اليوم الوطني.. دعوة لتجديد العهد وللوفاء
د. عبد العزيز بن عبد المحسن الدخيل *

إن احتفالنا بذكرى اليوم الوطني إنما يمثل وقفة مع النفس نتذكر فيها جميعا تلك التضحيات الجسام والمجاهدات التي حمل لواءها الوالد المؤسس المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز وأبناؤه ورجاله الذين مهدوا السبيل لمن خلفهم من ولاة أمرنا - أعزهم الله - الذين ساروا على النهج القويم نفسه المستند إلى شرع الله وسنة رسوله الكريم - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - حتى أصبحنا - ولله الحمد والمنة - نعيش في رغد من العيش ويحقق شعبنا بفضل هذه القيادة الرشيدة الحكيمة الإنجاز تلو الإنجاز في مختلف مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، الأمر الذي جعل من هذه المملكة محط أنظار العالم أجمع وهيأها للقيام بدورها الرائد وسط محيطها العربي والإسلامي، إلى جانب الإسهام المقدر في خير الإنسانية جمعاء، كل ذلك في حنكة وحكمة وتوازن دقيق وفهم متقدم لتبعات القيام بمثل هذه الدور الحيوي المهم.
وإن جاز لي وبحكم المهنة أن أشير إلى جانب واحد من جوانب النهضة الشاملة التي تنعم بها بلادنا الحبيبة في ظل القيادة الحكيمة والمقتدرة لخادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة، فقد يتفق الكثيرون معي أن المجال الصحي قد شهد تطورات متلاحقة في إطار التغطية بالخدمات التعزيزية والوقائية والعلاجية - بفضل من الله - ثم من خلال التوجيهات السديدة والدعم السخي الذي مكن هذه البلاد من أن تصبح قبلة لطالبي العلاج حتى من خارجها، حيث أصبحت مستويات الأداء تضارع مثيلاتها في العديد من الدول المتقدمة، ولعل آخر الشهادات في هذا الشأن ما تفضل به العديد من المشاركين من العلماء في المؤتمر السعودي الأوروبي الطبي المشترك الأول الذي تناول التجربة السعودية في أكثر من عشرين محورا من محاور العمل الطبي وتم تنظيمه مؤخرا بالرياض لاطلاع هؤلاء العلماء على آخر المستحدثات في الممارسة الصحية في المملكة والاستفادة من تجاربهم في المزيد من التطوير والتحديث للخدمات الصحية.
إننا كموطنين ونحن نحتفي بهذا اليوم الوطني يجدر بنا أن نسأل أنفسنا كل في مجاله، ماذا كان إسهامه في هذه النهضة التنموية الماثلة؟ كما أنها فرصة لنجدد العهد أن نبادل هذا الوطن وولاة أمرنا - أعزهم الله - وفاء بوفاء وأن نتقاسم معهم وتحت قيادتهم الحكيمة الجهد وأن نعينهم وهم يصونون أمن هذا البلد ويبنون الحاضر الزاهر والمستقبل المشرق لأبنائه، والله نسأل أن يديم على هذا البلد الطيب وأهله الكرام هذه النعم وأن يحفظ قادته الأوفياء ذخرا لوطنهم ولأمتهم الإسلامية.