* المنامة - مكتب الجزيرة-خالد آل هميل:
أنا مليونيرة بحب مرضاي، جملة قصيرة ترددها هذه الطبيبة البحرينية المرشحة لانتخابات مجلس النواب البحريني، في الدائرة الأولى بالمحافظة الوسطى، التي وهبت ربع قرن من حياتها لمهنة الطب، تداوي المرضى مرة بوصفاتها ومرات بابتساماتها الحانية التي تدخل الطمأنينة على النفوس العليلة، وتجعل مرضاها يتابعونها أينما ذهبت، ويرفضون عن الدكتورة أمل بديلا. جملة تكشف لماذا أغلقت عيادتها الخاصة، عندما وجدت أنها ستربح منها بعض الدنانير، وتخسر في المقابل برنامجها الاجتماعي، فهي عضو فعال ورئيس للعديد من جمعيات النفع العام، وكاتبة غير متفرغة في العديد من الصحف والمطبوعات. هل جاءتها تلك الأفكار من فراغ؟ أم أن نشأتها وطبيعة عائلتها هي التي لونت صورة الحياة في عينيها، والبست كلماتها التي تبدو بسيطة وعفوية ثوب الحكمة؟!.
سؤال إذا أردت أن تعرف إجابته فعليك أن تعرف جذور تلك النبتة البحرينية الخضراء.. فوالدها هو عبدالرحمن الجودر مؤسس جمعية الإصلاح، ووالدتها الأستاذة عائشة الجودر من أوائل البحرينيات اللاتي عملن بالتدريس، وتدرجت لتصبح مديرة مدرسة.
كان الطب بالنسبة لها في طفولتها لعبتها المفضلة.. كانت تجمع أبناء الفريج وتلعب معهم لعبة الطبيبة التي تعطيهم الدواء، ولكن يبدو أن اللعبة كبرت وأصبحت حقيقة في منتهى الجدية.
في إحدى مراحل الدراسة أحبت (أمل) إحدى مدرساتها فقالت سأصبح مدرسة مثلها، وذات يوم بدأت تدفق كلمات الإعجاب عليها بسبب أسلوبها الإنشائي البديع وبلاغة مقالاتها، يومها قالت: سأصبح صحفية.
لكن قوارب الأحلام المندفعة في رأس الصبية رست على شاطئ الطب، وبعد سنوات من ارتداء ثوب الأطباء أدركت (الدكتورة أمل) أنها حققت أحلامها جميعا في هذه المهنة، فهي تمارس هوايتها في التدريس من خلال المحاضرات والندوات والمؤتمرات، وهي أيضا لم تتوقف عن الكتابة للصحف، وكثير من مادة مقالاتها تنبع من حقل الطب أو ممن التقت بهم إنسانيا من خلال عملها كطبيبة.
ألقاب كثيرة تستطيع أن تنادى بها الدكتورة أمل، فهي رئيس قسم التثقيف الصحي بوزارة الصحة منذ عام 1992م، وهي مستشارة مؤقتة للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بمنطقة الشرق الأوسط، ومدربة ومقدمة استشارات شخصية وأسرية غير متفرغة، وكاتبة عمود صحفي بعنوان إشراقات، ومشرفة على صفحة (صحة ? صحة) في صحيفة العهد الأسبوعية.. وغيرها، ورغم ذلك فلديها الوقت لتمارس عملها العام في العديد من جمعيات النفع العام فهي عضو مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر البحريني، والنقطة المرجعية لشبكة الإيدز في إقليم البحر المتوسط وشمال إفريقية، ورئيسة اللجنة الاستشارية لجمعية أطفال وشباب المستقبل، وعضو بجمعية الصداقة للمكفوفين، وعضو بمجلس إدارة الجمعية البحرينية لتنمية المرأة.. بل ولديها وقت لتمارس رياضتها الوحيدة المفضلة وهي رياضة التنس.
في الفترة من عام 1988 - 1992م، لاحظت في ذلك الوقت أن نسبة من يتلقون التطعيمات الإجبارية لا يتجاوزون 60% من إجمالي أهالي المنطقة، يومها دعت لاجتماع بكافة المسؤولين في المنطقة لمناقشة الأمر معهم، ولكنها فوجئت أنه لم يحضر أحد للاجتماع وهنا قررت أن تتحرك بمشاركة المدارس، البلدية، الأندية والمركز الاجتماعي بالمنطقة، حيث قامت اللجنة بتنفيذ العديد من البرامج التثقيفية والتي ساهمت في رفع نسبة التطعيم للأطفال وزيارات عيادة الحوامل بشكل لافت للنظر وغير مسبوق، وبلغت نسبة التطعيمات مائة بالمائة.
هذه الأيام تقف الدكتورة أمل الجودر على منعطف جديد في حياتها الحافلة بالأحداث والمنعطفات، فهي تسعى لخوض المعركة الانتخابية، للفوز بمقعد من مقاعد مجلس النواب. وتؤكد الدكتورة أمل أنها ستدخل إلى عالم السياسة بنظرة اجتماعية، لأن التسييس لمجرد التسييس ليس هدفها.
سألناها: كيف؟ فقالت: طول عمري أهتم بأمور الصحة، وأطالب أصحاب القرار بأن يفعلوا شيئا وأعتقد أنه جاء الوقت لأكون قريبة من موقع اتخاذ القرار، فعندما أكون عضوا في السلطة التشريعية، أستطيع أن أقترح القوانين، أو أطالب بالتشريعات التي تحتاجها صحة الناس.
* هل تعتقدين أن فرصة النجاح أمام البحرينيات أفضل في الانتخابات القادمة؟ قالت: أكيد.. وهناك كلمة أقولها للنساء وهي (الرجال ما فعلوا شيئا).
وتضيف: سأراهن على ذكاء الناخبين والناخبات، في البحرين عموما، وفي الدائرة الأولى بالمحافظة الوسطى، وعلى اختيار الذين يسعون للعمل، بدلا من الكلام والتسييس، وأعتمد على الذين عرفوني كطبيبة تحب ديرتها وأهل ديرتها وتعمل كل ما تستطيع لإسعادهم، بعيدا عن السياسة أو قريبا منها.
|