Monday 25th September,200612415العددالأثنين 3 ,رمضان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"دوليات"

أضواء أضواء
استباحة العراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر

في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك سقط ستون عراقياً بعد استهدافهم من التكفيرين والمليشيات الطائفية.
التكفيريون أوقعوا أكثر من ثلاثين قتيلاً في مدينة الصدر، حيث فجروا صهريجاً وسط المدينة في وقت كان عدد كبير من المواطنين العراقيين الأبرياء يتجمهرون حول الصهريج لأخذ حاجتهم من الوقود الذي يستعمل بكثرة في هذا الشهر الكريم.
في الليل نشطت عصابات المليشيات، إذ قامت في الصباح بتوزيع حصيلة إجرامهم الليلي، ووزعوا رؤوس الضحايا الذين قاموا بقتلهم بطريقة بشعة، إذ قطعوا رؤوس البشر بعد تعذيبهم، وهكذا عثر على رؤوس عشرة رجال ألقاها مسلحون ملثمون وسط الباعة وزبائنهم في السوق الشعبية في مدينة بيجي القريبة من بغداد. وفي مدينة تكريت تكررت العملية، حيث عثر على رؤوس تسعة رجال.
وهكذا يقتل أكثر من ثلاثين بتفجير إرهابي في مدينة الصدر الشيعية. ويذبح في الليل عشرة في بيجي، وتسعة في تكريت، وهما مدينتان سنيتان.
أسلوب واضح لإشعال الفتنة الطائفية التي - للأسف الشديد - أصبحت واقعاً لا يمكن إنكاره في العراق، وبعد أن كان السنة والشيعة متجاورين متحابين أصبح كل واحد منهم يتربص بالآخر، وأصبح الذبح على خلفية الانتماء الطائفي ظاهرة في مدن العراق كلها تغذيها أجهزة المخابرات الأجنبية التي انتشرت حتى في المدن الصغيرة، وشكلت لها مليشيات طائفية تحصل على الدعم والمساندة والتوجيه.
تذكر الأنباء القادمة من العراق أن الموساد الإسرائيلي أقام مكاتب له في معظم المدن العراقية تحت واجهات عدة من مكاتب وشركات عقارية إلى شركات الأمن الخاصة وغيرها من الأعمال التي يتخطى خلفها جواسيس إسرائيل الذين بدأ نشاطهم من شمال العراق بعد حرب الخليج الثانية، ومن أربيل معقل مسعود البرزاني، ومن عام 1991م بدأ الموساد نشاطه ليواصل انتشاره حتى عم المدن العراقية كافة، حيث ينشط عملاؤه في تحريك الفتنة الطائفية التي وجدت من يستجيب لها من الطائفتين السنية والشيعية، فعند أهل السنة نجح التكفيريون في اختراق الجماعات السنية التي تركت مواجهة قوات الاحتلال الأجنبية وتخصصت في استهداف العراقيين الشيعة.
وعند الشيعة شكلت الأحزاب الشيعية مليشيات ضمت مجرمين ورجال مخابرات من دولة أجنبية مجاورة للعراق تخصصت في اختطاف العراقيين السنة وذبحهم بعد تعذيبهم والتمثيل في جثثهم ثم رميهم في الصباح رؤوساً مقطوعة، وجثث ممثل بها في الأنهار وعند ضواحي المدن، وأخيراً وسط الأسواق لزيادة الرعب.
وقد وصل عدد إحدى المليشيات هذه إلى مئة ألف عنصر تابعة لحزب عبدالعزيز الحكيم كما ذكر سياسي عراقي في لقاء تلفزيوني ما يحول هذه المليشيا إلى جيش إرهابي يخطط له رجال مخابرات دولة أجنبية وضحاياه من أبناء العراق.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved