Monday 25th September,200612415العددالأثنين 3 ,رمضان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مقـالات"

الحبر الأخضر الحبر الأخضر
(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)
أ.د. عثمان بن صالح العامر

في يوم 23 سبتمبر عام 1932م أعلن للدنيا الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله رحمة واسعة - وحدة البلاد المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ووافق يومنا الوطني هذا العام صيامنا أول أيام شهر رمضان المبارك الذي أسأل الله - عز وجل - أن يكون شاهداً لنا لا علينا وأن يوفقنا فيه لصالح الأعمال، وأن يتقبل من العاملين فيه المخلصين الصيام والقيام وصالح الأعمال.. وعلى مائدة إفطاري ومن حولي زوجتي وصغاري جلست متأملاً حالي ومن هم من أمثالي وعلى شاكلتي وبين يدي صنوف من الأكل والشرب، والأذان يطرق مسامعي من الجهات الأربع - ولله الحمد والمنة -، وقارنت لحظتها هذه الحال التي ننعم بها نحن السعوديين اليوم غالباً ومن حل بأرضنا من إخواننا هو كذلك، بحال الأجداد ومن سلف إلى عهد قريب.. وسرعان ما طويت سنوات من عمر هذا الوطن المملكة العربية السعودية ورحلت بي دائرة التفكير وعلى عجل وبصورة خاطفة إلى الوراء 76 عاماً من التاريخ لحظة إعلان ميلاد هذا الكيان وتوحيد إنسان هذا الوطن.. تساءلت ترى ما هو فطور عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في ذلك التاريخ؟ هل كان يدور في خلد هذا البطل أن يجلس أحد رعايا دوحته المباركة على مائدة من الطعام متنوعة؟ وهل كان يتصور أن تجلب خيرات الأرض لينعم بها المواطن السعودي أينما كان؟ إنها بحق نِعَم حقها الشكر لله أولاً فهو المُنعم المتفضل ثم لعبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود قائد وصانع وحدتنا ومؤسس كياننا بعد توفيق الله ورعايته لمشروعه النهضوي الرائد والفريد في عالم السياسة والتخطيط، والشكر موصول لأبنائه البررة الذين على العهد كانوا وما زالوا، رحم الله ميّتهم وحفظ لنا وأيد وأعان الأحياء منهم وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز والشكر ليس كلمة باللسان فقط بل هو عمل جاد يسبقه قناعة قلبية وإخلاص ويقين، ولذا فلا بد أن نُري قادة هذا الوطن المعطاء شكرنا قبل أن نسمعهم اياه.. وبذا تتضح بجلاء الفوارق الحقيقية بين المواطن والوطني، والوطن بحاجة إلى الشكر الحقيقي ليس فقط من أجل أن نري قادته منا ما هو حق لهم بل من أجلنا نحن، لنضمن بعد منة الله ورحمته استمرار هذه النعم ودوامها فبالشكر تدوم النعم، وكل عام وأنتم بخير.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved