Monday 25th September,200612415العددالأثنين 3 ,رمضان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"اليوم الوطني"

في ذكرى اليوم الوطني في ذكرى اليوم الوطني
اللواء الركن محمد بن فيصل أبو ساق *

تتزامن إطلالة شهر رمضان المبارك مع ذكرى اليوم الوطني المجيد الذي يعتبر الأول بمرور عام على عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وتجتمع هذه المناسبات المباركة فتضيف إلى واقعنا مناخاً حميداً تستحقه هذه البلاد الغالية.
وإذا كان شهر رمضان شهر الخير والبركات يزورنا ونحن أكثر شوقاً له وسعادة بصيامه وقيامه إن شاء الله تعالى، فإننا في هذا الشهر الكريم أحوج ما نكون شاكرين للنعم التي أسبغها المولى عزّ وجلّ على بلادنا وهو شهر فضيل تحفزنا إجواؤه وروحانية أيامه ولياليه لنكون أكثر تراحماً وأكثر وفاء لبعضنا ولوطننا، فبالشكر تدوم النعم.
وفي اليوم الذي تولى فيه خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم قبل سنة وبضعة أشهر كتبت في هذه الجريدة مقالة عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز كما عرفته وأشرت في عنوانها إلى مسدس التنوير الذي كان الملك يرفعه بيده الخيرة عالياً ليطلق منه إشارات البدء رمزاً لافتتاح مشاريع مناورات الحرس الوطني وعنواناً للتطوير وإضافة الجديد إلى ميادين الحرس الوطني. وتحدثت فيها بالقليل من الخصائص السامية لشخص الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد والزعيم وصاحب الرؤى الصائبة والقلب الكبير. وقد لاقت تلك المقالة رواجاً واحتراماً كبيراً بين الكثير من القراء لما فيها من صفات حميدة صادقة وتلقائية عن ملك يتفق الجميع على حبه والولاء له.
وها نحن قد أمضينا عاماً حافلاً بالمنجزات والمبادرات وكثير من دواعي السعادة ومعطيات التفاؤل على المستوى الوطني. وها هو الملك في زياراته الملكية لأنحاء الوطن يلتقي بشعبه ويتفقد أحوالهم حيث الشخصية الملكية المميزة لخادم الحرمين الشريفين قد كانت من أبرز مضامين ارتقاء الروح الوطنية بما تعكسه مكانة الملك عبدالله في نفوس مجتمعه من محبة وتقدير وولاء. وها هي الصور الشخصية المتعددة للملك عبدالله تنتشر بشكل تلقائي متفاعل يحملها الكبير والصغير وتزين بها الكثير من الواجهات والسيارات والهدايا. وحقاً ها هو الملك عبدالله بن عبدالعزيز يطلق مشاريع التنوير والتطوير والبناء مادياً ومعنوياً في عرض الوطن وطوله توفيقاً من المولى عز وجل، ثم انعكاساً لغايات سامية ومتابعة كريمة من رأس الدولة حين حدد الملك المسؤوليات وكانت توجيهاته وسياساته تعكس مكانة الوطن والمواطن في قلب الملك وهمومه.
ويحل علينا اليوم الوطني لهذا العام وقد منحته منجزات الملك عبدالله ومكانته وصفاته وكلماته وتوجيهاته الكثير من المعاني التي لا محالة ستصبح مادة ثرية وصادقة لغرس مفاهيم الروح الوطنية وتعميقها في مدارسنا وفي وعي مجتمعنا. فمن أجل مستقبل أجمل بحول الله واستقرار أفضل لا بد أن يدرك الجميع أن لليوم الوطني مضامين مهمة في نفوس المخلصين والعارفين من أبناء الوطن. وتتكرر ذكراه في نفس التاريخ من كل عام فتعتبر مناسبة وفرصة لكشف حساب المنجزات الوطنية بشتى عناصرها.
وإذا تأملنا العمر الزمني لتولي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وما تخلله من منجزات ومناسبات خيرة ثم أضفنا إلى ذلك مكتسبات الوطن منذ توحيده مقارنة مع الكثير من البلدان فإننا حقاً سوف نزداد فخراً واعتزازاً ببلادنا وما تيسر لها من تنمية وبناء بحول الله ثم بهمة الرجال المخلصين من قادتها ومجتمعها بدءاً بالمغفور له جلالة الملك عبدالعزيز ثم أبنائه من بعده وكافة رجال الدولة في شتى مواقعهم.
والمملكة اليوم تحتل موقعاً مرموقاً بين الدول في منجزاتها الحضارية وبنيتها التحتية، وأمنها؛ وفوق ذلك رعايتها الكريمة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التي كرم الله هذه البلاد برعاية شؤونها وشؤون زوارها من الحجاج والمعتمرين من شتى أنحاء المعمورة وقد أصبح معروفاً للعالم الإسلامي أجمع أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تسعى سعياً حثيثاً لتطوير الخدمات العامة لضيوف بيت الله الحرام وزوار الأراضي المقدسة.
ثم أن المملكة بما يتوفر لها من مقومات ومصادر القوة تمكنت بحمد الله من التميز في استقرارها وأمنها ونهضتها التي عمت ربوعها وجعلتها محط إعجاب وتقدير المجتمع الدولي.
وفي ظل طفرة الإعلام والمعلومات وتواصل المجتمع الدولي فقد أصبح المواطن السعودي على يقين وعلم بأوضاع بلاده مقارنة مع الغير. ففي الوقت الذي نشهد أحداثاً متلاحقة في كثير من بلدان العالم قريباً أو بعيداً منا فإننا نضاعف حبنا وولاءنا ووطنيتنا لبلادنا ولقادتها بمزيد من الفخر والاعتزاز بما حققته بلادنا آملين أن يديم الله سبحانه وتعالى عليها نعم الأمن والاستقرار وأن يحفظ لها هذا النهج القويم في بناء المجتمع والحفاظ على وحدته ومكتسباته.
كما أن المواطن العاقل المدرك سوف يعمل على تعميق مفهوم المواطن في وعي أبنائه ومجتمعه كلٌّ حسب موقعه وقدراته. ويعتبر اليوم الوطني فرصة سانحة نتحاور خلالها ونتبادل المعلومات والمعارف حول تنمية وطننا وما تحقق لها من منجزات، ويكيف يجب علينا جميعاً أن نسخر وسائل إعلامنا وقنوات تواصلنا رسمياً واجتماعياً. وحين نكون كذلك فسيدرك الكل أن حالة بلادنا المشرفة بكل شؤونها تستحق منا الوفاء قولاً وعملاً. فالدول تزيد من نهضتها ونموها على قدر نهضة همم أبنائها. وبقدر ما يكون عطاء المواطن ومجموع عطاء المجتمع يرتقي الوطن وينافس غيره ويحقق المزيد من دواعي الازدهار والاستقرار.
وتهنئة خالصة لقادة مملكتنا الغالية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالعزيز بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والأسرة المالكة الكريمة وكافة أبناء الشعب السعودي الوفي بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك وبمناسبة يومنا الوطني، ودعوات خالصة إلى المولى عزّ وجلّ أن يحفظ المملكة ويزيدها سؤدداً وازدهاراً ولتظل قبلة المسلمين ومنار الإسلام تحظى بعناية ورعاية المخلصين.

* عضو مجلس الشورى

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved