* رحم الله خالد الغانم وأسكنه فسيح جناته لقد رحل في هدوء كما كان يفعل دائما حين يرحل من التمرين دون سابق إنذار ومن البيت ومن الاستديو ومن المعسكر ومن الدنيا كلها!!
* لقد كان عبقريا مبدعا لا يضره إن سار على نهج كل العباقرة والمبدعين بمزاجيتهم وانكفائهم لرغبات أهوائهم.
* لكنني أخاف أن نبوء بإثمه!!
* فقد كان الغانم بمرضه يبلغ منا معاذيره.
* معاذيره حين أنذرنا بمرضه إلماحا.
* ثم تصريحا.
* ثم شدد ونادى واستنفد طرقه معنا.
* أقصد مع إعلامنا الناكر للجميل الغافل عن الصنيع.
* لا أدري ماذا دهانا ولماذا كل هذا التجاهل؟
* لقد أعادني رحيل الغانم أكثر من عشرين عاما للوراء عندما كنت طالبا في المرحلة الابتدائية أحمل الحقيبة الزرقاء وأجعل كتاب القراءة مساحة زرقاء وأزين جيبي بقلم تتربع عليه الألوان الزرقاء!!
* أتذكر ربع نهائي كأس الملك عام 1402هـ.. الهلال والشباب يلتقيان هذه المرة.
* أتذكر كيف طردني مدرس العلوم من الحصة الأخيرة لسوء سلوكي فقد فسره أستاذنا بحديثي مع صديقي عن ماذا سيفعل الغانم ورفاقه في ذلك اليوم؟
* انتظار شوق أو شوق انتظار لكنها حقيقة والطفل الأزرق في داخلي يكبر دون أن أدري.
* وحان اللقاء وتأخر الهلال بهدف وجاء الرمق الأخير.. والرمق الأخير لا يذر إلا المبدعين.
* وصاح أحدهم: ألا ترون الغانم يتمخطر هناك أعطوه الكرة؟
* وعند الدقيقة الأخيرة من الوقت الضائع فإذا بصاروخ متمرد ينطلق من قدم مهارية زرقاء استطاعت ترويض الكرة قبل قذفها وعندما عانقت الشباك التوت الأعناق لمعانقة الفرح فكان خالد الغانم.
* أجل إنه خالد الغانم الذي أردى الشباب في الوقت الضائع وعاد ليجهز عليه وزملائه بركلات الترجيح ليكون الهلال بالغانم بطل الكأس آنذاك.
* لم تنم الرياض ولم أنم أنا حتى اشتريت قميصا يحمل رقم الغانم؟
* لا أعرف إن كان الآخرون يحتفظون في دواخلهم ببعض الوفاء لهذا النجم لكنه حقيقة يجب أن نسلم بها وندعو له بالمغفرة.
إعلام ما قبل الانتصار!؟
* يؤلمني كغيري مستوى التعامل الإعلامي العربي مع جميع الإنجازات العربية الأخرى قبل تحقيق الإنجاز حتى لو كانت تلك الانتصارات قد اغتصبت من فم الأسد.
* وأظن والله أعلم أن تلك الحالة هي حالة تشخص مستوى الوعي والإدراك لدول العالم الثالث التي ترزح تحت وطأة اللاإرادة أو طموح اليأس ولعل أكبر دليل عربي على ذلك هو ما تحقق لأبطال العالم من ذوي الاحتياجات الخاصة بحصولهم على كأس العالم دون أن يتوافق هذا الإنجاز مع تغطية إعلامية تواكب مستوى الحدث حتى أن التغطية تم تجاهلها تماما منذ بداية مشواره العالمي قبل تحقيق الكأس رغم النتائج المذهلة لمنتخبات سبقتنا بكثير.
* ولعل نتيجة الكأس ألقت بظلالها على الإعلام في طريقة الطرح وقدرات المواكبة وكيفية التعامل مع إنجاز الوطن فكانت تغطية على استحياء وذكر لنتائج على مضض وكان العذر أسوأ من الفعل بالتحجج بعدم عرض مباريات بطل الكأس.
* هذا الدرس القاسي الذي لقنه أبطال العالم من ذوي الاحتياجات الخاصة يجب ألا يمر مرور الكرام على القائمين على إعلامنا الرياضي وأن نكون أكثر مرونة وتفاعلا بل وحضارة في كيفية التعامل مع رياضة الوطن المختلفة بغير كرة القدم المحلية فهي جزء من رياضتنا الوطنية شئنا أم أبينا.
بالإشارة
* المشروع الاستثماري الاتفاقي الجديد عنوان أكيد على قدرة الاستثمار وتنوع الموارد وليت الجميع يستفيد من هذه الخطوة كما هو سابقة الشباب.
* تكريم مبارك الناصر من مدير القناة خطوة تحسب للقناة الرياضية.
* خروج ممثلي الوطن من البطولات الآسيوية والخليجية يؤكد أن هناك خللا يجب إصلاحه.
* تكريم أستاذ الجميع (تركي الناصر السديري) بجائزته الأخيرة يجب أن يكون عاما، وليس خاصا.
* أظن أن الجمجوم وقع في مطب فك الأسد فهل سيستطيع الخروج منه؟
* أظن أن الهلال سيدخل مرحلة كان سيكون في غنى عنها لو تبصر فيما هو مقدم عليه جيدا.
* النظرة الدونية لسعد الحارثي ستلقيه في غياهب النسيان.. تذكروا ذلك جيدا.
* أين لاعبو الهلال القدامى من العمل الإداري؟ وأين خطط الهلال في الاحتفال باليوبيل الفضي؟
* يا لها من قناة إخبارية تغط في سبات عميق وهي تجعل من المهمشين والأميين عناوين وضيوفا لحلقاتهم الرياضية الباهتة وعش دهرا ترى عجبا.
أنادي
* كل عام وأنتم بخير.
|