( الجزيرة ) تواصل تغطيتها للصراع بين الإصلاحيين وأنصار أحمدي نجاد
فاطمة رجبي تفتح النار مجدداً على الرئيس الإيراني السابق خاتمي

* طهران - أحمد مصطفى الخريف:
فتحت فاطمة رجبي زوجة مدير مكتب رئاسة الجمهورية الإيرانية غلام رضا الهام؛ النار مجدداً على الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي وقالت في مقال لها نشر مؤخراً: (إن حديث خاتمي حول أحداث 11 سبتمبر يشكِّل ضربة كبيرة للإسلام). وقالت: إن خاتمي يعلم بأن هناك الكثير من المحققين الأوربيين والأمريكيين ونصف أبناء الشعب الأمريكي يعلمون أن المخابرات الأمريكية والموساد هم المخططون لتلك العمليات وحديث خاتمي في أمريكا كان مقدمة للهجوم على الإسلام، حيث اعتبر البابا الإسلام قد انتشر بحد السيف في المعمورة). وشددت رجبي قائلة: إن تصريحات البابا (سيئة الصيت) ضد الإسلام جاءت كرد فعل على تصريحات خاتمي في أمريكا. واتهمت رجبي خاتمي بأنه لا يقبل الانتقاد وعندما انتقدته إبان فترة رئاسته تم منعها من التدريس لمدة خمس سنوات في إحدى الثانويات بطهران. وجاءت تصريحات رجبي بعد موجة من الانتقادات التي وجهت لها في المقال الأول الذي جاء فيه (إن خاتمي بوصفه المنفذ الرئيس للإصلاحات بزيارته لأمريكا يتسلّم مكافأته من الأمريكيين خاصة من البيت الأبيض على مساعيه مدة ثمانية أعوام)، حيث استنكر (سيد رضا اكرمي) العضو البارز في رابطة علماء الدين (روحانيت) لهجة رجبي قائلاً: (إن السيدة رجبي تستخدم حيال الأفراد لهجة ليست عقلانية ولا شرعية ولا أخلاقية ولا عملية). ووصف كتابات رجبي بأنها مليئة بالإهانات والاتهامات. وأضاف: (إن أسلوب السيدة رجبي هذا يخالف بالتأكيد الشرع والإنصاف والأخلاق). وقال اكرمي (إن كتابات زوجة الهام هي إهانة للشعب، لأن الشعب الإيراني انتخب السيد خاتمي مرتين لرئاسة الجمهورية بنسبة كبيرة. وعليه إذا كان (خاتمي) عميلاً لأمريكا فلماذا تم انتخابه رئيساً للشعب مرتين؟) وقال (إن ما كتبته فاطمة رجبي (إهانة للمرشد خامنئي) وقال: إن قائد الثورة قد صادق مرتين على حكم رئاسة جمهورية السيد خاتمي وأبدى تأييده وعنايته مراراً وعليه فإن لهجة السيدة رجبي تجاه السيد خاتمي هي قطعاً إهانة ل(خامنئي). من جانبه اعتبر محسن رضائي (الأمين العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام) حول ما كتبته فاطمة رجبي زوجة المتحدث باسم الحكومة ضد محمد خاتمي: بأنه سياسة إيران باتت بعيدة عن القيم، وقال (في رأيي أن الأجنحة السياسية يجب أن تبادر إلى إعادة النظر في سلوكها وتعاملها تجاه هذا الموضوع والموضوعات التي استجدت في الأعوام الماضية وتردم الهوة التي حصلت وتزداد عمقاً اليوم بين السياسات والقيم في إيران).
وحذَّر رضائي من سقوط أركان الثورة)، وقال رضائي القائد السابق للحرس الثوري الإيراني: إن الحادثة الأخيرة (مهاجمة السيد محمد خاتمي) أيضاً هي من ذات الحوادث التي حصلت، وأرى أن يعاد النظر بشكل أو بآخر في التعامل بين الأجنحة السياسية). وقال (إن الثورة الإيرانية قامت على أسس أخلاقية وفكرية وكان انفصال السياسة عن القيم والشعب الهاجس الأول في الفترة الماضية، فيما الهاجس اليوم هو انفصال السياسة عن القيم والنخبة. والمؤسف أن انفصال السياسة عن القيم كان موجوداً في كل فترة، وكانت فاطمة رجبي قد قامت بتأليف كتاب أطلقت عليه اسم (الرئيس نجاد معجزة الألفية الثالثة) والحقيقة أن الكتاب يشرح طريقة وصول الرئيس نجاد إلى السلطة وقالت السيدة رجبي إن الكتاب يسرد وصول أحمدي نجاد إلى السلطة في انتخابات يونيو. والكتاب بعنوان (أحمدي نجاد: معجزة الألفية الثالثة)، وأنه يمثِّل قناعات شخصية وليس حزبية وقد حقق الكتاب رقماً عالياً في المبيعات للعام الحالي في سوريا. والسيدة فاطمة رجبي تعمل أستاذة للعلوم في ثانويات طهران ومحررة لصحيفة يا (لثارات) لسان حال حزب الله إيران، ورغم اعتذار والدها للرئيس خاتمي وكذلك اعتذار زوجها أمام الصحفيين ومطالبته السلطة القضائية بالتحقيق إلا أن فاطمة رجبي التي تعد من المتشددات في حزب الله تواصل هجومها على الإصلاحيين وتعتقد أن فكرة حوار الحضارات هي خرافة لتمييع القيم الإسلامية وأن عهد خاتمي كان عهداً بعيداً عن الإسلام، ويعتقد مراقبون بأن الشارع الإيراني منقسم في الظرف الراهن ما بين أنصار أحمدي نجاد وخامنئي من جهة وأنصار خاتمي ورفسنجاني من جهة أخرى ويسعى فريق رفسنجاني للسيطرة مجدداً على مقاليد الحكم في إيران من خلال انتخابات مجلس الخبراء في الخريف ويحاول رفسنجاني طرح أفكار جديدة حول ولاية الفقية والسلام في المنطقة وقد اطلقت فاطمة رجبي على جبهة خاتمي رفسنجاني كروبي بأنه مثلث اللؤم.