن، وفي أسوأ الأحوال عن طريق المحاكم، وإذا تعسرت الحال، فإن الخلاص يتم حين ترد الزوجة للزوج - حديقته - (المهر)، كما يبين ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم.
* وما كنت لألقي بالاً إلى هذا الموضوع الذي شارك في التحاور فيه مسلمون وأحد المسيحيين من رجال الكنيسة اسمه: فلان نصر - الذي تحدث عن هذه القضية في المسيحية، حول الانفصال إذا بلغ الوئام حداً قريباً من الاستحالة عندهم في الحياة الزوجية.. وإلى هنا والتجاور لا يدعو إلى تدخل مشاهد لينتقده، لكن ما أثارني، أن ذلك - الأب - قال في إحدى مداخلاته وهو يتحدث عن رسول الله عيسى عليه السلام: ليقول كذا وكذا قبل الصلب وبعد الصلب.. فانتظرت من مقدم البرنامج ومن قاضٍ مسلم مشارك وآخرين مسلمين، أن يقولوا لهذا الكنسي، إن رسول الله عيسى عليه السلام لم يُقتل ولم يصلب، كما أكده الحق في كتابه العزيز دستور المسلمين، في الآية (157) من سورة النساء، حيث جاء في الآية {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا}.
في العام الماضي، كنت أشاهد إحدى حلقات هذا البرنامج بمسماه الحالي أو باسم آخر قد غيّر، يتحدث المشاركون فيه في قضايا المرأة وحريتها، وكان في هذا التحاور إحدى بنات هذا الوطن، وجاء ذكر - قاسم أمين - وتصدت هذه المواطنة للدفاع عن هذا الكاتب وأنه لم يسيء إلى المرأة، وما يعني أنه أحسن إليها، وقد يعجب أحدنا حين يسمع ويشاهد هذا الطرح، وتصدي سيدة مسلمة من هذا الوطن للذود عن غير مسلم، أساء إلى المرأة، ولا سيما للمسلمة خاصة، التي احترم الشرع الإسلامي آدميتها ومنحها حقوقاً تحميها من التبذل والضياع كما حل بالمرأة الغربية.. ولعلَّ قائلاً غيوراً يُعلن أننا إذا لم نعتز بهذا الدين الخاتم الباقي إلى قيام الساعة، فلا نرجو أن نجد في الأديان السابقة التي غيرت وحرفت، وأمتنا أعزها الله بالإسلام عقيدةً ومنهاجاً، وصدق الله القائل: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ}، آية (71) من سورة المؤمنون, وقال عز سلطانه في آخر سوة الفتح: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}
إن قناة (اقرأ) منسوبة إلى هذا الوطن، ويتحدث من خلالها علماء ومصلحون كثر، وتقدم برامج نافعة هادفة، فلا يليق أن تنزلق في بعض برامجها ما يزعزع الثقة فيها، حين يسيء بعض المتحدثين إلى عقيدة المسلم بآراء ما أنزل الله بها من سلطان، ذلك أن الحق وهو اسم الله، أحق أن يُتبع، وإلى الله ترجع الأمور!.
|