سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الغراء - سلمه الله -..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
أشير إلى ما يكتب في الجزيرة بين الحين والآخر عن السياحة في بلادنا وفي الكثير من وسائل الإعلام الأخرى وذلك من منطلق الاهتمام بالسياحة وتطويرها وإزالة أسباب المعوقات لها.
وحيث إننا اعتدنا في كل عام أن يأخذنا الحنين والاشتياق إلى الاستمتاع بالسياحة داخل وطننا الغالي (المملكة) وذلك أثناء عطلة المدارس السنوية التي توافق فصل الصيف، ويزيدنا اشتياقاً وانجذاباً لها، ما نسمعه ونقرؤه من أن هناك اهتماماً وتطويراً بأماكن السياحة عموماً والمصائف على وجه الخصوص، ويمضي العام تلو العام وتمضي السنون ونذهب للمصائف، ولكن لا نجد على أرض الواقع ولو شيء قليل من التقدم نحو الأفضل، إلا في المزيد من الارتفاع في إيجارات دور السكن (الشقق والغرف) ويصاحب ذلك هبوط كبير في النظافة نظراً لبعد عين الرقابة.
ولعل أسعار الشقق والغرف تجاوزت كل التوقعات في مكة المكرمة لكثرة المعتمرين من السياح وذلك أثناء عطلة الصيف وتزداد ضراوة في شهر رمضان المبارك وبالذات في العشر الأواخر، ومكة المكرمة لها النصيب الأوفر من المباني المتهالكة وسوء النظافة وعدم توفر وسائل السلامة.
فالذي اعتاد أن يزور المصائف في كل عام وتحديداً الطائف يجد أنه ليس هناك تحسن في كثير من الأماكن، ومثال على ذلك متنزه الردف الذي أصبح ميداناً لأصحاب الدبابات والخيول والإبل التي عليها هوادج، فالدبابات تشكل خطورة على حياة المتنزهين وتقلق وتزعج العوائل لأنها تسير بسرعة جنونية وبعشوائية وفوضى داخل الأماكن المخصصة للجلوس، فالجلوس وسط ضجيج الدبابات وتحركاتها العشوائية يعتبر نوعاً من المغامرة بالنفس، لأن الذين يقودونها شباب من صغار السن أتوا من أجل أن يلعبوا بها وتنقصهم المهارة في قيادتها، علاوة على تلويث الجو بالغبار والدخان، مما يحتم وجودها داخل مضامير.
كما أن المظلات الحديدية الموجودة على طريق الوهط والوهيط بحاجة إلى إعادة النظر فيها، فصاحب العائلة لا يستطيع أن يترك عائلته تجلس بها لقربها من الطريق العام.
ومن المعلوم أن السواح من أبناء المملكة في كل عام ينقسمون إلى قسمين فمنهم من يتجه إلى خارج المملكة والبعض يبقى داخلها، وبعد انتهاء فترة السياحة ويتقابل الكل، فان الحديث يدور حول المشاهد والمتعة وتكاليف الرحلة (المصاريف) داخل المملكة وخارجها وبالمقارنة فإن تكلفة الرحلة خارج المملكة تكون أقل منها في الداخل؟! وذلك بسبب ارتفاع الأسعار هنا التي ترك لأصحابها حرية التحكم بالسائح نظراً لعدم وجود جهات مسئولة تشرف وتراقب.
ومن هنا فإنه من المفترض أن يتم تخصيص لجان لتقوم بوضع ضوابط وتسعيرة للشقق وتذاكر دخول أماكن التسلية والترفيه الخاصة، وإبراز التسعيرة في لوحات عند أبواب الدخول وصالات الاستقبال تتوفر فيها أرقام هواتف الجهات المعنية التي تمكن السائح من الاتصال بها عند الضرورة.
وليس هناك من شك، بأن السياحة داخل المملكة، أفضل بكثير من خارجها، وذلك لعدة أسباب منها: كثرة وتعدد الأماكن السياحية ذات الأجواء اللطيفة والمناظر الجميلة الخلابة والأماكن الأثرية والتراثية التي تخلو من كل ما يمس بالعقيدة كالأوثان والتماثيل (الأصنام) وغيرها.
وبلادنا غنية بجميع أنواع وألوان مكونات الطبيعة كالبحار والجبال والأودية والرمال والصحاري والسهول والأشجار والأعشاب، ولا يغيب عن البال أن المملكة هي قبلة العالم الإسلامي.
فإذا توج السائح رحلته بعمرة وزيارة لمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يكون قد كسب الاثنين العبادة والسياحة، وبالتالي ساهم في تعزيز اقتصاد وطنه.
عبدالله بن حمد السبر ص.ب 32010 الرمز 11428 الرياض |