صحة قلب الطفل في رمضان

الحرص على صحة أطفالنا وعمل كل ما يجعلهم يتمتعون بصحة جيدة وقلب سليم خالٍ من الأمراض والاضطرابات واجب على جميع الآباء؛ ليعيش أبناؤهم حياة صحية وطبيعية.
ومع قدوم شهر رمضان المبارك لا بد من تذكير الأهل ببعض النقاط المهمة، منها النظام اليومي والغذائي لأطفالهم، والنوم في وقت مناسب وألا يطيلوا السهر كثيراً للحصول على ساعات نوم كافية، والامتناع عن المنبهات الكثيرة فترة الإفطار كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية الغنية بالكافيين والكولا؛ لأن هذه الأمور قد تكون أحد الأسباب لإصابة الطفل بنوبات من الخفقان وتسرع القلب التي تؤثر سلباً على حياته ونشاطه الحيوي، والتي قد تكون غير محمودة العواقب في كثير من الأحيان.
وبالنسبة إلى الأطفال الذين لديهم عيب خلقي في القلب أو مكتسب ويحتاجون إلى أخذ دواء معين يجب متابعة أخذ دوائهم اليومي بشكل دقيق ومنظم ويتناسب مع أوقات الامتناع عن الطعام ومع أوقات الإفطار.
ويجب الانتباه إلى كمية السوائل المقدمة للفئة المصابة بهذا العيب إذ يجب إعطاء كمية سوائل مناسبة كل حسب طبيعة آفة القلب المصاب بها، فمثلاً الأطفال الذين لديهم زرقة مع زيادة في لزوجة الدم يجب التأكيد على عدم الإقلال من السوائل في هذا الشهر الفضيل وتشجيعهم على الشرب الكافي والمناسب لتفادي اختلاطات تجلط الدم عند هؤلاء المرضى بعكس مجموعة من المرضى الذين لديهم أحد العيوب الخلقية التي تؤدي إلى حبس السوائل في الجسم فهؤلاء يجب عليهم الامتناع عن الإكثار من الشرب خاصة العصيرات الصناعية الغنية بالأملاح؛ لأن زيادة السوائل ترهق القلب وتتعبه.
إن بعض الوجبات الغذائية التي تكثر في هذا الشهر الفضيل والتي يكثر معها الازدحام في البيت الواحد تكون بيئة خصبة لانتشار الكثير من الأمراض والفيروسات عند الأطفال بصفة عامة، خاصة الأطفال الذين لديهم مشكلة في جهاز القلب والدوران؛ لذا فمن المهم التأكيد على التوعية الصحية في هذا المجال.
إن التغذية السليمة الغنية بالخضار والفواكه واللحوم والألبان التي تحتوي على الفيتامينات والحديد والبروتينات هي من أهم الأمور التي من واجبنا التأكيد عليها في النظام الغذائي لهؤلاء الأطفال؛ ما يدعم مناعتهم ضد الأمراض ومقاومتهم العامة مع الحرص على الإقلال من الطعام الغني بالسكريات والدهنيات والمواد الحافظة التي تؤثر سلباً على القلب والجهاز المناعي عموماً.
ولا بد من معالجة أي التهاب طارئ على الحلق أو اللوزتين بشكل عاجل لمدة عشرة أيام، وهذه الالتهابات التي تكثر عند الأطفال في سن المدرسة بشكل خاص والتي يساعد الازدحام في البيت والمدرسة وسوء التغذية على تفاقمها تكون سبباً لا سمح الله للإصابة بالحمى الروماتيزمية التي تؤثر على المفاصل بشكل مباشر وعلى القلب وصماماته بشكل خاص لتشكل مشكلة يعاني منها الطفل مدى الحياة.