Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/11/2006G Issue 12458دولياتالثلاثاء 16 شوال 1427 هـ  07 نوفمبر2006 م   العدد  12458
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

مزاين الإبل

دوليات

متابعة

منوعـات

القوى العاملة

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

هل يعيد التاريخ نفسه في شبه القارة الكورية؟ (1-2)
د. وحيد بن حمزة عبدالله هاشم

قد يكون من الممكن الخوض في جدل ونقاش حول حقائق الماضي التي عُرف من مخاطرها وسلبياتها من عاش فيها ومن كان طرفاً مباشراً أو غير مباشر في أحداثها وتداعياتها.. هذا أقل ما يمكن أن يفعله الإنسان العاقل لمعرفة ما يحدث وما قد يحدث مستقبلاً خصوصاً في حال تشابه أحداث الحاضر مع أحداث الماضي قريباً كان أم بعيداً.. فالتاريخ عادة ما يعيد نفسه ويكرر أحداثه في ذات المواقع أو في مواقع أخرى بشيءٍ ما من التحديث أو التغيير في مكونات الحدث وفي أطرافه.
نعم ما أشبه ما يحدث اليوم بما حدث بالأمس تقريباً عندما نشبت الأزمة الكورية في عام 1951م بعد أن غزت قوات كوريا الشمالية العسكرية أراضي كوريا الجنوبية وبسببها اندلعت الحرب الكورية في ذات العام لتستمر حتى عام 1953م. نعم هناك مفارقات وهناك اختلافات ولكن بؤرة الحدث مازالت كما هي، وأطراف الحدث بقوا كما هم، والمفارقة في عامل التوقيت الزمني مع اختلافات طفيفة في تطورات الأحداث وفي أدوار بعض الأطراف.
المهم في الأمر أن مجلس الأمن الدولي أدى دوراً كبيراً في تبني موقف دولي صارم ضد كوريا الشمالية ساعد على إرسال قوات دولية (معظمها قوات أمريكية) لخوض حرب شرسة لمنع كوريا الشمالية من احتلال كوريا الجنوبية. والمهم أيضاً الإشارة إلى أن الصين الشعبية العضو الخامس في مجلس الأمن الدولي في الوقت الراهن كانت آنذاك خارج مجلس الأمن الدولي فيما كانت الصين الوطنية (تايوان) تحتل موقعها في المجلس.
وكان للدور الصيني العسكري (دور الصين الشعبية) الأثر الكبير في دعم قوات كوريا الشمالية وتسليحها وتعزيزها ومساعدتها في حربها ضد القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بل ويقال إن مئات الألوف من القوات الصينية كانت تحارب إلى جانب القوات الكورية، الأمر الذي حدا بواشنطن إرسال إلى الصين الشعبية عبر الاتحاد السوفيتي مهددة بأنها سوف تستخدم السلاح النووي بضرب مدن صينية فيما لو لم توقف بكين مساعداتها المباشرة لقوات كوريا الشمالية والمساعدة في وقف الحرب عند خط رقم 38.
هذا ما حدث تماماً حيث توصلت الأطراف الرئيسة في الصراع إلى وقف إطلاق للنار عند الخط المذكور، وتم تقسيم الكوريتين رسمياً إلى دولتين شمالية وجنوبية، فيما استمرت الأوضاع السياسية والعسكرية بين الطرفين على شفير الهاوية معرضة جميع الأطراف ومن حولهم في المنطقة لسياسات عنيفة ولتحركات مد وجزر لم تحقق الاستقرار المنشود في المنطقة. محصلة القول إن الصين كانت الدولة الراعية لكوريا الشمالية التي تتشابه معها في العقيدة الشيوعية السياسية وفي المذهب الاشتراكي الاقتصادي. ومحصلة القول أيضاً إن الصراع بين واشنطن وبكين كان يمر عبر كوريا الشمالية ومن ثم بعد ذلك بعدة سنوات عبر فيتنام الشمالية.
بيد أن سياسة البينج بونج الأمريكية الصينية التي كان مهندسها وزير الخارجية الأمريكي (هنري كيسينجر) ساهمت في قشع السحب السوداء عن العلاقات الأمريكية الصينية وبدأت منذ عام 1974م حالة من التقارب الأمريكي الصيني أدت إلى خروج الصين الوطنية من مجلس الأمن الدولي (بقرار أمريكي بالطبع) ودخول الصين الشعبية إليه واحتلالها لموقعها الدائم فيه. فواشنطن كانت في حاجة ماسة إلى حليف سياسي نشط ومؤدلج لمواجهة عدوها اللدود الاتحاد السوفيتي، والخلاف الصيني السوفيتي العقدي ساعد على تحقيق التقارب بين واشنطن وبكين.
الحدث هذا أدى دوراً كبيراً في تبني الصين الوطنية لسياسة احتواء غير مباشرة تجاه واشنطن بحيث تكسب صداقتها ولا تتخوف من عدائها لها وذلك وفقاً لحركة وتوجهات ومواقع المصالح القومية الصينية الاستراتيجية. فطالما أن تحركات واشنطن أو سياساتها لا تتهدد المصالح الصينية القومية الاستراتيجية فإن بكين لن تتحرك ضدها، لكن لا بأس في أن تتخلى بكين أو أن تتغاضى عن بعض من مصالحها المتغيرة أو حتى بعض من مصالحها الحيوية إن تطلب الأمر أو إن دعت الضرورة إلى ذلك شريطة ألا يهدد الأمن القومي الصيني على المدى القريب أو البعيد.
ومع هذا وعلى الرغم من التقارب الواضح والانفتاح الكبير بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين الشعبية منذ عام 1974م وحتى اليوم، لم تخل علاقات الدولتين من خلافات وصراعات وضغوط متبادلة حيال قضايا دولية ساخنة وملفات إقليمية مفتوحة منها على سبيل المثال لا الحصر الملف الكوري، والملف الصيني التايواني، والعلاقات الصينية اليابانية، والعلاقات الصينية الهندية. فالعلاقة بين الدولتين حول تلك الملفات والقضايا يمكن تشبيهها بعلاقة الأصدقاء الفرقاء أو حتى ما يمكن أن نسميه بعلاقات الحلفاء الأعداء.
هذا ما تفرزه السياسات الدولية بمختلف علاقاتها، وأيضاً ما تنتجه العلاقات الدولية بمختلف سياساتها، فالعلاقات بين الدول تخضع للمصالح القومية الإستراتيجية، والمصالح القومية الإستراتيجية تحددها اعتبارات ومقومات واحتياجات ومطامع مختلفة تختلف باختلاف مكونات الزمن وأيضاً باختلاف مكونات الواقع وفي مقدمتها مقومات البقاء الإنساني التي تعد من أمضى مقومات بقاء الدول القومية ذاتها.. وللحديث بقية إن شاء الله.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved