خادم الحرمين ورعاية المؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام
د. نهار بن عبدالرحمن العتيبي

برعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يعقد في مدينة جدة خلال يومي الأربعاء والخميس المقبلين المؤتمر السابع لوزراء الإعلام ويأتي هذا المؤتمر في وقت تزايدت الحاجة لعقده لاسيما في السنوات الأخيرة التي أصبح العالم الإسلامي يعاني فيها من العديد من المشكلات سواء ما يتعلق منها بما ينشر في بعض وسائل الإعلام الغربية من تشويه لصورة الإسلام والمسلمين وتصوير هذا الدين القويم، دين العدل والسلام، على أنه دين الهمجية والإرهاب وتصوير المسلمين بأنهم يعشقون الدماء ويحبون القتل والدمار. ولا يخفى أهمية ودور الإعلام الإسلامي في بيان ومعالجة ما يعانيه المسلمون من الحروب ونقص الغذاء والدواء، كما لا يخفى ما للإعلام من أهمية في محاربة الأمية والجهل ومعالجة المشاكل الاجتماعية والنفسية وغيرها مما يحتاج المسلمون إلى علاجه. ومما لاشك فيه أن رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر هي مما سيزيد أهميته وسيزيد من فرص نجاحه - بإذن الله- ذلك النجاح الذي يتمناه كل مسلم، فإن نجاح هذا المؤتمر يصب في مصلحة جميع المسلمين ويحقق لهم الكثير مما يريدونه ويسعون إليه. يأتي هذا المؤتمر في هذا الوقت بعد الانفتاح الإعلامي الذي أصبح يبث فيه ما ليس من الإسلام ويتلقاه المسلمون وغير المسلمين وربما كان ما يبث في تلك الوسائل من بعض المنتسبين للإسلام الذين فهموا الإسلام فهما غير صحيح وتسابق كثير من الجهّال إلى نشر معلومات غير صحيحة عن الإسلام وعن المسلمين، بل إنه من المؤسف أن الأمر تعدى ذلك حتى وصل ببعض المسلمين إلى قتل المسلمين وغير المسلمين وكل ذلك باسم الإسلام متصورا من يفعل ذلك أن ذلك من الجهاد في سبيل الله بعيداً عن الأخذ عن العلماء الربانيين الذين هم الأساس والمرجع في بيان هذا الدين العظيم وما يحرم على المسلم وما يحل له. وهذا يبرز أهمية الإعلام الإسلامي في بيان الأحكام الشرعية التي تؤخذ من هؤلاء العلماء الأجلاء الذين يدين المسلمون لهم بالفضل في حمل هذا الدين ويعرفون لهم قدرهم ومكانتهم. جاء هذا المؤتمر وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين ليؤكد أهمية الإعلام في البلاد الإسلامية وحاجته إلى مواكبة الأحداث ومقدرته على حمل هذه الرسالة العظيمة، رسالة الإسلام التي جاءت من لدن حكيم خبير، وجاء بها الصادق الأمين محمد بن عبدالله أفضل الأنبياء وخاتم المرسلين - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين-، تلك الرسالة الخالدة التي جاءت صالحة لكل زمان ومكان وجاءت رحمة للعالمين كما قال الخالق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} ومن المعلوم أن أهمية هذا المؤتمر نابعة من أهمية الإعلام الذي أصبح يحظى بالمتابعة من الكبير والصغير والمتعلم وغير المتعلم وأصبح ينشر المعلومة في مختلف دول العالم وفي وقت قياسي مع ما له من قبول لدى الكثير من سكان هذه الكرة الأرضية وفي مختلف أرجائها. وبات من المهم أن يؤدي الإعلام الإسلامي رسالته إلى البيت والأسرة المسلمة وبيان ما تحتاجه من الأحكام، وأصبحت مساهمة الإعلام في مشاركة المسلمين همومهم والمساهمة في حلها من الأمور الضروية والملحة، فالمسلم والمسلمة في حياتهم يواجههم الكثير من الصعاب والمشكلات التي تحتاج إلى حلول مناسبة ومن خلال التواصل عبر وسائل الإعلام بين هؤلاء وبين أصحاب الشأن من متخصصين في مختلف المجالات والعلوم الشرعية والإنسانية يمكن حل تلك المشكلات ومساعدة من وقعت له على تجاوزها والتغلب عليها. إضافة إلى ذلك فإن الإعلام يساهم في نقل العلم والتطور إلى البلاد الإسلامية وهذا مما تحتاجه البلاد الإسلامية وتزداد حاجتها لتلك العلوم يوما بعد يوم. ومن خلال عقد مثل هذا المؤتمر يمكن للعاملين في مجال الإعلام الاستفادة من التطور في الوسائل الإعلامية واستغلال الثورة الهائلة في مجال الاتصالات، وهذا يؤدي وبصورة كبيرة إلى تطوير الإعلام في البلاد الإسلامية مع المحافظة على الهوية الإسلامية وبالتالي مواجهة التحديات التي تواجه الإعلام الإسلامي وذلك من خلال التعاون والتكاتف بين العاملين في وزارات الإعلام في مختلف الدول الإسلامية والاستفادة من الخبرات والكفاءات الإعلامية بما يحقق تطلعات الشعوب الإسلامية ويسعى إليه رؤساء الدول الإسلامية. فجزى الله خادم الحرمين على تشريفه لهذا المؤتمر خير الجزاء وأسأل الله تعالى لهذا المؤتمر التوفيق والنجاح وأن يتحقق من خلاله الخير للإعلام في جميع البلاد الإسلامية.