هذه المرة عن طريق حامل اللقب الآسيوي، والفريق الحائز أكثر من غيره على كم هائل وغير مسبوق من التسهيلات والقرارات الداعمة له والمتعاطفة معه، وجدت الكرة السعودية نفسها أمام مأزق صعب وجديد يجعلها مجبرة أكثر من أي وقت مضى على مراجعة حساباتها ومعرفة بالضبط ما لها وما عليها..
ليست مصادفة أو من باب سوء الطالع أن يخسر ممثلو الوطن الشباب ثم الاتحاد بنتيجتين من النوع المهين، وإنما بسبب ما تعانيه وتمر به الكرة السعودية عموماً، وهما بصورة أو بأخرى نتاج طبيعي لأوضاع سيئة وممارسات خاطئة تتعلّق بالتحكيم المحلي وبرامج الاتحاد وقراراته وتخبط لجانه التابعة له، ومثلما ينعكس ذلك على أداء ونتائج المنتخبات فهو كذلك يؤثِّر سلباً على الأندية صغيرها وكبيرها وعلى مستوى مشاركاتها وقوة منافساتها داخلياً وخارجياً. قلناها بعد ألمانيا وعقب كارثة الشباب ونكرّرها اليوم بعد فضيحة الاتحاد، نحن أمام مؤشرات صحيحة لا تخطئ ولا تجامل تؤكِّد أننا في حالة انهيارات عنيفة تستدعي التدخل السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يكون ضرباً من المستحيل..
أعداء الاتحاد
أتذكَّر أن الكاتب الاتحادي المعروف الزميل نبيه ساعاتي كتب قبل حوالي سنتين مقالاً حذَّر فيه الاتحاديين من مغبة تهميش وتطفيش إدارة البلوي ومحاربتها لرموز الاتحاد وأعضاء شرفه ورؤساء النادي السابقين، مستغرباً من عملية نزع صور الرؤساء التي كانت موزعة على ممرات النادي، كما أبدى استياءه وقتها من عدم عقد أي اجتماع لهيئة أعضاء الشرف لترشيح رئيس للهيئة بديل عن الراحل الدكتور عدنان جمجوم رحمه الله.. وأتذكّر أنني علقت آنذاك على ما طرحه الساعاتي لثقتي وإعجابي بما كتبه لأنه نابع من إنسان له قيمته ومكانته وقبل ذلك اطلاعه وقربه مما يدور في الاتحاد، ولأنني كنت أتفق معه على خطورة ما سوف يتعرض له العميد لاحقاً نتيجة لسياسة التفرّد ومصادرة نجاحات وإنجازات وتضحيات الكثير من رموز ورجال الاتحاد وصنَّاع مجده على مدى تاريخه الطويل..
اليوم وبعد ما حدث لرئيس الاتحاد ومهندس النقلة الذهبية والمرحلة التطويرية طلعت لامي وما قيل عنه من عبارات مهينة وإساءات لا تليق بصغار المشجعين، تأكّدت قراءة ومخاوف نبيه ساعاتي، كما أثبتت الحملة الأخيرة ضد اللامي أن هنالك شبكة من المطبلين والانتهازيين لا يكتبون من أجل مصلحة الاتحاد ولا يدافعون عن حقوقه ومكاسبه وتاريخه وإنما يهدفون أولاً وأخيراً إلى تحقيق مصالحهم الشخصية من خلال تلميع صورة الرئيس ومهاجمة كل من تسوِّل له نفسه انتقاده أو الاعتراض على طريقة إدارته، بغض النظر عن صفة هذا الناقد وعن انتمائه وسيرته مع ناديه الاتحاد..
الآن باتت اللعبة مكشوفة، وثبت أن هنالك عملية اختطاف للاتحاد النادي والكيان والاستحواذ على تاريخه ومقدراته وجماهيره من قِبل فئة بعينها تحارب وتعادي كل من يخالفها ولا يتفق مع سياساتها حتى لو كان اتحادياً بحجم ومكانة وعراقة وشعبية طلعت لامي..!!
الكرامة كشف المستور
امتداداً لنفس المخاوف وذات القراءة، جاء الفريق (الحمامصي) المغمور (الكرامة) ليقول للاتحاديين قبل غيرهم: ها هو فريقكم العالمي المنفوخ يتحوّل إلى نمر من ورق، وها هي النتيجة الطبيعية لأساليب تهويله وتدليعه وغطرسة مسيريه والمدافعين عن أخطاء وكوارث وتجاوزات إدارته.
الاتحاد بسمعته وبطولاته ونجومه ما كان ليتعرض لهذه الفضيحة ويخرج بهكذا نتيجة تاريخية مذلة له وللرياضة السعودية عموماً، إلا لأنه يُدار بعقلية أصبحت عاجزة وغير مؤهلة لإدارة العميد وبناء مستقبله وتحقيق أحلام وطموحات جماهيره..
السقوط الاتحادي الأخير كشف حاجته إلى إعادة هيكلة إدارته وغربلة أسلوبه وتوجهاته وتعاملاته مع نفسه والآخرين، وإذا لم يكن هناك اعتراف بهذا الواقع، فإن مزيداً من الإخفاقات ستكون بانتظاره محلياً وخارجياً..
