* جدة - حمود البقمي:
لا تزال الخسارة المؤلمة التي مُني بها الفريق الاتحادي أمام الكرامة في (حمص) والتي أضاعت حلماً كبيراً كان قريباً من نمور الاتحاد بتحقيق إنجاز ثلاثي متتال بتحقيق الكأس الآسيوية والوصول للمرة الثانية على التوالي إلى مونديال أندية العالم لولا ضياع مباراة الكرامة التي لا تزال ردود الأفعال الاتحادية حولها مداراً للبحث والنقاش وموجهين سهام الغضب وتحميل المسؤولية لأكثر من شخص إداري وفني ولاعب.
وبنظرة لوضع الفريق الاتحادي يتضح فعلاً أن هناك أسباباً ومسببات اتحادية هيأت الفريق لتلقي هذه الخسارة الكبيرة والمؤلمة ومنها.
معسكر فرنسا
رغم تقييم الإدارة وحرصها التام على ما يدور داخل المعسكر وتضخيم صورة النجاح إلا أن المعسكر كان في غالب فتراته نزهة وترفيه للاعبين وإلا فماذا يعني مغادرة البعثة كل يومين من الضاحية الفرنسية التي تحتضن المعسكر إلى العاصمة السويسرية (جنيف) وكذلك كان لمدرب الفريق خليلوفيتش الدور الأكبر في اختيار موقع المعسكر بهدف البقاء أطول وقت مع أسرته المقيمة هناك، ثم ماذا جنى الفريق من أغلب لاعبي الفريق الذين كانوا ضمن البعثة؟ وأين هم الآن: خميس العويران وعلي سهيل ومسفر القحطاني وعبد المجيد الطارقي وسعيد الودعاني مما يؤكّد أن المعسكر رحلة ترفيه لفريق لم يعد لاعبوه بجديد سواء فنياً أو لياقياً.
غياب رئيس النادي
منذ انطلاقة الموسم الرياضي الجديد ودخول الفريق معترك مبارياته المحلية والدولية ظل منصور البلوي بعيداً عن النادي وفريق كرة القدم إلا في مباراة الكرامة التي أقيمت بجدة وحضوره في اليوم التالي اجتماع أعضاء الشرف ثم غادر في رحلة دون أن يشارك في تهيئة اللاعبين لمباراة الرد المهمة أمام الكرامة (بحمص) والتي تعرض الفريق فيها لضغوط كانت تحتاج وجود رئيس النادي وخصوصاً أن لاعبي الفريق حظوا في الموسمين الماضيين بحضور مكثف من منصور البلوي ساعدهم على تقديم مستويات رائعة وتحقيق إنجازات عربية وقارية وعالمية بفضل الدعم المعنوي من البلوي والدعم المادي الذي لا يزالون يتدغدغون في نعيمه إلا أنه بشكله الحالي يعتبر دلالاً ولكن بوجود الدعم المعنوي إلى جانبه يعتبر تحفيزاً وهو ما ينقصهم حالياً ووضح تأثيره أمام (الكرامة).
المدرب خليلوفيتش
لا يختلف اثنان على عالمية ومكانة الفرنسي خليلوفيتش وشخصيته القيادية الصارمة التي حقَّق بها تاريخاً وإنجازات مع عدة فرق وكانت مطلوبة وناجحة مع الفريق الاتحادي لو وجد الرجل إدارة تسانده وتفرض قراراته على اللاعبين إلا أن الرجل اصطدم بعقليات لا تحبذ الانضباط والرضوخ للقرارات التصحيحية على حساب هيمنتها وتحقيق الانفرادية في كل شيء. ورغم ذلك لا يزال خليلوفيتش مدرباً قادراً على قيادة الاتحاد متى وجد المساندة والدعم الإداري فقط.
إدارة الكرة
تظل إدارة الكرة بنادي الاتحاد للفريق الكروي الأول والمتمثلة في حمد الصنيع ودورها ضلعاً مفقوداً بين أضلاع البناء لأنه ورغم الصلاحيات الكبيرة التي منحها رئيس النادي للصنيع والتي لم تتوفر لسابقيه ولن تتوفر لمن يأتي بعده ظل دوره سلبياً، بل مؤشراً سلبياً ولذلك لعدم قدرته على مجابهة بعض اللاعبين وفرض النظام عليهم سواء داخل المعسكرات أو أثناء المباريات، بالإضافة لتفرغه التام لاختلاق المشكلات مع الإعلام المرئي والمقروء سواء داخل النادي أو أثناء المباريات وأيضاً مع الجماهير الاتحادية داخل النادي وإصراره التام على عزل اللاعبين أثناء التدريبات عن مقابلة الصحافة والجماهير التي كانت تشحن الحماس في لاعبي الفريق أثناء التدريبات بطريقة لا يجيدها الصنيع وكانت وقوداً للفريق طوال السنوات الماضية وساهمت في تحقيق الفوز والبطولات العديدة للاتحاد خصوصاً أن الجمهور الاتحادي يضم شرائح متعددة تضم خبرات كروية تمتلك الخبرة التي تفوق خبرة الصنيع اللاعب المغمور الذي لا يحفظ في سجله سوى بشوط واحد أمام النصر من سنوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة كلاعب للفريق الأول، مما يؤكّد حاجة الفريق لقدرات اتحادية تمتلك الخبرة الكافية في قيادة الفريق على شاكلة خالد سلطان وجمال فرحان وأحمد جميل وفائز الشمراني إداري الفريق الأولمبي الحالي أو منح الفرصة الكاملة للإداري المحبوب من جميع اللاعبين حامد البلوي.
مستقبل الفريق
يمتلك رئيس النادي منصور البلوي القدر الكبير من الحنكة الإدارية والحب بإخلاص للشعار الاتحادي والقدرة المالية على إعادة الفريق لإبداعات الموسم الماضي إذا عاد منصور الموسمين الماضيين بحماسه وتواجده أو إذا غربل جهازه الإداري وسلَّم الراية لجهاز جديد يعوِّض غياب البلوي المفروض عليه بأعماله الخاصة وتجديد الثقة في الجهاز الفني مع قيادة إدارية تمتلك الخبرة الفنية والإدارية وفتح المجال أمام الجماهير للالتقاء باللاعبين وإلغاء قرارات الصنيع التي عزلت اللاعبين عنهم.
|