Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/11/2006G Issue 12462عزيزتـي الجزيرةالسبت 20 شوال 1427 هـ  11 نوفمبر2006 م   العدد  12462
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

صدى العلوم

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

غزلان ظاهرة تحتاج لدراسة

قرأت ما كتبته الأخت غزلان في صفحة عزيزتي الجزيرة بتاريخ الأحد 23 رمضان 1427هـ والعدد 12435 بعنوان: (غزلان تقول: عدّدوا الزوجات ولا تخافوا من السابقات)، وقد بدأت الأخت الكريمة مقالها بهجومٍ عنيف على (الرجل الخائف) كما أسمته من الزواج على امرأته بثانية، وذلك من باب أن الهجوم أفضل وسيلة للدفاع!
فمهلاً.. مهلاً.. غزلان ما خطبك ولماذا كل هذا الحماس المنقطع النظير وكأننا في ساحة الوغى! فالأمور لا تؤخذ هكذا خبط عشواء فإن كنت زوجة أولى.. وتنادى بهذا الأمر وبهذا الاندفاع وتحث زوجها على التعدد فوالله إني لأظنك ظاهرة عجيبة من التضحية وإيثار الزوج على النفس في زمن ندرت فيه التضحيات فأنت تستحقين أن تُدرس حالتك كشأن باقي الظواهر الأخرى العجيبة في عصرنا المليء بالتناقضات!
وإن كنت زوجة ثانية.. عذرناك فقلنا أصابها مس من الانهيار العصبي لعله جاء متزامناً مع انهيار سوق الأسهم.. فهي تهذي من حرارة الألم الذي يجعلها تتمنى أن يكسر الرجال حاجز الخوف كما فعله زوجها بغفلة منها لتذوق كل النساء وجع الضرة كما ذاقته هي فلا يشمتن بها وهل هناك أشد من شماتة النساء!
وإن كنت فتاة.. تريد أن تلحق بالركب قبل أن يفوتها بعد أن انتظرت في محطة القطار طويلاً وهي تتمنع بكل غرور وإعجاب بالنفس إلى أن أوشكت تذكرتها أن تصبح بلا رصيد فأرادت تدارك الأمر والتشبث بأول قطار يلوح لها دخانه من بعيد! قلنا هو ندم على تفريط برجال أكفاء كانوا يتقدمون إليك وكان إعجابك بالنفس والعمر الذي لا يهرم يحولان بينك وبين ذلك!
عزيزتي..
التعدد شرع كفله الله للرجل ونحن لا نناقش شرعاً سماوياً أنزله الله بل نخضع له ونقبله وذلك من تمام الإمان ولكن أخيتي هذا الحق له ضوابط وأحكام يعرفها من عرف الله ويجهلها من زين له سوء عمله ذلك مع علمه بها، فالمشكلة ليست في التعدد لكنها فيما وراء التعدد.
قد تسألينني كيف؟ سأخبرك كم واحدٍ من أولئك الذين اسميتِهم الخائفين يستطيع العدل بين زوجاته المثنى والثلاث والرباع بعد التعدد؟
قال تعالى:{وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ} فالمقصود هنا بالعدل الميل القلبي ونحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب زوجته عائشة أكثر من حبه باقي زوجاته فكان يقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما أملك ولا أملك) أي القلب وميله!
ولكن هل كان حبه لعائشة مدعاة لعدم عدله بين زوجاته.. حاشا له أن يفعل وهو قدوتنا بل حين اشتد عليه النزع الأخير استأذن باقي زوجاته أن يكون في بيت عائشة انظري إلى رحمته وشفقته واحترامه لنسائه.. وحين كان يسافر كان يقرع بين زوجاته إحقاقاً للحق وإرضاءً لهن وغسلاً لما قد يكون في النفوس! فهل تعتقدين عزيزتي غزلان بأن أولئك الخائفين كما اسميتهم سيفعلون مثل ذلك حين يستجيبون لصرختك التي تذكرني بصرخة البسوس حين قتلت ناقتها فأخذت تنفخ في رماد الحرب حتى اندلعت المعركة التاريخية داحس والغبراء لعشرات السنين وأتت على الأخضر واليابس! وقتلت كل الحب الذي كان يعمر قلوب الفريقين بسبب صرخة من امرأة جاهلة كانت هي أول الهالكين فيها تقولين عزيزتي في مقالك الثوري (وإذا جمعنا بين كلام هؤلاء الرجال وقد اسميهم (الخائفين)؛ لأن الله تعالى قال وإن خفتم فواحدة.. فإذا جمعنا بين كلامهم وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم نقول إن الرجال قد خافوا من نسائهم لأن كلامهم (نخاف أن نهين زوجاتنا) ليس هو عذرهم من الزواج الثاني؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما قال هذا الكلام ولم يهن زوجاته أبداً وهن زوجاته في الدنيا والآخرة ولم يخف منهن عليه الصلاة والسلام) انتهى كلامك.
استمعي إلى قوله تعالى:
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} (3) سورة النساء.
إذن العدل بين النساء هو الأساس المتين للتعدد فإن رأى الزوج أن هذا الشرط صعب تحقيقه وغير قادرعليه فمن باب اهلاك النفس أن يعدد! أليس أهل مكة أدرى بشعابها فلماذا عزيزتي تصرين أن توردي الرجل موارد الهلاك حين ترمينه في ساحة التعدد لينازل وحشاً كاسراً اسمه عدم القدرة على العدل بين الزوجات وهو بلا عدة أو عتاد.. فيخسر دنياه بجوره وظلمه ويخسر آخرته حين يأتي يوم القيامة وهو مائل اليمين يجره جنبه جراً!
فالتعدد ليس لعبة مثيرة يتباهى به الرجل بكل غرور وعنجهية ليحطم شعار الخوف من الزوجة الأولى والثانية والثالثة ويفرد جناحيه كطاووس مغرور في المجالس أنه زوج الاثنين والثلاث والأربع!
بينما هو في حقيقة الأمر لا يعرف عن زوجاته شيئاً فلربما كانت واحدة منهن ترفع يديها عليه بالدعاء في هجعة الليل بسبب ظلمه لها وغمط حقوقها من أجل الأخرى!
ولربما كان لا يعرف حتى أطفاله في أي الصفوف الدراسية هم لا يهتم بمستواهم الديني والعلمي والأخلاقي وكأنه في مزرعة تفريخ فقط وهذا ما أضعف أمتنا حين أنجبنا الأبناء وتركناهم هملا من دون حسيب أو رقيب غثاء كغثاء السيل لو يعلمون!
التعدد مسؤولية لا يقدرها حق قدرها إلا الرجل المؤمن الحكيم الذي جعل من النبي عليه الصلاة والسلام قدوة له في العدل والإنصاف بين الزوجات.
ثم تأتين لنا بخبر عجيب يعتبر نادرة من نوادر العصر ولو علم بها الجاحظ للأسف لضمها إلى كتابه تقولين: (وقد ترى من بعض النساء من تساعد زوجها على زواجه.. وقد لا تصدقون إن قلت إني أعرف امرأة عندما خطب زوجها امرأة ذهبت ورأتها وأخبرت زوجها بها، وذهبوا لتجهيز المنزل هي وزوجها.. وهي الآن بسعادة وتوفيق مع زوجها.. فوالله لو رفضت طلبه لسقطت من عينه).
ألا تتحقق السعادة الزوجية أختي إلا بمثل هذه النوادر إذن ما دمت تنافحين عن هذا الأمر بكل بسالة فنحن بانتظار نادرتك في هذا الشأن فلابد أن لك تجربة فريدة في حث زوجك على التعدد فاتحفينا بها ونحن بالانتظار.

سلوى حسن العضيدان / محافظة الغاط



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved