Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/10/2006G Issue 12434محليــاتالسبت 22 رمضان 1427 هـ  14 أكتوبر2006 م   العدد  12434
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

يارا
تغيير المناهج
عبدالله بن بخيت

قرأت في الصحف أن وزارة التربية والتعليم تعمل على وضع مناهج جديدة باستراتيجية جديدة تقوم في أساسها على التفكير الخلاق والتسامح الديني. لا أجد فرقاً بين الاثنين. الإنسان المتعصب لا يمكن أن يكون خلاقاً. والإنسان الخلاق لا يمكن أن يكون متعصباً. العلماء والمفكرون والفنانون ورجال الأعمال الكبار تقوم حياتهم الإبداعية على التسامح. فالإنسان الذي يتمتع بعقل منفتح خلاق سوف يميل إلى التسامح الديني. وتقييد العقل يؤدي إلى سهولة انقياد الإنسان وسهولة السيطرة عليه. لاحظنا في حياتنا خلال العقدين الأخيرين أن غياب العقل أدى إلى حضور التعصب والعنف. سمعت أيضاً أن الوزارة أسندت تطوير المناهج إلى أناس مختصين أصحاب توجهات متعصبة منغلقة. أظن أن واضعي المناهج من الآن فصاعداً سوف يأخذون علاقة المملكة بالعالم وعلاقة الإنسان السعودي بالبشر لا بالأيدولوجيا والفكر المنصرف للمجهول. بناء الإنسان السعودي ليعيش الحياة كاملة وينجز فيها لا يكون فكره منصرفاً إلى خارجها. لا أعرف ما هي المواد التي ستسهم في تطوير قدرات العقل على التفكير إن لم تكن مادتي الفلسفة والمنطق. لا أستطع أن أقدم النصائح، فليس لدي الخبرة في الجوانب التقنية في هذا الموضوع، ولكن ما نتفق عليه هو إزالة الاحتقان من روح الطالب السعودي ومساعدته على نقد المسلمات وتفحصها لتكوين شخصية إنسان مستقل.
عملت نحو عشر سنوات في حقل تدريب المديرين وتطوير الدورات والبحث في الاحتياجات من خلال البحث في نقاط الضعف. كنا نعد سجلاً لكل مدير سعودي نسميه الخطة الوظيفية (CAREER PLAN) كانت وظيفتي أن أقوم بزيارة كل المديرين السعوديين والجلوس معهم ثم البحث مع رؤسائهم عن نقاط ضعفهم ثم تحليل هذه النقاط ومحاولة التصدي لها، إما بدورات صفية أو من خلال ما كنا نسميه التدريب على رأس العمل أو نوعز لمديره أن يسد هذه الحاجة. وفي الوقت نفسه وهذا هو المهم جداً تحديد نقاط ضعف المدير السعودي في مقابل المديرين الآخرين. ما العيوب التي يعاني منها المدير السعودي دون غيره؟ أحياناً تكون عيوباً مرتبطة بالمناخ، وأحياناً بالأيدولوجيا، وأحياناً بالمجتمع، وأحياناً بعدم الخبرة.. الخ. كنا نحاول أن نطور وسائل ودورات وأساليب لمعالجة تلك المشكلات الخاصة. كان هدفنا تحقيق أهداف المنشأة بشرط أن ينسجم مع الهدف الأكبر، وهو نقل التكنولوجيا إلى المملكة بتهيئة مجموعة من المديرين وتأسيس بيئة ملائمة لزرع هذه التكنولوجيا. طبعاً لا يمكن لمؤسسة وطنية واحدة مهما كان حجمها إنجاز مثل هذا المشروع الوطني العظيم. كنا نعرف أن هذه هي مهمة وزارة التربية والتعليم. هي الجهة الوحيدة التي تستطيع أن تحدث التغيير في البنية الفكرية والثقافية عند الإنسان السعودي. من قاد التعليم في أي بلد قاد البلد إلى الوجهة التي يريدها.
أعتقد أن الذي أضاف كلمة تربية إلى تعليم الإنسان استراتيجي. ففي بلد كالمملكة لا بد من تدخل الدولة وأجهزتها التربوية في إعادة صياغة الإنسان. فتأثير البيت في نواحٍ حضارية كثيرة محدود جداً. المشكلة في مثل هذه التوجه هو الاعتراف بالمشكلات الحضارية وتعريف بعض السلوكيات على أنها مشكلات تتطلب حلاً. فالتعليم لا يمكن أن يكون عالمياً إلا في مواد محددة وفي حدود معينة. ما يحتاجه الطالب الدنمركي يختلف عما يحتاجه الطالب السعودي أو الطالب الإفريقي. فالأمم تتفاوت في الاحتياجات والمستويات الحضارية والاقتصادية، ولا بد أن يصمم التعليم وفقاً للظروف الموضوعية القائمة. فالتعليم في البلد الذي تتفشى فيه المخدرات غير التعليم في البلد الذي يعاني من انتشار الأوبئة والأمراض غير التعليم في البلد الصناعي. ففي المملكة مثلاً ما زلنا نعاني من سوء التغذية لا لنقص في الغذاء ولكن لجهل في مفهوم الغذاء الصحي. ما زال كثير منا يأكل بيده. ما زال كثير منا لا يعرف كيف يستخدم الفرشاة لتنظيف أسنانه.. الخ. مثل هذه المواد التربوية لا تقدم في مدارس الدنمرك لأنها دروس يأخذها الطالب من البيت. ولكن غيابها في كثير من البيوت السعودية يتطلب أن تقوم وزارة التعليم والتربية بهذا الدور. فالتعليم ليس حساباً وفيزياء وفقهاً وتوحيداً فقط، ولكنه أيضاً تربية صحيحة. كم تكلف الدولة والبيت علاجات الأسنان. كم يكلفنا علاج الأمراض الناشئة من الأكل باليد؟ كما يكلفنا سوء التغذية؟ كم يكلفنا الجهل بأخطار المرور والانتظام في الصفوف عند الزحام؟ ولك أن تعد ما تشاء من المشكلات الحضارية التي تتطلب تربية لا يوفرها البيت السعودي لأطفاله على الدوام. المواد التربوية عملية دينامكية تتغير من جيل إلى جيل، فالأمم تتغير احتياجاتها وبالتالي تتغير المواد التعليمية. المناهج السعودية لا تعاني فقط من ورطة الأيدولوجيا التي زرعها المتعصبون وإنما تعاني من نقص في المواد التربوية المفصلة على حاجات المجتمع السعودي.

فاكس 4702164

yara4u2@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved