Monday 25th September,200612415العددالأثنين 3 ,رمضان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

يارا يارا
عبد الله بن بخيت

((يهودية من اليمن عصفت بحياة شاب سعودي قرابة خمسة أعوام، فمنعته من زيارة أهله ومنعته من النظافة وجعلته يطارد الكلاب وينام في البيوت المهجورة والمقابر. وقبل أن تذهب بك الظنون بعيداً اعلم أن هذه الأنثى ليست من بنات حواء ولكنها من الجن)).
ولكي لا تذهب بك الظنون بعيداً أخي القارئ اعلم أن هذه المقدمة ليست مطلع قصة ساخرة أو توطئة لنكتة تقوم على توظيف الخرافات، وإنما هي مقدمة لتحقيق صحفي نشر في هذه الجريدة بتاريخ 7-9-2006م، يكشف فيه الصحفيان اللذان تابعا القضية أن هناك رجلاً سكنته جنية (يمنية يهودية) وليست سعودية ولله الحمد دفعته للسكن في مقبرة السبالة.. طبعا القصة تنتهي كما تنتهي هذه القصص في العادة. يأتي مَن يقرأ عليه وتتحدث الجنية بلسان المريض وتزود المقرئ بالمعلومات الضرورية. ثم تخبر المقرئ وهي صاغرة كيف دخلت في المغدور ومَن وضع السحر. وتدله على الأدوات المستخدمة والتي لا تخرج عما نسمعه كل يوم (طلاسم وعقد وأوراق وشعر الخ) وأين خبئت هذه الأدوات إلى آخر الحكايات المكررة المتبعة لترويج مثل هذه الخرافات.. الاختلاف البسيط في هذه القصة أن المرأة المتهمة بوضع السحر هذه المرة سعودية وليست خادمة إندونيسية كما تعودنا دائماً. أما التطوير اللافت الذي آثار إعجابي فيكمن في أن الجنية المتهمة التي سكنت في المواطن الكريم كانت يهودية من اليمن وليست (حي الله جنية).
التقرير جاء بالألوان وعلى ثمانية أعمدة وباللون الأحمر الفاقع مدعوما بصور أبطال القصة (بما فيها صور للصحفيين) باستثناء صورة الجنية اليهودية. لا أفهم لماذا تنشر صور أبطال القصة بشمغهم وثيابهم القصيرة ويهمل التقرير صورة الجنية اليهودية التي تمثل البطلة المحورية. كان يمكن أيضاً أن تكون القصة متماسكة وقوية لو أن التقرير أشار إلى الطريقة التي وصلت بها هذه اليهودية إلى السعودية، فالتاريخ لم يخبرنا أن اليهود استخدموا المكانس في تنقلاتهم.
الشيء الخطير أن التقرير لم يشر إلى أين ذهبت الجنية بعد أن خرجت من الرجل. هل عادت إلى اليمن أم هاجرت إلى فلسطين وانضمت إلى البغاة أم بقيت في السعودية؟، والاحتمال الأخير كان يجب أن يأخذ أهمية كبرى في التقرير. فبقاؤها في المملكة قد يدفعها إلى الدخول في مواطن آخر من بينهم أصحاب الصور المنشورة مع التقرير وخاصة الصحفيين. بصراحة ترددت كثيراً قبل كتابة هذا المقال خشية أن تضع جسدي في قائمة مستضيفيها. لكن من حسن حظي أني لا أنشر صورتي مع المقال وهذا يجعلها تهلك قبل أن تتعرف على شكلي ثم تسقط فيني. هناك احتمال أن تقرأ المقال وتشاهد صوري مع الردود التي سوف تنشر في عزيزتي الجزيرة، إذا عرفنا أن الهيئة طرفا في الموضوع؛ لذا قررت من باب الحرص والاطمئنان أن أتجنب المرور من جنب مقبرة السبالة. وأفكر أيضا أن أكف نهائيا عن الذهاب إلى البطحاء والمرور من جانب مركز هيئة الأمر بالمعروف هناك. فالتقرير هو في الأصل صادر بالكامل عن هيئة الأمر بالمعروف، وليس للصحفيين من فضل سوى نشر صورتيهما وتعريض نفسيهما لانتقام الجنية اليهودية. والقصة هي استكمال لحكايات الجن والسحر التي تتحدث عنها الهيئة بكثرة هذه الأيام، مثل الساحرة الإفريقية التي شاهدها رجال الهيئة بأعينهم تحلق وتنتقل من بيت إلى بيت في المدينة المنورة. يلاحظ في الآونة الأخيرة أن تركيز الهيئة على الجن زاد، لعلها إن شاء الله خطة لترك الإنس في حالهم والتفرغ للجن ومشتقاتهم.

فاكس 4702164

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved