مع ارتفاع عدد المصابين بداء السكري في المملكة العربية السعودية خلال السنوات العشر الأخيرة من 5% إلى 13.8%, واقتراب شهر رمضان المبارك يتساءل الكثير من المصابين بداء السكري عن أثر الصوم على صحتهم خاصة أن مرضى السكري يختلفون حسب المرحلة العلاجية التي وصل إليها كل شخص منهم.
ويختلف الأشخاص المصابين بداء السكري من شخص إلى آخر حسب المرحلة العلاجية التي وصل إليها، فهنالك أشخاص ينصح الأطباء بصيامهم، وآخرون لا ينصح الأطباء بصومهم؛ خوفاً عليهم من التأثيرات السلبية عليهم, وكذلك ينصح الأطباء بأن يفحص المريض دمه قبل وبعد وجبة الإفطار في رمضان..
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع أجرينا الحوار التالي مع الدكتور فرج الجندي استشاري أمراض الغدد والسكر في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي:
* د. فرج.. مع اقتراب شهر رمضان المبارك يكثر السؤال عن داء السكري، خاصة عن إمكانية صيام المصابين بهذا الداء, فهل المصاب بالسكري قادر على الصوم؟
- في الحقيقة إن معظم مرضى السكري يستطيعون الصيام دون خوف إذا ما التزموا بإرشادات معينة, وبعضهم لا ينصح لهم بالصيام.
> هنالك مرضى يمكنهم الصوم دون خوف وآخرون لا ينصح بصومهم, هل لنا أن نعرف مَنْ مريض السكر القادر على الصوم ومَنْ غير القادر؟
- يمكن تصنيف مرضى السكري إلى ثلاثة أقسام حسب طبيعة العلاج: إذا كان العلاج يعتمد فقط على تنظيم الغذاء، فهؤلاء المرضى يمكنهم الصيام بأمان بل قد يفيدهم خاصة إن كانوا من أصحاب الوزن الزائد؛ لأن الصيام سيساعد على تقليل الوزن، ولكن عليهم الالتزام بكميات ونوعيات الأكل المسموح بها أثناء الأيام العادية مع مراعاة تقسيم الفترة ما بين الإفطار والسحور ليتم تناول ثلاث وجبات خلالها على فترات متساوية على أن تكون وجبة السحور متأخرة ومتكاملة غذائيا.
أما إذا كان العلاج يعتمد على تنظيم الغذاء وتناول الأقراص المساعدة لتخفيض نسبة السكر بالدم فإن عددا كبيرا من هؤلاء المرضى يمكنهم الصيام باتباع النظام الغذائي السابق على أن يتم تناول الأقراص بالطرق التالية: إذا كان يتناول الأقراص مرة واحدة صباحاً، عليه أن يتناولها في رمضان مع وجبة الإفطار، وإذا كان يتناول الأقراص مرتين يومياً، عليه أن يتناولها مع وجبتي الأفطار والسحور، ولكن إذا أحس بأعراض نقص السكر أثناء النهار فعليه تقليل أو منع جرعة السحور.. وإذا كان يتناول الحبوب ثلاث مرات يومياً فعليه تناول جرعة الصباح والظهر أثناء الافطار أما جرعة المساء فيتناولها مع السحور. ويجب على هؤلاء المرضى مراجعة الطبيب قبل البدء في الصيام أو تغيير نظام أخذ الدواء.
أما إذا كان العلاج يعتمد على الأنسولين فالمريض الذي يحتاج حقنة واحدة يستطيع الصيام حيث يأخذها قبل الإفطار.
أما المريض الذي يحتاج إلى حقنتين صباحاً ومساء فيستحسن ألا يصوم، ولكن إذا أراد الصيام فعليه تعديل الجرعات باستشارة الطبيب، وأخذ حقنة الصباح قبل الإفطار وحقنة المساء قبل السحور مع مراعاة: ضرورة فحص نسبة السكر بالدم خاصة خلال الأيام الأولى من الصيام، تأخير فترة السحور إلى ما قبل الفجر بقليل، تقليل كمية الأنسولين سريع المفعول في جرعة ما قبل السحور، تناول كميات كافية من السوائل عند السحور، عدم الاستمرار بالصيام إذا حدث هبوط في السكر في أي وقت خلال فترة الصيام، عدم الاستمرار بالصيام إذا وجد ارتفاع بالسكر أعلى من 250 مجم.
الوقاية خير من العلاج
* ما الطرق الوقائية التي تنصح بها مريض السكري لكي يجتاز الآثار السلبية للصوم؟
- فيما يخص الوقاية من هذا الداء فهي لا يمكنها أن تخص إلا المعرضين لهذا الداء في سن تتعدى الخامسة والثلاثين، وهنا يجب على كل شخص له حالات عائلية من هذا الداء أن يفحص نسبة السكر في دمه قبل الإفطار وبعد الأكل بساعتين كل أربعة أشهر تقريباً.
كما يجب على كل امرأة حامل أن تفحص نسبة السكر في الدم أو في البول مرة كل شهر، وعلى الذين لهم وزن مفرط أن يحاولوا التخلص منه.
|