Sunday 1st October,200612421العددالأحد 9 ,رمضان 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"رمضانيات"

بعضهم لا يجد حرجاً من الحديث بأمور خاصة بعضهم لا يجد حرجاً من الحديث بأمور خاصة
شباب وفتيات يستخدمون الهاتف النقال أثناء صلاة التراويح

* عنيزة - استطلاع - عطا الله الجروان:
بوجود الهواتف النقالة، ألغي مفهوم الخصوصية، عند كثيرين ممن يستعملونه، فما إن يتلقى الواحد من هؤلاء مكالمة هاتفية حتى يخوض في أدق تفاصيل قضاياه وأسراره على مسمع كل من حوله، سواء أكان في الأماكن العامة أو في الطريق أو العمل، أو في أي مكان يفترض فيه أن يحتفظ على ما كان يصطلح عليه (سراً)... مواعيد تحدد، وقضايا عائلية تناقش، وأمور أخرى قد لا تخطر على بال، صارت تحدث بفضل هذا الاختراع الذي بات في متناول الصغير والكبير، وفي صلاة التراويح حيث يطول وقت الصلاة تجد هناك من يستعمل هاتفه النقال بلا حرج أو مراعاة لخصوصية بيوت الله أو احترام مشاعر المصلين.
الشاب عصام كان في المسجد أثناء صلاة التراويح عندما رن هاتفه النقال، ومن دون أي إحراج من المصلين الذين يتعدى عددهم الثلاثين مصلياً، (بمعنى وجود ستين أذناً) راح يتحدث بطلاقة وبصوت مرتفع، معاتباً أحد أقاربه!! الذي على ما يبدو لم يتصل منذ أسبوع، فكان من السهل أن نسأله فأجاب قائلا: (الخصوصية بالنسبة لي تبدأ بوجود أشخاص يعرفونني، فإن انتفى وجودهم تنتفي الخصوصية!! فأنا مثلا لا أستطيع أن أتحدث بطلاقة في المنزل وأمام إخوتي ووالدي ولا حتى جيراني.. لكنني لا أهتم لأمر غيرهم سواء في المسجد أو في أي مكان عام آخر.. الهاتف النقال اختراع وجد لتكون حاضراً دائماً فكل من يطلبك يجدك في كل مكان وزمان، ولا يمكن عند كل رنة أن أبحث لي عن مكان خاص لأتحدث فيه، فأينما كنت، لي أن أتحدث في حال اتصال أي شخص، وسواء أكانت المكالمة عادية أو خاصة فالأمر بالنسبة لي سيان، لأن كل من يسمعني ومهما سمع لا أعتقد أنه سيهتم لدرجة أنه سيتذكر التفاصيل وسيحرجني بها يوماً، بل أنا أو غيري بالنسبة للآخر مجرد عابري سبيل مهما سمع منا لا يستوقفه شيء سوى أنه قد يعلق ربما ويعتبر ما نفعله خطأ أو جرأة في غير محلها، لكني كما قلت لدي مفاهيم مخالفة، فما يراه البعض صفاقة أجده أنا مساحة زائدة من الحرية لأنني لو أعطيت كل من أصادفهم وكل من حولي اهتماماً كبيراً قد يكون هذا مشجعاً لهم على حشر أنوفهم في خصوصياتي وليس ما أفعله)؟!. وأنا استخدمت هاتفي لأن المتصل أصر على المكالمة ومن غير المنطقي أن أخرج من المسجد لأتحدث معه بعيدا عن الناس، فأنا أوصلت له ما أريد خلال فترة قصيرة ثم عدت إلى إكمال صلاتي دون أن أتسبب في إزعاج المصلين!!
ويعلق أحمد المرشد قائلاً: (بظهور الهاتف النقال تغيرت العقليات، فمثلا الفتاة لم تكن تجرؤ بالحديث هاتفياً مع من تشاء خاصة في البيت، اليوم لها ذلك ولا أحد يسألها من معك على الجانب الآخر، في حين كانت تسأل هذا السؤال مرارا كلما تلقت مكالمة هاتفية على هاتف المنزل مثلا.. ومن هذا المنطلق يمكن التوقف عند كثير من الظواهر الجديدة، فلا يمكن لظاهرة أن تعم وتنتشر ما لم تجد مناخاً مناسباً لذلك، ومسألة الأسرار دخلت في هذا الإطار أيضا ولم تعد مفهوماً عاماً متفقاً عليه، فما تراه أنت سراً لا يجب الاطلاع عليه يراه الآخر مجرد كلام عابر لا أهمية له، لهذا ربما انتشرت ظاهرة المكالمات الهاتفية المفتوحة على آذان الآخرين خاصة في شهر رمضان وأثناء صلاة التراويح فهناك شباب وفتيات لا يجدون حرجاً من التحدث عبر الهواتف النقالة وتجدهم في كثير من الأحيان خلف صفوف المصلين وفي كثير من الأحيان تتخلل أحاديثهم أمور خاصة جدا من الغريب أن تتناول في مثل هذه الأماكن.
يقول مطلق المطلق وهو أحد ضحايا سرقات الهاتف النقال: (عند ظهور الهاتف النقال في بلادنا، كان غالي الثمن ولم يحصل عليه سوى الخاصة من الناس، وشيئا فشيئا بدأ يصبح في متناول اليد البسيطة، استبشرنا خيرا وظننا أنه سيحل الكثير من مشاكل الاتصالات، لكن للأسف توجه التكنولوجيا عندنا دائما اتجاهاً سيئاً، وما يحدث أن الخصوصية تنتهك بمجرد سرقة الهاتف النقال، خاصة إذا كانت ذاكرته تحتوي على رسائل وهواتف خاصة وكذا صور، ليعبث بها اللص كيفما شاء، حتى أن بعض اللصوص لا يعرفون كيفية التخلص من محتوى الذاكرة، فيبيعون الهاتف بكل محتوياته وإن وقع بيد شخص بلا ذمة ولا مبادئ فإنه يستغلها في أمور غير محمودة وقد حدث ان اشتريت هاتفاً من السوق وكان مستعملا ولم يخطر ببالي أن أجده معبأ بصور خاصة جدا وحميمة فمحوتها واكتشفت أن الهاتف مسروق أصلا فأعدته إلى الشاب الذي اشتريته منه، المصيبة أنني لم أتعظ وقمت بتخزين صور للعائلة التقطتها بكاميرا الهاتف وشاء القدر أن يسرق مني عندما نسيته في السيارة وقد ندمت جدا على ذلك ودائما أفكر بالصور، ماذا فعل بها اللص وكيف بغريب يرى أسرتي ونساء العائلة وهن غير محجبات.. والله ظاهرة سرقة المحمول سيئة والأسوأ ألا نتعظ ونستمر في تخزين الصور والرسائل الخاصة فيه)، وأكد أن ظاهرة الحديث بالهواتف النقالة في صلاة التراويح مزعج جدا لأنه يصرف المصلي عن الخشوع، وفي الحرمين الشريفين نلاحظ أن هناك أناساً يتحدثون بأصوات مرتفعة جدا ويتكلمون بأمور خاصة جدا يفترض أن تكون من الأمور التي يجب ألا يطلع عليها الآخرون.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved