Al Jazirah NewsPaper Friday  17/11/2006G Issue 12468أفاق اسلاميةالجمعة 26 شوال 1427 هـ  17 نوفمبر2006 م   العدد  12468
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

حولها ندندن
د. جواهر بنت عبد العزيز آل الشيخ (*)

سرّ محمد بن عبدالله
اندسّ أحدهم بين جموع المعتمرين الحاشدة بعد أن ادعى دخول الإسلام، مع أنه جاء مستكشفاً ولمّا يتمكن هذا الدين من قلبه بعد، فتغير العقيدة عسير عسير إلا من هدى الله قلبه، لكنه أراد أن يعرف كنْه هذا الذي يسمى بالإسلام وسرّ عظمته رغم أنه ليس في حماية دولة عظمى، كما أنه الأمر الوحيد المشترك بين معتقنيه مع أنهم لا ينتمون لوطن واحد، ولا يتحدثون لغة واحدة، ولا تجمعهم عادات واحدة؟!
وأشدّ من ذلك أنه أراد أن يستكشف سرّ القوة الداخلية لمعتنقي هذه الديانة وعزّتهم رغم تشرذمهم في أوطان متباعدة متمزقة أهلكتها الحروب والمجاعات بفضل فتن الأعداء وأهل النفاق المتعاضدين معهم في الخفاء.
فسار بين تلك الحشود التي تتدفق في المسعى وكأنها تسير إلى هدف معين لا يشغلها عنه شيء بينما هو يتلفّت يمنة ويسرة باندهاش غريب ترى ماذا يقولون؟ وبماذا يهمهمون؟ وبأي عبادة يدندنون؟ لقد قرأ عن هذا الدين كثيراً إلا أنه لم يستشعر عظمته بعمق إلا في هذا الموطن المقدس، إنه يسمع أن الاختلاط محرم في ديار المسلمين لكن ها هن النساء يَسِرن بجانب الرجال دون أية إثارة كما يحدث في المواطن الأخرى سواء المتشددة أم الإباحية، ثم إنه يعلم أن هؤلاء الأقوام اشتهروا بسرعة الانفعال لكنهم يسيرون ويتحركون بهدوء كبير نسبة إلى ازدحامهم الشديد في تلك المواقع الصغيرة المباركة من الأرض!!
بل إنهم وإنهم وإنهم يفعلون أشياء كثيرة تثير العجب إنما أشدها غرابة تقشعر معها الأبدان حينما يُنادى لصلاتهم بذلك النداء البديع الرخيم الذي يسري في النفوس الباردة فيشعلها بنور الحق، حينئذ تتحول تلك الجموع الهادرة إلى طوابير منتظمة هادئة مطمئنة خاشعة تسري فيها السكينة العجيبة، بالله!! من نظّمها؟ من أسكتها؟ من جعل كل فرد فيها يرضى بمكانه ويقرّ لسواه بمكان أفضل سبقه إليه حتى لو كان من أهل البلد أو من أصحاب الثراء أو القوة؟ عجيب والله هذا، فقيرهم بجوار غنيهم، كبيرهم يلامس منكبه منكب صغيرهم، قويهم بجانب ضعيفهم يا لها من مساواة لا نظير لها في جميع أقطار الدنيا، بل وفي كل مجلدات القانون الأرضي!!
ثم توقف برهة وتساءل التساؤل الأكبر: من الذي سنّ لهم هذه القواعد العجيبة؟! إنه بلا ريب ذلك العربي الأمي الذي يدعى محمد أو الذي سمع عنه أنه يتيم وحيد فقير!! يا إلهي أيعقل هذا؟ أيها الأمي ما أعلمك! أيها الفقير ما أغناك! أيها اليتيم ما أقواك! أيها الوحيد ما أكثرك! حقاً ما أكثرك كنت محمداً واحداً فأصبحت ملايين المحمدين، فكل المسلمين على اختلاف ديارهم ولغاتهم هم محمد، واسمك يتردد في جميع أنحاء الكرة الأرضية آناء الليل وآناء النهار دون توقف في الأذان والإقامة والصلاة! وإذا أردت إكرام المسلم فسمّه محمداً وإن أردت أن تسعد المسلمة فنادها بأم محمد إن كنت لا تعرف لها اسماً، إن محمداً هذا بلا شك مدعوم بقوة هي الغاية في العظمة، ليست بالقوة الأرضية أو المقدرة البشرية. ولمّا وصل صاحبنا إلى هذه المرحلة من التفكير العميق قال بقناعة عقلية تمازجها سعادة روحية: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله)، ثم خرّ ساجداً باكياً تسري في أوصاله رعدة شديدة أشعرته أن السجود ما هو إلاّ ميزة إسلامية تشفي الصدور، وأن التوحيد هو الحقيقة الوحيدة المقنعة للألباب.

(*) الأستاذ المشارك بكلية التربية للبنات بالرياض



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved