فرض الله شهر رمضان لحكم عظيمة، وأسرار بالغة، حيث قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
عزيزي القارئ: إن للصيام آداب منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب فمنها النية فلا شك ولا ريب أن شهر رمضان يحتاج إلى نية، فينوي في أول الشهر نية صيام شهر رمضان امتثالا لأمر الله وطلبا لمرضاته لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بالنيات) ومن الآداب الإمساك عن المفطرات: (الطعام والشراب والجماع).
ومن الآداب البعد عن كل ما ينقص الصوم من كذب وغيبة ونميمة وسباب واستماع للأغاني، حيث اختار ابن حزم - رحمه الله - أن الصوم يبطل بكل معصية فعنده أن من اغتاب وهو صائم فسد صومه وإن كان الجمهور على خلافه.
وقد سن النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن شتم قوله جهرا (إني صائم).
ومن الآداب المستحبة الإكثار من تلاوة القرآن والذكر والصدقة.
وكذلك السحور والسنة فيه التأخير إلى قبيل الفجر.
ومن الآداب تعجيل الفطور إذا تبين غروب الشمس المحقق.
ومن الآداب الحرص على الدعاء عند الفطر، حيث ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المرفوع عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: (ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حين يفطر). وقد ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - من حديث عبد الله بن عمر أنه كان يقول عند فطره ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله). تقبل الله منا ومنكم الطاعات.
عبد الرحمن بن عبيد السدر - مدير إدارة التوعية والتوجيه بهيئة عرجاء
|