خلاص لم تعد الجماهير الاتحادية تتقبّل أوهاماً أخرى جديدة تصنعها وتمرّرها وتروِّج لها أقلام تهدم ولا تبني، تكتب بمداد الكذب والنفاق، وتزرع بذور الشر والتعصّب والإيذاء.. ليكون الاتحاد في النهاية هو المتضرر والخاسر والجاني على نفسه..!
الدرعى ترعى
(لأسباب خارجة عن إرادتنا قرَّرت قناة الجزيرة الرياضية الانسحاب من باقة ART، نعتذر عن ذلك القطع..)..
هكذا ببساطة وبلا مقدّمات ودون أي تحمّل لمسؤولياتها وواجباتها وضرورة احترامها لمشاعر عملائها برّأت(ART) نفسها وتخلّصت من التزاماتها، وهكذا ببرود عجيب تجاوزت إشكالية صعبة ومعقدة تسبّبت في خسارة آلاف المشتركين ورفعت ضغطهم وأحرقت أعصابهم نتيجة لانقطاع قنوات الجزيرة الرياضية المشفرة وهي بالمناسبة القنوات التي اضطرت الكثيرين للاشتراك في باقة (ART) باعتبارها وحدها التي تنقل حصرياً أهم وأقوى وأشهر المنافسات الكروية العالمية (الدوري الإيطالي والإسباني)، وبالتالي فإن انسحابها من ART جعل الأخيرة باهتة ومملة وعديمة الفائدة..
هذا الموقف المحرج والإجراء الفوضوي، وبعيداً عن الخوض في ملابسات وأسباب هذا الانسحاب وظروفه وتفاصيله بين المحطتين، إلا أنه بآثاره وتداعياته يدفعنا إلى طرح العديد من الأسئلة، من يحمي المشتركين من تلاعب هذه القنوات؟! ومن يعيد إليهم حقوقهم؟! وهل تعمل داخل المملكة بصورة نظامية وهل لديها فسح أو تصريح رسمي يسمح لها بذلك في الوقت الذي ما زالت فيه أجهزة استقبال البث الفضائي ممنوعة، كما أن دخولها وبيعها وانتشارها في المملكة يعد مخالفاً للأنظمة والتعليمات الرسمية في هذا الشأن..؟! وما هي الجهة الرسمية المخولة والقادرة على معالجة مثل هذه الإشكالية طالما أن وجود هذه القنوات وأجهزة استقبالها ليس نظامياً؟! وإلى من يلجأ المتضررون والمطالبون بحقوقهم المالية والأدبية في ظل غياب الجهة المسؤولة والمعنية مباشرة بهذا الأمر..؟! وهل تتوفر عقود معتمدة وموثَّقة وسارية وقانونية ملزمة لكل الأطراف أم أنها مجرد أوراق شكلية لا معنى ولا قيمة لها..؟!
أسئلة منطقية تجعلنا نطالب أولاً بضرورة ضبط وتنظيم انتشار محلات بيع أجهزة استقبال القنوات الفضائية وكذلك تسويق بطاقات التشفير، بحيث تعمل تحت مظلة رسمية وضمن شروط ومواصفات جهة رقابية مثل وزارة الثقافة والإعلام، إضافة إلى أهمية أن تلتزم بهذه القواعد والتشريعات أية قناة تحتكر الدوري السعودي أو بطولات ومباريات المنتخب أو تلك التي تتعامل مع المشاهد السعودي عبر بطاقات أو أجهزة التشفير، كي تتوفر للمشتركين الحماية الكافية من أي تلاعب بأعصابهم ومشاعرهم أو سرقة لأموالهم.. ومن أجل أن تعمل وتبيع وتتعامل وفق أنظمة رسمية واضحة بدلاً من تركها تتصرّف وتعبث وتتحكم وتقرّر على مزاجها بلا رقيب ولا حسيب..!!
غرغرة
* ضربة الوحدة بداية متوقّعة لفوضوية قرارات الإدارة الهلالية وأسلوب مجاملتها لعدد من اللاعبين غير المؤهلين للمشاركة مع فرق دوري الدرجة الثانية..!
* بشيء من الإصرار والتخطيط الجاد يستطيع الطائي أن يكون أحد فرسان المربع وليس كما جرت العادة أحد المهددين بالهبوط..
* كان بإمكان مدرب الاتحاد أن يكتشف أخطاء وثغرات ونقاط ضعف فريقه قبل لقاء الكرامة وبعد لقاء الطائي لو لم يسلب الحكم عبدالرحمن الجروان من الطائي فوزه وتفوّقه..
* تسجيله (21) هدفاً في مرمى العقارية الجيبوتي نتيجة جيدة للنصر لكنها في المقابل تسيء لسمعة وقيمة وأهمية البطولات العربية ودليل قاطع على ضعفها..!
* نتمنى من رئيس القادسية وعضو اتحاد الكرة الأستاذ جاسم الياقوت أن يعيد التفكير في تصريحاته وإساءاته المتكرّرة وغير اللائقة باتجاه نادي الاتفاق.
* ونأمل منه ومن غيره الاقتداء بعقلية وحضارية وأخلاق الأستاذ الفاضل والرئيس (الجنتلمان) عبدالعزيز الدوسري.
* خسر الأهلي من الحزم المتجدّد لأن لاعبيه بقيادة الخبير بدرة تفرَّغوا لمشاكسة الحكم والاعتراض على قراراته.
|