Al Jazirah NewsPaper Wednesday  22/11/2006G Issue 12473تحقيقاتالاربعاء 01 ذو القعدة 1427 هـ  22 نوفمبر2006 م   العدد  12473
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

كود البناء

دوليات

متابعة

محاضرة

منوعـات

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

مرتع لعمالة رديئة مخالفة لجميع الأنظمة
حي أم السلم بجدة نموذج للعشوائية في ظل تباطؤ القرار الرسمي

* جدة - عبدالرحمن العنبري:
(أم السلم) أحد الأحياء المنسية شرق الخط السريع يعيش سكانه العديد من المخالفات ويناشدون المسؤولين إيجاد حلول ولو مؤقتة لأوضاعهم الحالية التي تعبر عنها بوضوح تلك العشوائية التي أصبحت ملاذاً للعابثين، مع تصاعد مخاطر الأودية ومجاري السيول والمستودعات المنتشرة في الحي والتي لا يعلمون ما بداخلها فأصواتهم تعالت واشتدت وتيرتها من أجل أن ينالوا أبسط حقوقهم التي وضعتها لهم الدولة وكفلتها لكي يعيشوا حياة كريمة، فهم يعانون النقص في كثير من الخدمات.
جولة داخل الحي
(الجزيرة) تجولت في الحي ووجدت أن هناك الكثير من الأحياء العشوائية وأبنية الكثير منها متهالك وطرق وعرة وضيقة ومكدسة بالشاحنات الضخمة التي تعطل حركة السير ووجود الكثير من المستودعات داخل الحي التي يمكن أن تسبب خطرا على السكان وذلك لما تحتويه من مواد سريعة الاشتعال مثل الأخشاب ومستودعات مليئة بالآليات التالفة ومحال عشوائية غير منظمة وغير متناسقة وبجانب هذه المحال مجموعات من المتخلفين المخالفين أنظمة الإقامة والعمل من العمالة غير المدربة الذين يدعون أنهم يتقنون الكثير من الخبرات في كثير من الأعمال.
وبالقرب من الشارع الرئيس للحي يوجد خضار وفواكه منظرها يشد الناظر إليها بأكشاكها التي تفتقر إلى الكثير من الخدمات الصحية فالمراكز الصحية تبعد عنهم ولا تفي بحاجاتهم وحتى المرافق الصحية أغلبها مستوصفات أهلية ذات طابع ربحي لا تخدم المواطنين إلا بمقابل مادي وأغلبية السكان من الطبقة البسيطة ذوي الدخل المحدود الذي في الأصل لا يفي بمطالبهم الأساسية وحاجاتهم اليومية وهناك بعض المناطق تقع بالقرب من مجرى السيول والأودية مما يجعلها منطقة مهددة بالخطر ذلك عندما تهطل الأمطار بغزارة مما يجعل المنطقة على شفا حفرة فتعرض المواطنين للخطر وتعوق حركة السير في تلك المنطقة هذا إن لم تشلها تماما وتجعل عملية مساعدة المواطنين صعبة جدا وتتطلب الوقت والجهد الكبير من الجهات المسؤولة فالمنطقة تحتاج إلى شبكة تصريف للمياه من أجل تفادي المخاطر في تلك المنطقة وهي أيضا تفتقر إلى بنية تحتية جيدة فهناك الكثير من المناطق لا يوجد بها شبكة كهربائية أو حتى توصيلات للهاتف فالكثير من الأسلاك الكهربائية ذات الضغط العالي من أعلى أسطح المنازل بشكل مريب مما يجعلها تشكل خطرا كبيرا على المواطنين وعلى الأطفال بالذات.
وهناك الكثير من الأوساخ المتراكمة بجانب الطرقات الوعرة والضيقة والملقاة بشكل غير حضاري وملفت للنظر وليس هناك حتى مكبات للأوساخ في الحي فتجدها ملقاة بشكل يثير الاشمئزاز مما يسبب خطرا على المواطنين من الناحية الصحية والنفسية فتجعل المنطقة أكثر عرضة للأمراض.
والمنطقة تشكل خطرا على المناطق الأخرى القريبة منها حيث تلحظ نشاطا كثيفا من قبل العمالة المتخلفة التي تجوب المنطقة دون حسيب أو رقيب ويتواجدون بشكل ملحوظ بين الأزقة والطرق الضيقة يعرضون خدماتهم على أهالي الحي وهذه العمالة تجد نفسها مؤهلة للعمل في كثير من الأمور المختلفة وهي في الحقيقة عمالة غير مدربة ولا تملك حتى شهادات خبرة أو تقنية.
والملاحظ انتشار العمالة اليمنية ومن ثم العمالة البنجلاديشية.
حديث مع السكان
خلال الجولة التقت (الجزيرة) عددا من المواطنين الذين يقطنون هذا الحي فالمواطن هادي يحيى عسيري يقول: أنا من سكان هذا الحيث منذ زمن طويل وتنقصنا الكثير من الخدمات من إنارة وسفلتة للطرق وصرف صحي للمياه وأيضا نحن بحاجة إلى أن يتوافر لدينا عدد من المرافق الصحية من مستشفيات ومستوصفات لكي تفي بحاجة المرضى فهناك أكثر من خمسة آلاف شخص لا يجدون الرعاية الصحية الجيدة وذلك بسبب أن الكثير من المرافق الصحية الحكومية تبعد عنا وتحتاج وقتا طويلا من أجل الوصول إليها.
وبالإضافة إلى هذه المصاعب توجد مشكلات أخرى تتعلق بنظافة الحي فهناك الكثير من الأوساخ والمخلفات ملقاة على جنبات الكثير من الطرق والمخارج.
وهناك الكثير من مستنقعات المياه بسبب عدم وجود شبكة تصريف للمياه التي تؤوي الكثير من الحشرات والبعوض التي تسبب الأمراض الخطيرة والمعدية مثل مرض حمى الضنك الذي انتشر قبل فترة وجيزة، وهناك كثير من المستودعات المليئة بالمعدات القديمة والمتهالكة وبداخلها الكثير من الباصات التالفة التي يمكن أن تكون وكرا للمجرمين وأصحاب الرذيلة والأحواش الكبيرة والمتناثرة في أرجاء الحي والتي قد استخدم كملاذ آمن للإرهابيين ونحن من خلال هذا المنبر نوجه رسالة إلى الجهات المختصة من أجل تلافي الكثير من هذه المخاطر التي تحيط بنا من كل جهة.
المواطن علي القرني يقول: إن الحي يحتاج التنظيم والتنسيق بالإضافة إلى ذلك نريد أن تكون هناك حدائق عامة داخل الحي من أجل الترفيه لعوائلنا وأولادنا فنحن نأخذ الكثير من أجل قضاء وقت ممتع مع أهلنا وذوينا، ونطالب أيضا بأن تكون هناك حلقة نموذجية تحتوي على كافة إجراءات السلامة والنظافة.
المواطن خالد الغامدي يقول: إن الحي يحتاج إعادة ترتيب وذلك أن المنطقة توسعت فأصبح الكثير من المستودعات للعديد من شركات الأخشاب تتوسط الحي وهذه تعرض حياة المواطنين للخطر بحيث لو حدث حريق لا قدر الله في أحد هذه المستودعات لكان من الصعب إخماد تلك الحرائق بسبب أن الأخشاب من المواد السريعة الاشتعال وتنتشر بسرعة هائلة وبعض هذه المستودعات بالقرب منها بعض محطات الوقود مما يجعلها تشكل مصدر خطر على المنطقة.
مع المسؤولين
(الجزيرة) اتصلت بأحد المسؤولين للاستفسار عن هذا الأمر، فقد اتصلنا بمدير شركة الكهرباء بالمنطقة الغربية المهندس فؤاد الشربيني الذي أفاد بأن السبب في عدم إيجاد الخدمات في الكثير من تلك المناطق هو أن الكثير من المواطنين الذين يسكنون هذه الأحياء غير نظاميين حيث إن ملكية الأراضي لا تعود إليهم وهناك قرارات وزارية من ذلك الشيء صادرة عام 1425هـ وقمنا بإعطاء مهلة لجميع المواطنين المعنيين لمدة سنة كاملة من أجل إثبات ملكية الأراضي وتقديم الصكوك، وأوضح أن هناك شروطاً أساسية لأجل إيجاد تلك الخدمات منها صورة الصك وخطاب من البلدية من لجنة التعديات بأنه لا مانع من إيجاد تلك الخدمات وبعدها نقوم بتسهيل الإجراءات من أجل إيصال جميع الخدمات الناقصة إليهم.
وأوضح مدير شعبة العمليات بالدفاع المدني بجدة العقيد عبدالله حسن جداوي أن عشوائية تخطيط حي أم السلم ومبانيه الآيلة للسقوط وقف عقبة في طريق مهام الدفاع المدني وأسهمت في تأخير مهامه الميدانية.
وأضاف مدير العلاقات والإعلام بإدارة الدفاع المدني بجدة العقيد نامي بن خالد الشريف بقوله: إن وحدة الدوريات بالإدارة تقوم بجولات ميدانية لمراقبة ورصد جميع المخالفات التي منها المستودعات والمحال التجارية ومن ثم يتم توجيه الإنذارات لهم والإغلاق بناء على نوع المخالفة ومدى خطورتها وأن الهدف من هذه العقوبات ليس الغرامة ولكن لتحقيق مبادئ السلامة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع.
من جانبه يقول الخبير الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة: هناك الكثير من الأحياء العشوائية بمحافظة جدة وللأسف الشديد أن هذه الأحياء أصبحت مصدرا لانتشار الغش التجاري ودون شك فإن ذلك يعود إلى طبقة السكان في هذه الأحياء خاصة أن المتخلفين أصبحوا يتخذونها ملجأ للهروب من دوريات الجوازات. فكوني اقتصادي فإنني أرى أن يعاد تخطيط هذه الأحياء أسوة بغيرها وحسب معلوماتي أن الأمانة قائمة على ذلك وهذا التخطيط الجديد سيكون دون شك مردوده الاقتصادي إيجابيا للبلد كما أنه سيحد من انتشار الأمراض التي للأسف يكون مصدرها هذه المناطق الموبوءة كما أن ذلك سيكون له المنظور السياحي الجيد خاصة أن قيادة هذا البلد المعطاء تولي السياحة جل اهتمامها.
نستخلص من هذا أن الحي يحتاج عدة أمور هي كالتالي:
1- توفير شبكة كهربائية وعمل بنية تحتية من أجل الاستفادة من الكثير من الخدمات التقنية الحديثة.
2- توفير شبكة صرف صحي للمياه من أجل تصريف مياه السيول والأودية والمياه السائبة والملوثة التي تملأ الكثير من الطرقات التي تسبب الكثير من الأمراض الخطيرة والمعدية مثل حمى الضنك الذي انتشر قبل فترة وجيزة.
3- العمل على سفلتة الطرق وعمل الأرصفة والإنارة فيها.
4- إيجاد حلقة خضار وفواكه نموذجية تتوافر فيها جميع المستلزمات من الترتيب والتنسيق والنظافة فالحي يشكو الأوساخ.
5-العمل على إزالة الكثير من الأحواش والصنادق المنتشرة داخل الحي التي من الممكن أن تستخدم كملاذ آمن للمجرمين والإرهابيين وأصحاب الرذيلة أو مأوى للمخالفين نظام الإقامة والعمل.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved