Monday 25th September,200612415العددالأثنين 3 ,رمضان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مقـالات"

الرئة الثالثة الرئة الثالثة
هذا يوم يا وطني تنفع فيه الذكرى!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

احتفت المملكة العربية السعودية بيومها الوطني هذا العام في الثلاثين من شهر شعبان، وبهذه المناسبة لبيتُ دعوةً كريمة من إذاعة البرنامج العام بالرياض لتسجيل كلمة قصيرة، أقتطف منها لحديث اليوم ما يلي: (مع شيء من التصرف):
* إنه يا وطني يوم تنفعُ فيه ذكرى تأسيسِ وحدتِكَ وحفرِ خريطتها في قلوبِ المؤمنين بك، المحبين لك، والغيورين عليك من أبنائك وبناتك حيثما كانوا!
* وهو يوم تنفعُ فيه الذكرى لمَنْ بذلوا أنفسَهم وأموالهم فداءً لك حتى استويتَ بشموخٍ بين أمم العالمين!
* وهو يوم تنفعُ فيه الذكرى لمن أسرفوا على أنفُسِهم تقصيراً في حقك، ولاء وانتماء وعطاء!
* وهو يوم تنفعُ فيه الذكرى.. لمن أخلوا بعقد الولاء بما يغاير مصلحتك، انحرافاً في القلب وانجرافاً في الفكر أو تحريفاً في فهم بعض الثوابت، كي يخلعوا رداء من (الشرعية) على مظاهر وظواهر ذلك الانحراف!
***
* أجل.. إن أبناءَ وبناتِ هذه الأمة، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، كانوا على موعدٍ يوم السبت الماضي، الموافق للثلاثين من شعبان.. للاحتفاء بذكرى توحيد كيانِهم الكبير المملكة العربية السعودية، وتأكيدِ الولاء والفداءِ لثوابته ورموزه وإنجازاته!
***
وبعد..،
* فالكلُّ يعلمُ منذ البدء أن (الوحدة الوطنية) لهذا الكيان الخالد ما كانت لتكونَ بدون عونٍ من الله وأزره، وما كانت لتتحقق لولا صلابة وصمود أسد الجزيرة العربية، المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ومن معه، طيبَ الله ثراهم جميعاً، الذين خاضوا في سبيلها الحربَ تلو الحرب.. ودحروا من أجلها كيدَ (المرتدين) سياسياً، إما لإجهاضِ هذه الوحدة أو تعطيل مسارها، أو تسريع نبضِ إخفاقها، فكان النصر حليفهم بتوفيق الله، سواء في ساحات النضال أو في واحات العقل والحكمة، لمن اختار سبيلَ الرشاد، ونبذَ فتنةَ الهوىَ!
***
* وبعد أيضاً..
* فمباركة يا وطني ذكرى وحدتك المجيدة..
* مبارك احتفاؤك بيومك الأغر، مؤكداً من خلاله الصمودَ الخالدَ حفاظاً على ما يرمز إليه وافتداء له!
***
مبارك يا وطني هذا اليوم وأنت تتذكر فيه ما سبق وحدتك: فرقةً في الصف، وفتنة في القلوب، وتعطيلا للأمن والاستقرار والمعاش!
* يومئذٍ، كان أبناؤك يا وطني لا يشبعون من جوع.. ولا يأمنون من خوف، ولا يثق أحد منهم في أحد، حتى بدل الله حالهم بحال، فجعل خوفهم أمنا، وشتاتهم وحدة.. وجوعهم شبعا ورخاء!
***
وبعد.. أخيراً:
* كل ما هلت ذكرى اليوم الوطني، لهذه البلاد المباركة، استبد بي شعور بالقلق.. عما إذا كان جيلنا الشاب ذو الأغلبية الساحقة في تركيبتنا السكانية يعي معنى هذا اليوم.. بكل ما يرمز إليه من أطياف الوحدة والمحبة والسلام.. أو يستوعب هذه المضامين بشمولية مبدعة تنقله من أسر (الأنا) الضيقة، إلى رحاب وسع من الحب والتسامح والوئام يحتضن كل هذا الكيان كل الأوقات وفي كل مكان!
***
* ختاماً، كنت قد كتبت قبل نحو سبع سنوات مقالا احتفاء بهذه المناسبة ركزت فيه الحديثَ عن الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، باعتباره صانع الذكرى، وقد ختمتُ المقال بكلمات قلت فيها (مع شيء من التصرف):
* (ترى لو عاد إلينا البطل عبد العزيز من فردوس الخلود بإذن الله ليشارك أبناء وبنات أهل هذه البلاد فرحة ذكرى هذا اليوم، لصاح فينا جميعا بملء صوته: (عضوا يا أبنائي بالنواجذ على وحدتكم الوطنية التي استخلفتها في أرضكم وتحت سمائكم، فهي لم تتحقق سدى، أو تأت عبثا حافظوا عليها، فقد تركتها أمانةً في أعناقكم، تسري قطراتها في شرايينكم، أنتم ومن بعدكم حتى تقوم الساعة! صونوا وحدةَ وطنكم من نيل الغادر ومكرِ الحاسد وشماتة الحقود).
* رحم الله صانع الذكرى.. الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، وحفظ سلفه الصالحَ أمناء على إرثه الخالد!
وكل عام وهذا الوطن وأهله بألف خير وحب وسلام!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved