الشيء الأكثر إيلاماً هو حالة جهل تتلبسها معرفة، والأقسى منه أن يتحول مشهد وعي إلى سخرية أو مهزلة.. تلك ما تتركه لحظة التأمل لموقف بائس وقع فيه أحد زبائن شركة أو وكالة مشهورة للسيارات، عرفت متميزة، وما لبثت أن أصبحت كغيرها من الشركات التي لا يهمها إلا البحث عن الكسب بأي شكل، وبأي طريقة.
القصة الطريفة أن أخانا ومنذ أن امتلك سيارته الجديدة (آخر موديل) باتت تتوقف بأعطال غريبة، فداوم الذهاب إلى الوكالة بغية فحصها، أو تأمين قطع غيارها، فلم يهنأ بها - كما يقول - إما لنحس أصابها، أو لعين رمقتها وألقت بها نحو الهاوية.
حينما كلت أقدام صديقنا المسكين من مداومة الذهاب إلى الوكالة التي تورط معها، ما كان منه إلا أن ضاق ذرعاً بمماطلاتهم، وتسويفهم في كشف أمر عطلها، ليثور مهدداً بالشكوى إلى الجهات المختصة، مما حدا بأحد الموظفين أن يضحك ضحكة حيادية مصحوبة بتهكم وسخرية، ليدعوه للجلوس ماداً إليه وريقة أعد عليها سلفاً نموذج شكوى ضد الوكالة، إذ توفر هذا النموذج لزبائنها، لأنها تعرف ببساطة مصير مثل هذه الشكاوى والتظلمات. ما لبث الصديق أن تجاهل الأمر برمته، ليكتشف بعد أيام أن أحد أصدقائه قد مر بموقف مشابه في أحد مكاتب الاستقدام، حيث وجد ما يشبه ذلك النموذج، وقد أعد بشكل مستفز، وكأن الأمر بات إمعاناً في الأذى من قبل هذه الجهات.
|