وسط أجواء إيمانية.. ومنظومة متكاملة الخدمات
أكثر من مليون ونصف مليون مصلٍّ أدوا صلاة الجمعة بالحرم المكي

* مكة المكرمة - فهد العويضي:
تدفقت منذ يوم الأربعاء أعداد كبيرة من مناطق ومدن ومحافظات المملكة، ومن عدد من الدول الإسلامية على أم القرى لأداء مناسك العمرة والصلاة بالمسجد الحرام. وقد أدت هذه الجموع شعائرها الدينية وسط أجواء إيمانية عابقة بالذكر والدعاء. وتقدر أعداد المعتمرين الذين دخلوا مكة المكرمة بمليوني مسلم من يوم الأربعاء وحتى أمس الجمعة ومنذ بداية الإيجاز.
في غضون ذلك شهدت الطرقات والشوارع المؤدية للحرم المكي الشريف كثافة كبيرة في حركة المركبات والحافلات الناقلة للمعتمرين وكذلك كثافة عددية كبيرة في حركة المشاة ترافقهم الخدمات التي بسطت وهيئت لهم بكوادرها البشرية والمادية والآلية ووقوف المسؤولين ميدانياً للاطلاع على سير الخدمات التي أعدتها جميع الدوائر والأجهزة الحكومية وفق منظومة متكاملة لخدمة وراحة وفود الرحمن من الزوار والمعتمرين.
وقد أكد عدد من المسؤولين ل (الجزيرة) أن جميع الذين قدموا إلى مكة المكرمة هم محل الرعاية والاهتمام والجميع يقف لخدمتهم إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده حفظهما الله.
من جانبه قال مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري إنه بتعليمات من حكومتنا الرشيدة تم توفير أحدث المعدات والأجهزة لخدمة وفود الرحمن وتوفير الأمن والسلامة لهم.. مشيراً إلى أنه تم إعداد خطة متكاملة لجهاز الدفاع المدني لتغطية كل المناطق والطرقات التي يوجد بها ضيوف الرحمن من الزوار والمعتمرين وتكوين عدد من فرق السلامة والإطفاء والإنقاذ وان الخطة أخذت في الاعتبار الأخطار المتوقع حدوثها. ويقوم على هذه الخطط عدد من رجال الدفاع المدني المدربين لكل المهام، إذ يصل عددهم إلى 4000 فرد موزعين على الحرم المكي الشريف وبالمنطقة المركزية، وان الخطة تم تدعيمها بالآليات والتجهيزات الفنية من سيارات سنوركل مجهزة بوسائل الإنقاذ وسيارات سلالم وعدد كبير من سيارات الإطفاء وإنقاذ، وكذلك سيارات إسعاف ومجهزة بجميع متطلبات حالات الإسعاف والطوارئ، بالإضافة إلى عدد من الدرجات النارية يصل إلى أكثر من 250 دراجة نارية مجهزة بطفايات حريق ووسائل السلامة ومجهزة لاسلكياً للتدخل السريع وقدرتها على التحرك وسط الزحام الذي تشهده المنطقة المركزية هذه الأيام، ولمباشرة الحوادث بأسرع وقت إن وقعت لا قدر الله، وكذلك مراقبتها لتطبيق شروط السلامة في المحلات التجارية الواقعة داخل المنطقة المركزية.
من جانبه أكد معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور خالد بن حمزة نحاس أن أجهزة الأمانة تعمل على مدار اليوم لتقديم الخدمات البلدية المناطة بها، خصوصاً أعمال النظافة والإصحاح البيئي وأن هناك عدداً من فرق المراقبة الميدانية يشرف عليها المسؤولون من أمانة العاصمة المقدسة لحث العاملين على مضاعفة الجهود وتكثيف العمل بما يتناسب مع ارتفاع وزيادة أعداد الزوار والمعتمرين.
كما أكد مدير الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة الدكتور خالد بن قاسم السميري على أن الوضع الصحي بين الزوار والمعتمرين ممتاز موضحاً أن الخطة الصحية التي وضعت تسير بشكل جيد وان جميع مستشفيات العاصمة المقدسة على أتم الاستعداد لاستقبال أي حالة مريضة، وأن هناك تركيزاً ودعماً للمواقع الصحية الواقعة بالمنطقة المركزية وتزويدها بكوادر بشرية من أطباء وممرضين وممرضات وإداريين وأجهزة طبية متطورة، وان المراكز الصحية داخل الحرم المكي الشريف تعمل بكادر متكامل من الأطباء من الاستشاريين والإخصائيين وتم تجهيزها بأجهزة طبية حديثة لتقديم الإسعافات السريعة لمن يحتاجها داخل الحرم المكي الشريف.
إلى ذلك اتسمت الحركة المرورية بالمرونة والانسيابية وتفريغ المنطقة المركزية لحركة المشاة، وقامت الدوريات الراجلة بمساعدة المعتمرين وإرشادهم وتيسير حركة المشاة. وكان للانتشار الأمني في وسط ساحات الحرم المكي الشريف والمنطقة المحيطة بالحرم الأثر الكبير في تحقيق الأمن والهدوء بين الزوار والمعتمرين. وقد أشرف على الحالة والخطط الأمنية عدد من قيادات الأمن ميدانياً داخل الحرم المكي الشريف وبالمساحات المحيطة بالحرم المكي.
ومن جانبها قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بتهيئة المسجد الحرام وزيادة الأماكن المخصصة للنساء، وتخصيص ممرات لدخول وخروج المصلين من وإلى المسجد الحرام وتشغيل السلالم الكهربائية للأدوار العلوية ولأسطح الحرم، إذ حرص المسؤولون بالرئاسة العامة على تهيئة المسجد الحرام للأجواء التعبدية والإيمانية من خلال المتابعة الدقيقة لحركة المعتمرين والمصلين داخل الحرم المكي الشريف.