Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/12/2006G Issue 12490لقاءاتالسبت 18 ذو القعدة 1427 هـ  09 ديسمبر2006 م   العدد  12490
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

قمة جابر

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

صدى العلوم

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

( الجزيرة ) تحاور وزير الحج الدكتور فؤاد الفارسي
جاهزون بخطط علمية ومجدولة لإدارة الحشود البشرية على جسر الجمرات

* حاوره - سعد الشهري:
من طقس مليء بالمفاجآت إلى ضبط مؤسسات الطوافة ومن خطط التفويج بعد إنجاز تصميم جديد لجسر الجمرات إلى تأهيل العناصر البشرية ميدانياً، ومن مشكلة الافتراش إلى مقاومة تخلف الحجيج ومن تدفق البشر من جهات الكون قاطبة إلى مهبط الوحي مكة المكرمة.
يكون عزم الرجال قد شارف على التجلي بدقة في العمل، ودأب الدولة على تجييش طاقاتها كلها له خدمة وراحة لقاصد هذا البلد الكريم، ولأن الأسئلة تصبح معلقة على باب الجواب.. كانت أيضاً وزارة الحج ممثلة بالوزير المثقف حاضره لفك ما التبس على علامة الاستفهام..
مع معالي الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي نبدأ الأسئلة.
* معالي الوزير سنبدأ من بعد إعادة بناء جسر الجمرات بالتصميم الجديد، هل من جديد لخطط تفويج الحجاج لرمي الجمرات؟ وما هي الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لحمايتهم من السقوط أثناء الرمي؟
- أوجدت قيادتنا الرشيدة - وفقها الله - روح العمل الجماعي التكاملي بين كافة الجهات المعنية بخدمات ضيوف الرحمن بحيث تؤدي كل جهة مهامها في نطاق الدور والمسؤوليات المناطة بها بالمهنية المطلوبة وبما يؤدي إلى تحقيق النجاح المطلوب - بإذن الله تعالى - فمثلاً قامت وزارة الشؤون البلدية والقروية مشكورة بكل ما يتعلق بالتصاميم والإنشاءات المطلوبة لمنطقة جسر الجمرات منذ انتهاء موسم الحج العام الماضي 1426هـ، وفيما يتعلق بالتفويج وإدارة الحشود البشرية، قامت وزارة الحج، بالمشاركة مع جميع الوزارات والقطاعات والمراكز المعنية، وفي مقدمتها القطاعات المعنية بوزارة الداخلية، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، بعمل العديد من ورش العمل المكثفة وبمشاركة عدد من الخبراء العالميين المتخصصين، لدراسة منطقة رمي الجمرات، وتم بحمد الله وتوفيقه وضع الخطط المبنية على أسس علمية صحيحة لعملية تفويج الحجاج إلى هذه المنطقة وبناء جداول التفويج، ولإدارة الحشود البشرية فيها بالاستفادة من المميزات الكبيرة التي يتيحها التصميم الجديد للجسر وللساحات المحيطة به.
ومن أبرز ما تهدف إليه هذه الخطط تحقيق انسيابية الحركة بشكل مستمر وحماية الحجاج - بإذن الله تعالى - من أية سلبيات محتملة كالتدافع والسقوط لا قدر الله، كما تم تجنيد عدد كبير من الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة للقيام بمهام الإشراف والمراقبة والمتابعة، وتم تزويدهم بكافة الآليات التقنية ووسائل الاتصال الحديثة التي تكفل ديناميكية الحركة والمرونة وسرعة تبادل المعلومات للتكيف مع حالات الذروة وتفعيل البدائل المناسبة ميدانياً.
* وما هي الضوابط التي وضعتها الوزارة لإلزام مؤسسات الطوافة وشركات ومؤسسات حجاج الداخل بالقيد والالتزام بخطط التفويج والنفرة؟
- لا شك أن خدمات ضيوف الرحمن من الأعمال الكبيرة والمهمة التي تحتاج إلى تضافر كافة الجهود لبلوغ الهدف المطلوب، ولا يمكن الزعم أن جهة منفردة تستطيع القيام بذلك بمفردها، وضبط خطط التفويج وتنفيذها بالصورة المطلوبة يمثل أحد أمثلة هذه الأعمال الكبيرة، فلكل جهة دورها ومسؤولياتها التي يجب أن تؤديها على الوجه الأكمل ضمن منظومة العمل المتكاملة. ومنسوبو مؤسسات الطوافة وشركات ومؤسسات حجاج الداخل هم مواطنون من أبناء هذا البلد المعطاء، ويدركون الدور المهم الملقى على عواتقهم، ويقدرون النعمة التي شرفهم الله بها بأن جعلهم ضمن منظومة القائمين على خدمة وراحة ضيوف حجاج بيت الله الحرام، فهناك حوالي أربعمائة مجموعة خدمة ميدانية تنتمي لمؤسسات الطوافة الست التي تتولى خدمة حجاج الخارج، وأيضاً حوالي مئتان وأربعون شركة ومؤسسة حجاج داخل، وهذا الموضوع محل اهتمامي الشخصي وقد أكدت على رؤساء بعثات الحج أثناء الاجتماعات التنسيقية السنوية معهم لترتيب شؤون حجاج بلادهم، على ضرورة التقيد بخطة التفويج الخاصة بهم، وقد تم عمل هيكلة إدارية خاصة بعملية التفويج والرقابة على تنفيذها على النحو التالي:
* هناك لجنة إشرافية عليا برئاسة سعادة وكيل الإمارة وعضوية سعادة وكيل وزارة الحج وممثلي الجهات المعنية الأخرى.
* أنشأت الوزارة فريقاً إشرافياً ميدانياً لمراقبة التفويج الخاص بكل مجموعة خدمة ميدانية (أو شركة حجاج داخل) يعمل على مدار الساعة، ويرتبط بسعادة وكيل الوزارة.
* تم تكوين فريق خاص بمهام التفويج بكل مؤسسة، يتولى مهام الإشراف العام والتنسيق والمتابعة على مستوى المؤسسة، ويشارك به بعض أعضاء مجلس الإدارة.
* تم تكوين فريق تنفيذي خاص بكل مجموعة خدمة ميدانية، يتولى التنفيذ المباشر للجزء الخاص بتلك المجموعة من خطة التفويج العامة ويقوم عضو منه بمرافقة كل مجموعة متجهة لمنطقة الرمي، ويشارك في هذا الفريق أحد منسوبي بعثة الحج الخاصة بحجاج تلك الدولة للمساهمة في التعامل مع العدد الضئيل من الحجاج الذي يحتمل تسربه أو عدم تقيده بمواعيد الرمي المخصصة لهم، والذي قد يكون ناتجا عن قناعاتهم الشخصية أو بتأثير فتاوى يجلبونها معهم ويحددون بموجبها وقت رمي الجمرات الذي قد يتزامن مع ذروة الكثافة، وسيكون للمرشدين المرافقين لحجاج كل مؤسسة زي موحد مخصص لهم.
* توجد هناك نقاط فرز في شوارع منى المؤدية إلى منطقة الجمرات، يتم فيها التأكد من التوقيت المخصص للمجموعات المتجهة إلى منطقة الجسر والتي تمر عبر تلك النقطة، وانه تم وفقاً لخطة التفويج، واتخاذ الإجراء المناسب تجاه الحالات المخالفة.
* يتكامل ويتزامن مع جدولة التفويج، إدارة الحركة والحشود وتحديد الاتجاهات، إدارة وتشغيل جسر الجمرات، تنظيم الساحات ومواقع الخدمات والمرافق، مكافحة المفترشين، إدارة الحركة المرورية والنقل، التعامل مع الحجاج غير النظاميين، النظافة ونقل المخلفات، التعامل مع الحالات الطارئة وإعادة الأوضاع.
* أثناء اجتماعاتنا مع بعثات الحج لترتيب شؤون حجهم، أكدت الوزارة أن على البعثات جميعا التقيد بخطة التفويج الخاصة بهم.
* تم إعداد مواد توعوية متكاملة بلغات عدة، لتبسيط الخطة وايصالها إلى الحجاج.
كما تم الإعلان لجميع مؤسسات ومجموعات الخدمة أن الالتزام بخطة التفويج سيكون أحد أهم عناصر التقييم الذي تضعه الوزارة لأدائهم عقب نهاية أعمال الموسم، وعلى ضوئه يتقرر ما يطبق بحق تلك المجموعة أو المؤسسة من جزاءات أو مكافآت تحفيزية من منطلق مبدأ الثواب والعقاب، سيحال إلى التحقيق من قبل اللجان المختصة كل من يثبت تهاونه في تطبيق خطة التفويج أو إخلاله بها.
الحجاج غير النظاميين
* هناك صعوبة في السيطرة على الحجاج المتسربين إلى المشاعر المقدسة ممن لا يحملون تصاريح حج، والذين يتجاوز عددهم مئات الآلاف، كيف استعدت الوزارة لمواجهة هذا التسرب؟
- لا شك أن هناك أعداداً ليست بالقليلة من المقيمين إقامة نظامية وغير نظامية، ومن بعض المواطنين أيضاً ومواطني دول الخليج، يقومون بأداء الحج وربما تكرار أدائه سنوياً بطريقة غير نظامية ودون الارتباط بإحدى الشركات ومؤسسة حجاج الداخل، ودون الحصول على تصريح الحج اللازم، مخالفين بذلك الأنظمة والتعليمات المعتمدة من ولاة الأمر -حفظهم الله - والتي تهدف في الدرجة الأولى إلى تحقيق سلامة الحجيج وتيسير أدائهم النسك، ولا شك أن هذه الفئة تعرقل الخطط الموضوعة، وهناك العديد من الضوابط التي يجري تطبيقها هذا العام بمشيئة الله تعالى للحد من هذه الظاهرة في إطار ما أوصت به اللجان المختصة، ومن ذلك تكثيف نقاط الفرز قرب مساجد المواقيت الشرعية وعلى مداخل مكة المكرمة، والتشديد في عدم السماح بدخول مكة المكرمة والمشاعر المقدسة للمركبات غير المصرحة وللركاب الذين لا يحملون تصاريح حج، وإعادتهم من حيث أتوا، والتركيز على أن تبدأ إجراءات التأكد من نظامية الحاج والمركبة من جهة قدومه، وسيتم تطبيق العقوبات النظامية على المخالفين.
بعثات الحج
* معالي الوزير اسمح لي أن أقول ان بعض التقصير تجاه الحجاج القادمين من الخارج يكون المسؤول المباشر عنه هم رؤساء بعثات هذه الوفود، ألا توجد آلية لمعالجة قصور مسؤولي بعثات الحج..؟
- تقوم اللجان الرقابية التابعة للوزارة بمتابعة ومراقبة أداء بعثات الحج في تنفيذها لما يخصها من مهام محدودة وبالتنسيق مع مؤسسة الطوافة المعنية، وقبل موسم الحج بفترة كافية تقوم الوزارة والجهات الواقعة تحت إشرافها بعقد اجتماعات مطولة مع بعثات الحج لترتيب كافة شؤون حجاج تلك الدول، وعادة ما يتم خلال هذه الاجتماعات استعراض وتحليل الأخطاء ونقاط القصور التي رصدت على أداء البعثة في موسم الحج السابق لاتخاذ السبل الكفيلة بمعالجتها وعدم تكرارها، كما يتم التأكيد فيها على أن يكون أعضاء البعثة ممن لهم سابق خبرة جيدة في مجال العمل، وذلك بهدف أن تكون الخدمة المقدمة لضيف الرحمن على أفضل مستوى ممكن وبما يحقق تطلعات حكومتنا الرشيدة.
حجاج الداخل
* رغم الغرامات التي تفرضها الوزارة على شركات حجاج الداخل المخالفة إلا أن أداء الكثير من الشركات مازال دون المستوى، والكثير منها يخل بالعقود المبرمة مع الحجاج، فلماذا يتم تجديد تراخيصها ومنحها موقعاً بالمشاعر..؟
- يتميز هذا العام 1427هـ بأنه العام الأول لتطبيق نظام خدمة حجاج الداخل الصادر بموافقة المقام السامي الكريم، والذي سيكون له أثر بارز بإذن الله تعالى في تطوير وتحسين الأداء من خلال ما اشتمل عليه من مواد وبنود، تهدف إلى مزيد من التقنين والضبط والارتقاء بالخدمات لضيوف الرحمن.
كما أتاح النظام مضاعفة الضمانات المالية على الشركات والمؤسسات مقدمة الخدمة لضمان وفائها بالتزاماتها على الوجه الأكمل، وتم تشديد العقوبات ومضاعفة الغرامات المالية المطبقة بحق المقصرين.
وكما أن هناك شركات ومؤسسات تقصر، فإن هناك الكثير من الشركات والمؤسسات التي تؤدي مهامها بشكل جيد وعلى الوجه الأمثل ولا أعتقد أنه من الدقة التعميم بأن الأداء دون المستوى. وعلى كل حال فإن هناك لجنة ثلاثية مكونة من ممثلين عن وزارات الداخلية، الحج، التجارة، والصناعة، تختص بالنظر في مخالفات الشركات والمؤسسات مقدمة الخدمة وهي الجهة المخولة بالتوصية بنوع العقوبة المستحقة كالإنذار، الغرامة المالية، إيقاف أو إلغاء الترخيص.
* هل لدى الوزارة هذا العام حلول جذرية للشركات الوهمية التي تظهر في كل موسم حج وتتسبب في مشاكل لحجاج الداخل..؟
- لمكافحة الحملات الوهمية، تتخذ الوزارة عدة إجراءات منها إرسال فرق رقابية مكثفة إلى كافة أنحاء المملكة لتعقب الحملات الوهمية وتسليم صاحبها لإمارات المناطق لاعمال اللازم النظامي بحقه، كما تؤكد الوزارة على ضرورة تفعيل دور المواطن والمقيم وعدم تعاقدهم مع أية مؤسسة غير نظامية، لتجنيبهم الوقوع ضحية لضعاف النفوس الذين يستغلون الركن الخامس من أركان الإسلام لتحقيق مكاسب مادية زائلة، ويتسببون في معاناة ضيوف الرحمن، وتحرص الوزارة على إيصال المعلومة الصحيحة للمواطنين والمقيمين عن الشركات والمؤسسات المرخصة نظاما والتي لها مواقع معتمدة خلال موسم الحج في المشاعر المقدسة بمختلف الطرق، ومنها:
أ - تخصيص هاتف مجاني يعمل على تقديم المعلومة المطلوبة على مدار الساعة باللغتين العربية والإنجليزية.
ب - كتيب دليل المواقع، وهو متاح بالإدارة العامة لحجاج الداخل بالوزارة.
ج - مجموعة من حلقات برنامج مجلة الحج تذاع في شهر ذي القعدة، خصصت لكل ما يتعلق بشؤون حجاج الداخل.
وقد تضمن نظام خدمة حجاج الداخل تحديد العقوبات الخاصة بمن يمارس هذه الخدمة دون تصريح نظام من الوزارة.
وهنا أؤكد أن الوازع الديني وخشية الله ومراعاة أوامره ونواهيه يجب أن تكون هي الأساس في أي عمل نقوم به.
النقل في المشاعر المقدسة
* لماذا لا يتم وضع حلول جذرية لأزمة النقل التي تعاني منها مناطق الحج (عرفات، مزدلفة، منى) عن طريق تنفيذ مشاريع كبرى لنقل الحجاج..؟
- تمثل (الحافلات) الوسيلة الأساسية لنقل الحجاج داخل المشاعر المقدسة في الوقت الحاضر، وهناك أكثر من ستة عشر ألف حافلة تملكها مجموعة من الشركات الأهلية، وتتولى نقل الحجاج بطريقتين:
* النقل الترددي، الذي يستخدم حالياً لنقل حجاج مؤسستي تركيا، وجنوب شرق آسيا، في إطار خطة شاملة لتعميمه على بقية المؤسسات على مراحل محددة، وهو يشتمل بناء الطرق اللازمة وتوفير العدد المطلوب من الحافلات، وهو يهدف إلى زيادة سرعة وكفاءة النقل.
* النقل العادي، ويتم في الغالب على ردين، وهو مطبق لنقل حجاج بقية المؤسسات حالياً.
ولا شك أن تضافر الجهود بين القطاعات المعنية يحقق الارتقاء بإدارة الحركة المرورية والتغلب على ما يعيقها. وعلى كل حال تقوم بعض الجهات المختصة مثل هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، معهد أبحاث الحج بدراسة إمكانية توفير بدائل مناسبة، وتطوير الوسائل القائمة حالياً بالتنسيق مع الوزارة.
الأمطار وتصريف السيول
* دخل الحج الآن في موسم الأمطار، وقد رأينا الأضرار التي سببتها الأمطار في منى في العام قبل الماضي، هل هناك استعدادات خاصة في منى وعرفات في حال حدوث أمطار تعيق الحركة، وترهق الحاج خاصة كبار السن منهم..؟
- موضوع الأمطار في الحج من الموضوعات الهامة جداً والتي توليها كافة الجهات المعنية اهتمامات خاصة وتضع لها الترتيبات المطلوبة ويجري التنسيق والتكامل فيما بينها، فهناك جوانب إنشائية تتعلق ببنية المخيمات وتصاميمها، تهتم بها وزارة الشؤون البلدية والقروية والتي قامت مشكورة بتنفيذ بعض المشروعات المرتبطة بذلك في المشاعر المقدسة ومنها تصريف السيول، كما أن هناك جوانب تتعلق باحتياطات السلامة والإجراءات المتخذة قبل وأثناء وقوع الحدث، تهتم بها المديرية العامة للدفاع المدني والتي تمثل دوراً محورياً وهاماً في هذا الصدد، ولمؤسسات الطوافة دور هام ورئيسي في ذلك حيث إنها تمثل نقطة التواصل المباشرة مع الحاج، وتنفيذ كافة ما وضع من خطط وما تم إعداده من احتياطات وإجراءات وقد وضعت مؤسسات الطوافة وشركات ومؤسسات حجاج الداخل ضمن خططها التشغيلية خططا مفصلة بالتنسيق مع المديرية العامة للدفاع المدني للتدابير الواجب عملها في الحالات التي أشرت إليها، كما تم توفير كافة الآليات، وتدريب كوادر البشرية على طرق الإخلاء والإنقاذ وإعادة الأوضاع، بالشكل الذي يمكن من تنفيذ تلك التدابير والمحافظة على سلامة الجميع، حتى يتمكن الحجاج من أداء نسكهم وفق مراد الله عز وجل وليعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين. أسأل الله عز وجل أن يكتب السلامة والغنيمة لهم وأن يتقبل حجهم ويجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً.
* لماذا لا يتم الشروع في بناء عمارات سكنية بدلا من الخيام باعتبارها أكثر راحة وأمنا للحجاج..؟
- ان الخيام المطورة التي تم بناؤها قبل بضعة سنوات في منى مشروع حضاري عملاق بني بمواصفات ومميزات عالية راعت كافة متطلبات السلامة المطلوبة تحت كافة الظروف صيفا وشتاء، وهو يعكس حرص ولاة الأمر رعاهم الله على كل ما من شأنه سلامة وأمن وراحة الحجيج، وعلى كل حال فإن المباني يمكن أيضا أن تتأثر بالظواهر الطبيعية الشديدة بنسب متفاوتة، ومسألة إنشاء المباني بمنى لا بد أن تأتي متوافقة مع المنظور الشرعي، وهي مازالت تحت النظر والدراسة من قبل الجهات المختصة، وهناك مشروع تجريبي على سفوح بعض جبال منى (وليس على صعيدها) يجري تنفيذه حاليا بهذا الصدد من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية، وستتم الاستفادة منه بإذن الله تعالى في موسم حج هذا العام.
اختيار العناصر البشرية وتأهيلها
* مؤسسات حجاج الداخل ومؤسسات الطوافة هي التي تقوم باختيار عمالها، وهذا ينتج عنه وجود عمالة غير مدربة وغير كفء ولا تلتزم بمعايير التعامل مع الحجاج، أليس من الأفضل أن يكون لوزارة الحج دور أساسي في اختيار العنصر البشري الذي سيتعامل ميدانيا مع الحجاج..؟
- تقدم خدمات ضيوف الرحمن تحت الإشراف المباشر والرقابة الكاملة من وزارة الحج، من قبل المؤسسات المناط بها تقديم هذه الخدمة نظاماً، وهي تؤدي عملها من خلال منظومة متكاملة من الهياكل الإدارية المقننة من القياديين الذين يتولون التخطيط والإشراف والمتابعة والتنفيذيين الذين يتولون تقديم الخدمة المباشرة للحجاج. وقد وضعت الوزارة العديد من المعايير والشروط والمؤهلات الواجب توفرها في الكوادر البشرية والتي تتم المنافسة على أساسها بين المتقدمين للتأهل للخدمة في كل موسم الحج، فمؤسسات الطوافة مثلا تبدأ في إجراءات تأهيل كوادرها البشرية قبل موسم الحج بما لا يقل عن ثلاثة أشهر تقريباً. ومن ناحية أخرى تقوم اللجان الرقابية التابعة للوزارة برصد أداء كل مؤسسة ومجموعة خدمة أو شركة حجاج داخل ويصدر بذلك تقييم شامل لها ولأفرادها يؤخذ في الاعتبار عند التقدم بطلب التأهيل في العام التالي. وأود أن أشير هنا إلى أن العديد من المؤسسات تزخر بالكفاءات من حملة أعلى الشهادات مثل الماجستير والدكتوراه يساهمون في إدارة دفة العمل بها، كما أنشأت الوزارة بالتنسيق مع المؤسسات، مركزا خاصا لتدريب العاملين في الحج والعمرة، وهو يقدم العديد من الدورات بأحدث الطرق التقنية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الدورات الفقهية، الدورات التقنية، دورات لغات شعوب العالم الإسلامي، الدورات الإدارية. ويأتي ذلك من منطلق حرص الوزارة على جعل المؤسسات العاملة في مجال خدمات الحجاج والمعتمرين كيانات وطنية قوية فاعلة تساهم في إتاحة الفرصة لشباب هذا الوطن المؤهل لخدمة ضيوف الرحمن من خلال ما تتيحه من أعداد كبيرة من فرص التوظيف المتنوعة.
* ولماذا لا تقوم الوزارة بإنشاء معاهد وكليات تعنى بتخريج كوادر وطنية مؤهلة لتقديم خدمات الحج والعمرة، خاصة وأنه مجال علم رحب وهناك آلاف من فرص العمل المتوفرة به، ويحتاج إلى تأهيل وتدريب علمي..؟
- إنشاء الكليات والمعاهد أمر تحكمه الأنظمة والتعليمات، وهناك جهات اختصاص مناط بها هذه المهام كوزارة التعليم العالي، وزارة التربية والتعليم، المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، كليات السياحة والفندقة...، وهي درجات الدبلوم، وتقدم العديد من البرامج العلمية القصيرة المدى والدورات التدريبية التي تهدف الى تأهيل الكوادر التي يمكن توظيفها في مجال خدمات الحج والعمرة، مثل البرامج التي ينفذها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى بمكة المكرمة على سبيل المثال لا الحصر، والوزارة تتواصل وتتعاون وتنسق مع هذه الجهات. وقد أشرت في إجابتي على السؤال السابق إلى أن الوزارة أنشأت مركزا لتدريب العاملين في الحج والعمرة.
التوعية والتعددية الثقافية
* طرحت من قبل في العديد من المناسبات أهمية أن تكون توعية الحاج بمختلف جوانب السلوك بما يمكنه من أداء نسكه في يسر وسهولة وأمان والتوعية بأضرار التدافع والتزاحم، لماذا لا تتبنى الوزارة برنامجا للتوعية يبدأ من بلد الحجاج نفسه..؟
- التوعية جهد يهدف الى تبصير وتعريف الحاج ببعض الأمور بهدف توجيهه وتغيير سلوكيات معينة لديه وتحسينها للأفضل، وهي عملية فعالة ومهمة جدا، ولكنها يمكن ان تتسم بالبطء في النتائج لعامل السن والخلفية الثقافية للفئة المستهدفة، والمدة والأسلوب والأدوات المستخدمة. وللوزارة جهود كبيرة في هذا المجال، حيث يتم التأكيد على كافة بعثات الحج، ويتم النص على ذلك في المحاضر التي توقعها الوزارة مع هذه البعثات لترتيب شؤون حجاجهم بضرورة قيامهم في بلد منشأ الحجاج بتوعيته في مختلف المحاور، والتي تشمل:
- الجوانب النسكية والدينية
- جوانب الأمن والسلامة
- الجوانب الصحية والبيئية
- الجوانب الإجرائية
بالطريقة التي يرونها أجدى وأنسب لطبيعتهم وخلفياتهم الثقافية وعاداتهم وتقاليدهم، حيث إنه من المعلوم أن الحاج يكون أكثر ارتباطا بمشايخه وعلماء بلده، والوزارة تساهم في تقديم بعض المواد التوعوية المعينة لهم كالأفلام والنشرات والبرشوروات، كما تم إعداد بعض الأفلام التوعوية التي تعرضها الخطوط الجوية السعودية أثناء رحلات القدوم، كما تتولى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والدعوة والارشاد توزيع بعض الكتيبات الارشادية في منافذ الدخول للمملكة لتكون في متناول الحجاج. ومن ناحية أخرى فإن لمؤسسات الطوافة الأهلية جهد طيب في مجال توفير بعض اللوحات التوعوية، والمطبوعات والمطويات لتعريف الحجاج في أماكن تجمعاتهم بكل ما يتطلب إحاطتهم به.
تخلف المعتمرين وافتراشهم ساحات الحرم
* معالي الوزير إن مشكلة تخلف المعتمرين والحجاج أصبحت، رغم خطورتها، ظاهرة متكررة كل عام عجزت معها كل الإجراءات التي اتخذت في السنوات الماضية، هل لدى وزارة الحج خطط جديدة للقضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها..؟
- تميز هذا العام بفضل الله وتوفيقه، بانحسار كبير جدا في أعداد متخلفي العمرة، وهو أمر واضح وملموس من الجميع، حيث نقصت أعداد المتخلفين بنسبة حوالي 40% مما كانت عليه في العام الماضي، وهذا يمثل نموذجاً لتضافر كافة الجهود المعنية وتكاملها، خاصة مقام وزارة الداخلية وقطاعاتها المعنية مثل امارات منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، المديرية العامة للجوازات الجوازات، الأمن العام، وكذلك التعاون الوثيق والبناء مع مقام وزارة الخارجية. ولقد كان للضوابط التي طبقتها الوزارة هذا العام على مقدمي خدمات المعتمرين والتي تم اعتمادها من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وأعلنت في حينها في مطلع هذا العام دور كبير وواضح في الوصول إلى هذه النتيجة بحمد الله.. ومن ناحية أخرى شاركت الوزارة في الدراسة العلمية عن هذا الموضوع، والتي وجه سموه بإجرائها واشرفت عليها امارة منطقة المدينة المنورة، حيث ترى الوزارة ضرورة معالجة المشكلة من جذورها والأسباب التي تؤدي إلى التخلف. كما أود أن أشير هنا إلى أن أعداد المتخلفين من الحجاج قليلة جدا ولا تكاد تذكر.
* أخيراً معالي الوزير كيف تقرؤون موسم حج هذا العام؟ وبماذا تعدون حجاج هذا العام..؟
- بالاستعانة بالمولى عز وجل، وما أعايشه يوميا من جميع القطاعات المعنية بشؤون الحج من جدية كاملة، واستعدادات على أعلى مستوى، ومن إخلاص وتفان يهدف إلى جعل توجيهات قيادتنا الرشيدة في العناية القصوى بضيوف الرحمن، واقعا ملموسا في حج هذا العام 1427هـ، يجعلني متفائلا أن يكون موسما ناجحا وموفقا بكافة المقاييس والمعايير بحول الله تعالى وقدرته، قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (105) سورة التوبة. وأود أن اختم حديثي بتقديم خالص الشكر والتقدير والولاء لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، ولصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، ولصاحب السمو الملكي وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، ولصاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة ولصاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة على توجيهاتهم السديدة ومتابعتهم ودعمهم اللا محدود لإنجاح كافة الجهود المخلصة والمجندة لخدمة حجاج بيت الله الحرام.




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved