Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/12/2006G Issue 12490الطبيةالسبت 18 ذو القعدة 1427 هـ  09 ديسمبر2006 م   العدد  12490
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

قمة جابر

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

صدى العلوم

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

ملف الأسبوع
الإيدز (طاعون العصر)

مرض حديث بالنسبة للأمراض الأخرى. اكتشفت إصابته الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1981م. ومنذ ذلك الحين أخذ ينتشر في جميع القارات بأبعاد وبائية ولا يزال يتزايد انتشاراً. وكلمة الإيدز هي تجميع للحروف الأولى للتسمية الإنجليزية لهذا المرض الذي يسمى باللغة العربية (متلازمة العوز المناعي المكتسب). وتعني كلمة متلازمة أن مظاهر المرض تبدو كمجموعة من الأعراض المتفرقة في وقت واحد. والعوز المناعي يعني أن الجهاز المناعي في جسم المريض مصاب بانهيار كامل وصل به إلى درجة العوز. والكائن المسبب لهذا المرض هو فيروس دقيق الحجم لا يرى إلا بالمجهر، وهو يسمى فيروس العوز المناعي البشري.
ويصيب المرض أي شخص يتعرض للعدوى، فلا تقف أمامه حدود جغرافية، وهو لا يميز بين الناس على أسس اقتصادية أو اجتماعية. ويهاجم المرض الذكور والإناث بمعدلات تكاد تكون متساوية. ولقد قدر أن عدوى الفيروس قد أصابت أكثر من 65 مليوناً من الناس حتى سنة 2006م. وهذا الرقم آخذ في الازدياد.
لماذا التركيز على الشباب والناشئة؟
الشباب والناشئة يكونون فئة عمرية لها أهميتها بين الفئات السكانية. فهم عماد الاقتصاد الوطني لبلدانهم، وكاسبو لقمة العيش للملايين الذين يعولونهم من الصغار والكبار. وتطور الإنسان من مرحلة المراهقة إلى البلوغ يحدث في فترة تتسم في الواقع بتغيرات عميقة ليست بدنية فحسب وإنما كذلك اجتماعية ونفسية. وهي تعتمد إلى حد كبير على التفاعلات المتبادلة بين الشخص والبيئة المحيطة به. خلال هذه الفترة يصبح الشخص المعني أكثر انفتاحاً على التوجهات المختلفة، وفقاً لما يقع عليه من تأثيرات عوامل عديدة، منها ما هو ديموغرافي أو اقتصادي أو سياسي أو قانوني أو ديني أو تكنولوجي. إن هذه المرحلة الانتقالية تجعل الشباب والناشئة أكثر استعداداً لالتقاط بعض الأمراض السلوكية المنشأ مثل الإيدز وغيره من الأمراض المنقولة جنسياً.
وبينما يمثّل الشباب العماد الفعلي لتطور شعوبهم في الوقت الراهن. فإن الناشئة هم الذين سيتحملون مسؤولية الحفاظ على رخاء شعوبهم في المستقبل. ومن أجل ذلك تستحق هذه الشريحة السكانية أن تحاط بعناية خاصة لضمان حمايتها من بلاء الإيدز. لقد قررت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية who اعتبار الأول من ديسمبر من كل عام يوماً متخصصاً لمواجهة الإيدز.
كيف يتم التعرض للعدوى؟
تتأثر فئة الشباب أكثر من أي جماعة سكانية أخرى بضغوط المجتمع وغيرها من ضغوط النظراء. كما أن نزعة التجريب تعرض الشباب لأوضاع تحفها مخاطر جسيمة، وفي ما يلي الطرق الرئيسية الثلاث التي تنتقل من خلالها عدوى الإيدز:
1- الاتصال الجنسي: كل أنواع الاتصالات الجنسية بين أفراد من الجنسين أو الجنس الواحد، تعتبر أهم طرق انتشار الفيروس. ويصل الفيروس إلى مجرى الدم من خلال تمزقات دقيقة في بطانة الأعضاء التناسلية. وليس بمقدور أحد أن يتبين ما إذا كان قرينه الجنسي مصاباً بالعدوى أم لا. كما أن وجود مرض منقول جنسياً يعزز احتمالات انتشار العدوى بين أولئك الذين يمارسون الجنس. وهذا هو السبب في أن البغايا يعتبرن مصدراً للعدوى شديد الخطورة.
2 - العدوى عن طريق الحقن: المدخل المهم الثاني من مداخل العدوى هو نقل الدم أو مشتقات الدم الملوثة بالعدوى.
وتتخذ كافة البلدان في الوقت الراهن ما يلزم من التدابير لتحري سلامة الدم ومشتقاته قبل استخدامها في عمليات نقل الدم. وثمة سبل أخرى لنقل الفيروس هي المشاركة في استعمال الإبر والمحاقن الملوثة بالعدوى. وهذا هو سبب انتشار العدوى على نطاق واسع بين متعاطي المخدرات بالوريد الذين يتشاركون في استعمال الإبر والمحاقن دون تعقيمها كما ينبغي.
3- العدوى حول الولادة: تستطيع الأم الحاملة للعدوى أن تنقل الفيروس إلى طفلها قبل ولادته أو أثناءها أو بعدها بقليل. وتبلغ نسبة الأطفال المصابين بالعدوى الذين يولدون لأمهات يحملن العدوى 30 - 35%.
ماذا يحدث بعد التعرض للفيروس؟
عندما يصاب شخص بعدوى الإيدز فإن العدوى لن تفارقه طوال عمره. وفي البداية قد يبدي المصاب بالعدوى بعض الأعراض أو قد لا تبدو عليه أية أعراض. وقد يشكو بعض المصابين بالعدوى من مظاهر عامة مثل الحمى والتوعك والخمول وآلام العضلات والتعب والصداع وغير ذلك. وتبقى هذه المظاهر أسبوعاً أو اثنين ثم تعود الحالة العامة للشخص المصاب إلى طبيعتها. بعد هذه المرحلة الحادة تأتي مرحلة الحضانة التي تستمر مدة تتراوح بين شهور وسنوات. وفي هذه المدة وبعدها يواصل الفيروس غزوه وتدميره للجهاز المناعي للجسم، ويظل الشخص المصاب قادراً على نقل العدوى للآخرين. وعندما يصل التدمير إلى درجة متقدمة يصبح الجهاز المناعي عاجزاً عن الدفاع عن الجسم، وهكذا يسقط الجسم فريسة لأي مسبب للمرض يستطيع الجسم الصحيح أن يقضي عليه بسهولة. وفي هذه المرحلة تظهر ضروب مختلفة من أعراض ومظاهر الأمراض والأورام الانتهازية، وتؤدي في نهاية الأمر إلى الوفاة. وهذه المرحلة الأخيرة من مراحل المرض هي التي نسميها الإيدز.
الإيدز والجنس والزواج
الجنس مكوّن بيولوجي في بنيان الجسم البشري. وله احتياجاته الطبيعية ومطالبه التي يجب أن تنظّم وتضبط وفقاً للمعايير الاجتماعية المقبولة. إن التسيّب الجنسي ليس من علامات الرجولة أو الحياة الاجتماعية، ولكنه عمل ينطوي على المغامرة وسوء تقدير المخاطر. فإذا أردت أن تضمن الأمان التام فعليك أن تضع نصب عينيك على الدوام قاعدتين جوهريتين هما:
-لا تمارس الجنس قبل الزواج.
-ولا تمارس الجنس خارج إطار الزواج.
ويجب تشجيع الزواج المبكر إذا أردنا حماية الشباب والبالغين من الانحراف الجنسي. كذلك يتوجب على المتزوجين أن يلتزموا بالعلاقات الشريفة والوفاء المتبادل بين الطرفين. ومن ناحية أخرى لو كان أحد القرينين يشك في تعرضه للعدوى أو كان قد تبين إصابته بالعدوى في فحص يكون قد أجراه لأي غرض من الأغراض، فعليه أن يستعمل العازل الذكري من أجل حماية الطرف الآخر وينبغي في هذه الحالة استعمال العازل الذكري دائما وبالطريقة الصحيحة.
ليس للإيدز لقاح
ظل البحث مستمرا دون انقطاع طوال العقد الماضي في كل أنحاء العالم عن لقاح فعال أو علاج ناجع ضد الإيدز حتى الآن لم يتم التوصل إلى دواء يشفي الإيدز ولا لقاح يحمي الإنسان منه. وثمة تجارب تجري الآن على لقاحات محتملة. غير أن من السابق لأوانه أن نعتقد أن هذه التجارب سوف تسفر عن لقاح أو أكثر يتسم بالفعالية ويكون صالحاً للاستعمال على مستوى جماهيري. وحتى لو تم التوصل إلى لقاح فسوف لا يستطيع أن يفيد شخصاً أصابته بالفعل عدوى الإيدز.
لماذا يجب أن تعرف كل شيء عن الإيدز؟
الإيدز مرض قاتل لم يسبق أن وجد له نظير. ومع ذلك فما أيسر اجتنابه. ونظراً لعدم وجود لقاح فعّال أو علاج شاف فإن السلاح الفاعل الوحيد ضده هو معرفة كل شيء عنه. فأنت محتاج لمعرفة الأساسيات والحقائق المتعلقة بعدوى الفيروس ومرض الإيدز مهما كانت سنك أو جنسك أو عملك أو حالتك الزوجية. عليك أن تعرف كيف ينتقل الفيروس وما هي السلوكيات التي تعرض من يمارسها للخطر. وعليك أن تتحدث عن الإيدز إلى أسرتك وأبنائك إن كنت والداً أو أماً. وعليك أن تعرف معاونيك أو شركاءك أو موظفيك أو تلاميذك بكافة الحقائق عن العدوى وعن مرض الإيدز. هذه هي السبل الوحيدة لحماية نفسك وحماية الآخرين. كما أن ذلك سوف يساعدك على تبديد الخرافات واستبعاد المعلومات الخاطئة التي قد تسبب هلعاً ليس له مبرر، وأن تؤدي إلى وصم الناس أو التحامل ضدهم. إن الوسيلة الوحيدة لاتقاء عدوك هي أن تعرفه فلا تترك نفسك فريسة الجهل.
ماذا تفعل في حالة الشك؟
حين يصيبك القلق عن نفسك لأي سبب من الأسباب، فتوجه إلى طبيبك. اشرح له مخاوفك دون خجل أو تردد فالقضية مسألة حياة أو موت. وفي الوقت نفسه عليك أن تتوقف عن ممارسة أي سلوك قد يكون هو سبب مخاوفك، ولكن لا تجزع أو يصيبك الرعب. وقد يستطيع الطبيب أن يبدد مخاوفك إن لم تكن لها أساس، كما سينصحك كيف يمكنك أن تعيش حياة آمنة تتجنب مواطن الانزلاق إلى الخطر. وسوف يحيلك الطبيب إلى المختبر الملائم لاختبار دمك إن رأى ضرورة لذلك.
وباختصار يجب لا تنسى القواعد التالية:
* المعرفة والعفة فيهما الحماية المؤكدة من الإيدز.
* ابتعد عن المخدرات. فتعاطي المخدرات يهيئ السبيل لمخاطر كثيرة من بينها الإيدز، وذلك من خلال المشاركة في الإبر، والتعرض للانحلال الجنسي.
{وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}
الإيدز مرض يقتل جميع مرضاه ومع ذلك فليس بالإمكان أن يصيبك دون أن تعرض نفسك له. فعليك إذن أن تحذر الإيدز ويجب أن تتذكر على الدوام القواعد التالية:
* الإيدز مرض منقول جنسياً بصورة أساسية ويجب على المرء أن يمتنع عن الاتصالات الجنسية خارج روابط الزواج. ومع ذلك فإذا كان أحد القرينين مصاباً بالعدوى أو يشتبه في ذلك صار لزاماً أن يستعمل العازلات الذكرية في كل اتصال جنسي. فمن شأن العازلات الذكرية أن تمنع انتقال العدوى إلى حد كبير.
* ينبغي التحقق من مأمونية وعقامة الأدوات المستخدمة في عمليات الحقن وغيرها من الأدوات الثاقبة للجلد كالمباضع التي تستعمل لأخذ عينات الدم وأدوات ثقب الآذان والوشم.
ينبغي تجنب تعاطي كافة أنواع المخدرات، ليس فقط لأنها تؤدي إلى المشاركة في استعمال الإبر، ولكن كذلك لأن المخدرات تضعف قدرة الإنسان على التحكم وسلامة التقدير، وهكذا يسهل عليه التورط في اتصالات جنسية محفوفة بالخطر، ربما تصل إلى حد البغاء.
* ينبغي نصح الأمهات المصابات بالعدوى بتجنب الحمل حفاظاً على صحتهن شخصياً، وخوفاً من نقل العدوى إلى أطفالهن. وباستطاعة الشباب والشابات المقبلين على الزواج أن يجروا اختبارات طوعية ويحصلوا على التوعية الملائمة قبل إتمام الزواج.
ختاماً: نتمنى لكم حياة مليئة بالصحة الوافرة والسعادة الهانئة.

د. عبد العزيز النوشان
استشاري أمراض طب وجراحة الجلد



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved