صحيفة «الرأي» الأردنية تنتقد قطر مجددا

يعكس الحديث الذي جرى بين وزير الخارجية عبدالاله الخطيب وأمين عام جامعة الدول العربي عمرو موسى خلال الاتصال الهاتفي بينهما يوم الاربعاء في جملة ما يعكس حرص الأردن على كشف الحقائق المجردة التي أرادت دولة قطر (الشقيقة) الالتفاف عليها والتمرد عليها بكل ما تنطوي عليه هذه السياسات المبرمجة من مخاطر على العمل العربي المشترك الذي لا تعيره الدوحة أي اعتبار
إن لجهة آثاره الخطيرة على المساعي العربية الرامية إلى بلورة مواقف جماعية لا تسمح بتهميش العرب واستبعاد أدوارهم في قضاياهم المباشرة والقضايا الاقليمية ذات الصلة أم لجهة إعادة إحياء العمل العربي المشترك وفق أسس ومعايير جديدة تقف في مقدمتها مسألة الالتزام الجاد والميداني بما يتم الاتفاق أو التوافق عليه من قرارات أو توصيات وعلى كافة الأصعدة والملفات.
من هنا جاءت إشارة السيد وزير الخارجية للأمين العام في أسباب الاستياء الاردني من قطر الناتج عن موقفها تجاه المرشح الأردني الأمير زيد بن رعد لمنصب الامين العام للأمم المتحدة خلال عمليات الاقتراع التي جرت لهذه الغاية، لكي تزيل أي لبس أو غموض أو محاولات من قبل الدوحة للتعمية او التغطية على تلك الأسباب الجوهرية التي لا يمكن للأردن إذا أراد ان يكون منسجما مع نفسه، وهو منسجم والحمد لله مع نفسه دائما، ان يصرف النظر عنها او يتجاوزها.
إذ من الضروري أولا أن يعرف الجميع أن عضوية قطر كعضو غير دائم في مجلس الأمن لم تأت إلا لسبب بسيط ووحيد وهو التزام العرب جميعا ومن ضمنهم الأردن بنظام التناوب العربي المتبع.
منطقيا والحال هذه واستطرادا على ما سبق فإن مثل هذه العضوية المتأتية عن اجماع عربي يفرض أخلاقياً وسياسياً ودبلوماسياً وأخوياً على قطر أن تدعم المرشح الأردني وخصوصا ان صفتها في مجلس الأمن وكما تشير إلى ذلك الأمم المتحدة ووكالات الأنباء هي (ممثلة للمجموعة العربية) كما كانت تحملها كل دولة عربية حصلت على هذا المقعد غير الدائم وكانت الجزائر وسورية في السنوات الأربع السابقة. ما بالك إذا كانت الجامعة العربية قد اصدرت قرارا (اجماعياً) في دورة مجلسها العادي بتاريخ 6-6- 2006 يعرب عن تأييده للمرشح الأردني لهذا المنصب مع دعوة الى حشد تأييد المجموعات الجغرافية والسياسية لهذا القرار.
طبعا قطر لم تلتزم بهذا القرار بل قامت بكسر كل التقاليد الدبلوماسية التي تواضعت عليها الدول الاعضاء في مجلس الأمن الدائمة العضوية منها وغير الدائمة وخصوصا في شأن التصويت الذي يتم في جلسات التصويت غير الرسمي (التجريبي) للمرشحين لمنصب الأمين العام حيث بمقدور كل دولة ان تصوت لأكثر من مرشح ولهذا رأينا كيف حصل المرشحون الستة على عدد كبير من الاصوات يفوق في مجموعه أعضاء المجلس الخمسة عشر وهناك من حصل على 14 ، 12، 9، 7، 6، على التوالي مما يؤكد أن أكثر من صوت جاء لأكثر من مرشح من دولة واحدة إلا أن قطر التي ادعت انها التزمت أولا لتايلاند ثم لكوريا الجنوبية لم (تتكرم) بمنح صوتها للمرشح الاردني بل انها واصرارا على إبداء (العداء غير المبرر) راحت (تكولس) لصالح مرشحين آخرين - هل نحن نتجنى على قطر أم نسعى إلى خصومة معها؟
بالتأكيد لا، لكن السكوت على مثل هذه الدبلوماسية المقصودة في ذاتها ولذاتها والتي هدفها هو العداء لكل ما هو أردني بل والتنكر لكل ما هو عربي، يعتبر في نظرنا اسهاماً في تعميق السلوك الخطأ والخطير وهذا ما لا نقبل به ولن نقبل.