Al Jazirah NewsPaper Saturday  30/12/2006G Issue 12511الثقافيةالسبت 10 ذو الحجة 1427 هـ  30 ديسمبر2006 م   العدد  12511
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

قراءة..في كتاب (جامع المناسك)

*عبد العزيز الحلوان:
إن العلم شأنه كبير، وفضله عظيم، ودرجته رفيعة في الدنيا والآخرة، وللعلم أبواب واسعة، وطرق كثيرة، وأنواع متعددة؛ ومن أبرز أنواعه (الجمع) ..ذلك أن تصانيف العلماء لا تعد ولا تحصى كثرة، فجمع ما تفرق من مؤلفاتهم في سِفر واحد يُعدُّ فناً قليلٌ سالكوه ومحسنوه ..وممن سلك هذا الفن - وأجاد- فضيلة الشيخ سلطان بن عبد الرحمن العيد - وفقه الله- وقد تمثّل ذلك في منسكه الموسوم ب(جامع المناسك)، والذي صدر مؤخراً في ثلاثمائة وثلاثين صفحة، من الحجم الصغير (الجيب)، والذي جمعه من مناسك العلماء الأعلام، وهم كما ذكرهم في ص15: (الإيجاز) للعلامة النووي اختصره من (الإيضاح)، و(القِرى لقاصد أم القُرى) لمحب الدين الطبري، ومنسك شيخ الإسلام ابن تيمية، و(التحقيق والإيضاح) لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مع الأجزاء (16، 17، 18) من مجموع فتاويه، و(تخريج حديث جابر رضي الله عنه في حجة النبي صلى الله عليه وسلم)، و(مناسك الحج والعمرة) للعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، و(المنهج لمريد العمرة والحج) و(مناسك الحج والعمرة) وكتاب الحج من (الشرح الممتع) و(شرح حديث جابر رضي الله عنه) للعلامة محمد بن صالح العثيمين مع الأجزاء (21، 22، 23) من مجموع فتاويه، و(مفيد الأنام) للشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جاسر، وفتاوى اللجنة الدائمة المجلد الحادي عشر، مع زيادات من غيرها.وكانت طريقته في هذا الجمع، كما قال في مقدمته: جمعت فيه ما تفرَّق في مناسك العلماء الأعلام (النووي، المحب الطبري، ابن تيمية، ابن جاسر، ابن باز، الألباني، ابن عثيمين) من تصحيحات وترجيحات وفوائد، وبيَّنتُ فيه الأحكام، واقتصرت على ما ترجَّح عندهم بدليله، فإن اختلفوا نبهت على ذلك غالباً، مع ذكر مسائل معاصرة لا يستغني عنها الحاج والمعتمر، ونبهت على كثير من السنن والفضائل والمخالفات والمبتدعات في الحج والعمرة والزيارة.وقد تميز هذا المنسك الجامع بميزات عديدة:
أولها: تقديم عدد من أصحاب الفضيلة العلماء له، وهم - كما ذُكر ذلك في طُرَّة الكتاب -: فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، وقد قرأه عليه مؤلفه كاملاً آخذاً بتصويباته وتصحيحاته. انظر: ص13. وفضيلة الشيخ العلامة أحمد بن يحي النجمي، وفضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي، وفضيلة الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان، - حفظهم الله - ..وقد تميز هذا المنسك عن غيره، كما قال الشيخ ابن عقيل ص5: (بسهولة عباراته واعتنائه بذكر الدليل، واهتمامه بمهمات المسائل، وجمعه كثيراً مما تفرق في غيره، ووشحه بمختارات من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام الطبري وغيرهما، وكذلك فتاوى مشايخنا: الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، وعزوه الأقوال إلى قائلها وتنبيهه على بعض المخالفات التي تصدر من بعض الحجاج والمعتمرين).
ومما تميز به كما قال الشيخ العبيكان: (فالمسلمون في حاجة إلى مثل هذا الكتاب المشتمل على جُلِّ أحكام الحج، بين الاختصار والإسهاب، فأوصي الجميع بقراءته والاعتناء به وخاصة الحجاج). ومن حيث سلوكه للأحكام المختلف فيها، قال الشيخ النجمي: (ووفِّق غالباً في اختيار القول الراجح من الأقوال؛ لذلك فإني أراه منسكاً مفيداً تجدر قراءته والاستفادة منه).ومما تميز به أيضاً كما قال الشيخ زيد: (كما ذيَّل الكتاب بنبذة تتعلق بالعقيدة الصحيحة التي يجب العلم بها والعمل بمقتضاها، فجاء المنسك جامعاً لكثير من أحكام الحج والعمرة).ولما كان الحج من العبادات التي كثُُر فيها الاختلاف بين العلماء، لم يغفل المؤلف ذلك في منسكه، فيذكر أقوال العلماء وترجيحهم بعد ذلك على سبيل الاختصار، فمثلاً : في مبحث الطواف بالكعبة وعند مسألة اشتراط الطهارة للطواف، قال ص149: واختار سماحة الشيخ ابن باز كما في فتاويه (17- 213): أن الطهارة شرط للطواف فلا يصح بدون وضوء، وعليه فتوى اللجنة الدائمة (11-246)، وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أنه لا يشترط الوضوء للطواف... ورجحه الشيخ ابن عثيمين..ومن الأمثلة أيضاً: ما جاء في مبحث صفة الأنساك الثلاثة، وأن الحاج يخير بينها - كما هو الصحيح -، أشار المؤلف إلى من قال بوجوب نسك التمتع من العلماء، مع الرد عليه بذكر الأدلة الصريحة على التخيير والتعقيب من كلام الأئمة الأعلام، انظر: ص93-94.وقد تميز أيضاً بذكر بعض أحكام المسائل المعاصرة، انظر مثلاً ص272 على مسألة من أراد التعجل من منى ولكن تأخر بسبب السيارات.ومسألة ترك المبيت بمنى لعذر يتعلق بمصلحة الحج، أو لمرض وغيره، ص257ومما تميز به هذا المنسك الجامع: إلحاقه بمبحث: زيارة المسجد النبوي وآدابها، وأتبعه بمبحث: المخالفات في الزيارة. انظر: ص297-309.ولما كانت العقيدة هي أساس إيمان الإنسان، وأن الرسل عليهم الصلاة والسلام بُعثوا من أجل تصحيح العقيدة، عُلم منه أن من شروط قبول عبادة العبد المسلم تصحيح معتقده، ومن تلك العبادات الحج والعمرة؛ فختم المؤلف كتابه الجامع ببيان ما يجب على الإنسان اعتقاده، لخَّصها من ما ذكره الأئمة الأعلام من عقيدة أهل السنة والجماعة المأخوذة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، سالكاً فيه منهج السلف الصالح رضي الله عنهم.ختاماً.. لقد كان (جامع المناسك) جامعاً لجلِّ أحكام الحج والعمرة والزيارة، فهو يختصر على طالب العلم جمع المسائل وأحكامها وترتيبها من مصادرها المعتمدة، وهو أنيس للحاج أينما حلَّ وارتحل.نسأل الله عز وجل أن يتقبل من المسلمين حجهم وطاعاتهم، وأن يجزي المؤلف خير الجزاء، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved