Monday 11th September,200612401العددالأثنين 18 ,شعبان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الطبية"

أورام العظام وأنواعها أورام العظام وأنواعها

الأورام اللحمية للعظام (Osteosarcomas) أو الأورام الغرنية العظمية، هي أورام سرطانية من النوع الغرني تنشأ بالعظام، ويمكن تعريف الأورام اللحمية الغرنية (sarcoma) بأنها أورام تنشأ بشكل رئيسي في العظام والأنسجة الرخوة، (مثل العضلات، والأنسجة الضامة كالأوتار التي تربط العضلات بالعظام، والأنسجة الليفية والغضاريف، والأنسجة الزلالية المحيطة بالمفاصل)، إضافة إلى الشحوم، والأوعية الدموية، والأنسجة العصبية، ويُعد الورم الغرني للعظام من أكثر أنواع سرطان العظام شيوعاً، وأكثرها انتشاراً لدى الأطفال، ويظهر عادة قبيل سن العاشرة وعند المراهقين واليافعين، ويزيد معدله بنسبة الضعف عند الذكور عنه لدى الإناث، ومن المعتاد أن ينشأ بالعظام المحيطة بالركبة على وجه الخصوص، وفي عظام العضد والفخذ بنسبة اقل دون أن ينبث إلى المفاصل المجاورة، وعند نسبة تقترب من 20% من الحالات يكون الورم منتقلاً من موضع النشأة عند التشخيص، ومن المعتاد انتقاله إلى الرئتين (حوالي 80% من حالات انتقال الورم تكون بالرئتين)، وبنسبة أقل ينبث إلى عظام أخرى.
*ماهي أنواع الأورام اللحمية بالعظام؟
تُصنف أورام العظام الغرنية إلى ثلاث درجات تبعاً لنسق نمو خلاياها وتمظهرها تحت المجهر، وهي أورام بدرجة عليا (high grade)، ومتوسطة (intermediate) ودنيا (low grade)، حيث يُعد الورم من الدرجة العليا عند وجود الكثير من الخلايا الورمية النشطة والتي تتكاثر بوفرة، إضافة إلى عدم نضج واكتمال العظمين، بينما يُعد الورم من الدرجة الدنيا عند وجود القليل من الخلايا الورمية النشطة ويبدو العظمان ناضجين ومكتملين.
*كيف تكون أعراض الأورام الغرنية للعظام؟
تظهر الأعراض مبكرة بشكل معتاد على هيئة ألم بالموضع، يكون متقطعاً في البداية وقد يزيد بالليل، كما انه يتفاقم عند مزاولة نشاطات بدنية وقد ينتج عنه عرج إن كان بالرجلين، مع ظهور تضخم عقب مرور أسابيع، أو كتلة رخوة ومتماسكة ومنحصرة ضمن العظم، ويمكن ملاحظتها والشعور بالألم عند الضغط عليها وملامستها، وقد يسبب الورم مصاعب بالحركة وهشاشة وضعف بالعظم بما يؤدي أحيانا إلى كسره أوتشققه، خصوصاً عند نشوء النوع متوسع الأوعية الشعرية (Telangiectatic)، الذي يُضعف العظام بصفة خاصة، ويتسبب في إحداث كسور عظمية عند حوالي 30% من الحالات، ومن المعتاد أن يصف المرضى الوضع عند وجود كسور بموضع الورم أو بمواضع مجاورة، بالقول إنهم عانوا من ألم خفيف لعدة أشهر ثم أصبح حادا بشكل مفاجئ، ومن جهة أخرى تظهر عند حالات قليلة أعراضاً بدنية شاملة، مثل الحمى أو فقدان الوزن والإعياء أو فقر الدم.
*ماذا يفعل الطبيب عند ملاحظة تلك الأعراض على المريض؟
وعند ظهور الأعراض التي يمكن أن تعزى إلى أي من الأورام العظمية، والارتياب بوجود الورم الغرني بالعظام، يقوم الطبيب بإجراء سلسلة من الفحوص والتحاليل المخبرية، والتقاط صور إشعاعية مختلفة من أشعات سينية، والتصوير الإشعاعي الطبقي (Computed tomography scan)، إضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging) باستخدام الموجات المغناطيسية لوضع صور متعددة للجسم)، لتحديد مختلف جوانب الورم بدقة، ومن المعتاد إجراء الخزع الجراحي(biopsy)، بهدف استخلاص خزعة من أنسجة الورم جراحياً ليتم فحصها تحت المجهر، لتحديد نوعه وخواصه الحيوية.
*كيف تكون الجراحة وماذا تتضمن من إجراءات؟
يتضمن العمل الجراحي إجراء الخزعات لأغراض التشخيص والمعالجة الجراحية، ومن المهم أن يتم التخطيط لكليهما بنفس الوقت وعلى يد نفس الجراح، وتستهدف المعالجة بطبيعة الحال استئصال أكثر كمّ ممكن من نسيج الورم وبعض الأنسجة السليمة المحيطة بالموضع، وقد يتم اللجوء إلى عمليات البتر بإزالة الورم وكل العضو المصاب مثل الذراع أوالقدم أو جزء منها، أو بجراحة استبدالية، إذ إن البتر في العقود الماضية كان يعد العلاج الوحيد الممكن لكثير من الحالات، أما في الوقت الحاضر فقد تقدمت المعالجات الجراحية حيث يمكن إزالة أجزاء كبيرة من العظام واستبدالها بتطعيمات عظمية أو صفائح وقضبان معدنية أو بدائل صناعية(prosthesis) مثل العظام والمفاصل المصنوعة من اللدائن والمعادن، لتعوض جزء العظام الذي يتم استئصاله مع الورم، فيما يعرف بجراحة استنقاذ الأعضاء (Limb-salvage surgery) بإزالة الورم دون بتر، وبالتالي يمكن المحافظة على وظيفة الموضع أوالعضو المصاب، ومن البديهي دراسة كلا الخيارين بين الأطباء والأهل والتشاور حول أفضل الوسائل لاستئصال الورم، وبنفس الوقت المحافظة على أكبر قدر ممكن من فاعلية الطرف المصاب.
وفي أغلب الأحوال لا يتم البدء بالعمل الجراحي قبل فترة من الوقت يتم خلالها تلقي جرعات من العلاج الكيماوي أو الإشعاعي أوكليهما، في مسعى لاستبقاء أكثر كمّ ممكن من أنسجة الموضع المصاب، وعند الورم الموضعي يتم عادة البدء بالعلاج الكيماوي عقب الجراحة مباشرة للقضاء على أية خلايا ورمية قد تكون متبقية.
وتعد جراحة الاستنقاذ أو الجراحة الاستبدالية، والتي تجرى خصوصاً عند عدم وجود مؤشرات على إمكانية انتشار الخلايا الورمية، جراحة معقدة ومتعددة الجوانب، إذ يتوجب استئصال كامل الورم وبنفس الوقت المحافظة على الأنسجة المجاورة من عضلات وأوتار وأعصاب وأوعية دموية، واستبدال العظم المستأصل بتطعيمات عظمية أوصفائح وقضبان معدنية، مع ما يستتبع ذلك من تعقيدات كحدوث العدوى أو ارتخاء التطعيمات والبدائل المزروعة، وبطبيعة الحال تستدعي المعالجة إجراء عدة عمليات وعدة أشهر من العلاج الطبيعي حتى يتمكن الطفل من استخدام العضو المصاب بفاعلية، وتتماثل معدلات الشفاء لدى المرضى المعالجين بهذه الطريقة مع معدلات عمليات البتر التي حالياً لا يتم اللجوء إليها إلا في حالات نادرة ومحددة.
أما جراحة البتر فقد تكون الخيار الوحيد عند بعض الحالات، فإن كان الورم يتموضع بعظم يصعب استبداله أو يمتد إلى الأنسجة العصبية أو الأوعية الدموية أوكليهما، فقد يتعذر إنقاذ الطرف المصاب، ويتم غالبا الاستعانة بتخطيط الرنين المغناطيسي وفحوص الأنسجة أثناء الجراحة، لمساعدة الجراح على اتخاذ القرار حول موضع ومقدار البتر للذراع أو القدم، ويتم تخطيط الجراحة بحيث تتمكن العضلات والجلد من الالتئام، وتكوين ثنية حول العظم المبتور بشكل يساعد على تثبيت طرف صناعي يمكن تركيبه لتعويض العضو المبتور.

الدكتور بدر السمان
استشاري أمراض العظام والمفاصل

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved