لم يكن المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله شخصاً عادياً عندما أسس هذا الكيان الكبير وهذه الدولة المترامية الأطراف، بل لقد كان عبقرياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد سهر وتعب وجاهد وبذل وقاد المعارك في جنوب (الجزيرة) وشمالها وفي شرقها وغربها فاستعاد بشجاعته وإيمانه وصبره وإخلاصه ملك الأجداد من آل سعود بعد توفيق الله تعالى له، فقد استعان بالله وتوكل على الله فوفقه الله عز وجل وسطع نور التوحيد في (الجزيرة) العربية واكتملت تحت قيادته المملكة العربية السعودية، وتمكن من إبعاد ظلمات الجهل والشرك عن هذه البلاد.
إنه بحق قائد فذ وملك محنك، ذلك الملك الذي أسس هذا الصرح على التوحيد ،وطبق الشرع المطهر بالعدل بين الناس ومنع الظلم والجور الذي كان سائداً في الجزيرة قبل حكمه رحمه الله رحمة واسعة.
إن هذا الأمن الذي نعيشه في هذا الوقت بفضل الله تعالى هو حسنة من حسنات المؤسس رحمه الله فبعدما كان الخوف منتشراً وكان الناس يتقاتلون من أجل توفير لقمة العيش، وكان الناس يعيشون في رعب وهلع ويقتل الرجال وتسبى النساء بلا ذنب، جاء المؤسس رحمه الله فحكم بشرع الله فأمن الناس على أنفسهم وأعراضهم ونسائهم وأموالهم وعاشوا في أمن وأمان وراحة واطمئنان. ولقد كان المؤسس رحمه الله حريصاً على تعليم الناس وخاصة أمور دينهم فأرسل الدعاة والمشايخ والقضاة في كل جزء من هذا الوطن الغالي حتى تعلم الناس وأصبحوا يعبدون الله على بصيرة وانزاح الجهل وتأصل التوحيد في النفوس وتعلق الناس بخالقهم سبحانه واعتمدوا عليه وأفردوا له العبادة وحده لا شريك له ولا ند له ولا معبود بحق سواه، وكل ذلك في ميزان حسنات المؤسس الملك عبدالعزيز.
فرحم الله المؤسس وطيب ثراه وأجزل الله له الثواب ورفع قدره وأعلى في الجنة منزلته وأعان أبناءه البررة على إكمال المسيرة ورفع راية التوحيد خفاقة وهم بحمد الله على خطاه سائرون.
ص ب: 708 الدوادمي: 11911 بريد إلكتروني nhalotibi@uae.us |